بدأت قناة «العربية» أمس بث سلسلة تقارير بعنوان «الطريق إلى الاتحاد» بمناسبة انعقاد القمة الخليجية في مملكة البحرين، تلقي الضوء فيها على دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الانتقال بمجلس التعاون من صيغته الحالية إلى اتحاد دولة في منظومة قادرة على التأثير في التحولات التي يشهدها العالم والمنطقة.
وتوضح سلسلة التقارير التي تبثها «العربية» بالتفصيل كيف ستحافظ المنظومة الاتحادية على خصوصية وسيادة كل دولة من دوله من خلال آلية اتخاذ القرارات والتصويت على القوانين.
وذكرت العربية أن فكرة الاتحاد الخليجي رغم أهميتها، ليست معروفة خارج غرف السياسيين الخليجيين، كما طرحها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مبينة أن الاتحاد المقترح لا يفرض على الدول تغيير أنظمتها، سواء كانت برلمانية أو فيدرالية، ولا يتدخل في قراراتها، وحتى عند التصويت فإن الدولة العضو عندما تصوت ضد قرار لا تصبح ملزمة بتنفيذه حتى وإن أقرته بقية الدول.
وأوضح خبراء مجلس التعاون لـ»العربية» إن الهدف من دعوة العاهل السعودي هو التحرك بالمجلس إلى الإمام من خلال آلية مرنة دون فرض شيء على أي دولة.
وقال أحد المسؤولين إن المجلس في صيغته الحالية يتطلب الإجماع في القرارات، وهذا شبه مستحيل في كثير من القضايا.
وأشار إلى أن كثيراً من القرارات التي أقرت لم تنفذ بسبب عدم وجود أجهزة متخصصة تملك صلاحيات المتابعة، وتكون مربوطة باجتماعات الوزراء الذين قد لا يجتمعون إلا مرة في العام بسبب انشغالاتهم، لافتاً إلى أنه في النظام المقترح ستكون هناك أجهزة متخصصة متفرغة لهذا العمل، وتملك الصلاحيات وتعمل يومياً.
وأضافت العربية أنه بحسب الدعوة التي بادر بها الملك عبدالله فإن التحول من التعاون إلى الاتحاد سيخلق آلية أكثر فاعلية لتوحيد القوانيــن وضمــان تنفيذهـا لفائدة مواطنـــي المجلـــس الذيــــن باتـوا يتطلعون إلى صيغة أكثر فاعلية من صيغة مجلس التعاون، الذي أدى دوره في تأسيس قاعدة شعبية حاضنة لاتحاد خليجي يزيل الحواجز لكنه يحفظ خصوصية كل دولة. وأن بإمكان المشاهد أن يطلع على صورة التحديات الإقليمية والعالمية، والاقتصادية والعسكرية التي تجعل من الانتقال إلى صيغة الاتحاد حاجة تمليها مواجهة هذه التحديات.
وأشارت العربية إلى أن الملك عبدالله اقترح فكرة الاتحاد الخليجي انسجاماً مع مبادئ المجلس الخليجي، التي تقول إنها تطمح لتطويره إلى اتحاد، حيث حان الوقت بعد أكثر من ثلاثين عاماً للانتقال من مجلس التعاون إلى الاتحاد.
وبينت أن المقصود بالاتحاد الخليجي وفق الدعوة السعودية، هو الصيغة الأوروبية، حيث تجتمع الدول من دون فقدان سيادتها لخدمــــة مصالحهــــا المشتركــــة، وليس المقصود منه اتحاد الدولة الواحدة، مثل الاتحاد الألماني أو السويسري أو الإماراتي. حيث إن الاتحاد المقترح لا ينزع السيادة عن الدولة، ولا يتدخل في شؤونها، ولا يغير في نظام حكمها، كما إن نظام التصويت المقترح يتم بالأغلبية، والدول التي لا تؤيد أي قرار ليست ملزمة بتطبيقـه حتى بعد إقراره. كما إن كل الدول متساوية في الأصوات بغض النظر عن أحجامها، حيث يمنح صوت لكل دولة.
وتكمن أهمية المبادرة في أن الاتحاد سينهي العجز في تنفيذ القرارات الذي يعد السبب في انتقاد مجلس التعاون بشكل متكرر، وضمن الاتحاد الخليجي سيصبح ممكناً إقامة لجان متخصصة لها صلاحيات تعمل بشكل دائم لتنفيذ القرارات.