القاهرة - (وكالات): أصيب عشرات المتظاهرين أمس في الإسكندرية، شمال مصر، خلال مواجهات بالحجارة وحالات الاختناق بالغاز بين المؤيدين للرئيس محمد مرسي، وآخرين معارضين له، وذلك عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع دستور يثير انقساماً وتوتراً في البلاد منذ أسابيع.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأقامت حاجزاً من عناصرها للفصل بين المتظاهرين الإسلاميين المؤيدين لمرسي وبين المعارضين الذين تراشقوا بالحجارة، في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية وسط جو غائم. وبثت قنوات تلفزيونية صوراً لحافلات تحترق، قالت تقارير إن مجهولين أشعلوا النيران فيها.
واحتشد بضعة آلاف من الإسلاميين في «مليونية الدفاع عن العلماء والمساجد» بعد صلاة الجمعة مرددين هتافات مؤيدة للشريعة الإسلامية، في حين وقف مئات من المعارضين على بعد 50 متراً على الكورنيش يهتفون ضد الإخوان المسلمين والرئيس مرسي عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء التي لا تشمل محافظة الإسكندرية. وكانت الإسكندرية التي تقدمت فيها «نعم» السبت الماضي بحسب نتائج غير رسمية للمرحلة الأولى من الاستفتاء، شهدت الجمعة الماضي مواجهات بين أنصار الرئيس مرسي ومعارضيه، بعد اتهام الشيخ أحمد المحلاوي بأنه وجه المصلين للتصويت بنعم على مشروع الدستور. وحمل المحلاوي من على منبر مسجد القائد إبراهيم في خطبة الجمعة على «من يتولون» وسائل الإعلام المصرية داعياً المصريين إلى عدم «الانخداع» بها، ودعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة وشيخ الأزهر إلى إبعاد المساجد عن السياسة عشية الاستفتاء.
وتنظم في مصر اليوم الجولة الثانية من الاستفتاء وتشمل 17 محافظة تضم نحو 25.5 مليون ناخب مسجل وذلك بعد تنظيم المرحلة الأولى السبت الماضي التي شهدت تقدم «نعم» بنسبة فاقت 56% بحسب أرقام غير رسمية. وتعلن النتائج الرسمية النهائية للاستفتاء بعد انتهاء المرحلة الثانية. وبعد نتيجة المرحلة الأولى يتوقع فوز «نعم» في النهاية لكن بعض المحللين يرون أن هذا الفوز قد لا يكون مهماً لدرجة يمكن اعتباره نجاحاً شخصياً للرئيس مرسي. في هذه الأثناء، دعا منسق جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي، الرئيس مرسي إلى «جمع شمل» المصريين ووقف الاستفتاء على مشروع الدستور المثير للجدل وذلك لإنقاذ مصر من «الإفلاس» ووضعها على طريق الأمن والاستقرار. من جهة أخرى، كشف تقرير الأشعة التي أجريت للرئيس المصري السابق حسني مبارك المسجون في مستشفى سجن طرة لقضاء عقوبة السجن المؤبد على خلفية اتهامه في قضية قتل متظاهرين، عن إصابته بـ»كسر في 3 ضلوع في الجسم، وهشاشة في العظام».