أعلن وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عزم القمة الخليجية التي تستضيفها البحرين اليوم وغداً بحث التحديات الأمنية والعسكرية والبيئية، في ظل احتمال وقوع كارثة نووية على الطرف الآخر من الخليج، كاشفاً عن محادثات تجري حالياً بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة حول إقامة درع دفاعي في دول الخليج.
وأضاف الوزير خالد بن أحمد في حوار نشرته صحيفة «الشرق» القطرية أمس ، أن أولويات مجلس التعاون الخليجي حالياً تتمثل في استكمال كل الإجراءات الدفاعية والوقائية ضد أي تهديد سواء كان تهديداً عسكرياً مباشراً أو تهديداً بيئياً، واستكمال بناء وحدة اقتصادية كاملة بين دول مجلس التعاون، وتذليل العقبات أمام الاتحاد الخليجي.
ونفى وزير الخارجية وجود نية لإقامة اتحاد ثنائي بين أي من دول الخليج العربي، وقال: «لم تعترض أي دولة على فكرة الاتحاد الخليجي والخبراء من كل الدول يواصلون العمل على التفاصيل(..) يجب عدم إرسال رسالة خاطئة إلى أحد بأن هناك من يحاول أن يسرع الخطى إلى الاتحاد دون مشاورة الآخرين». وأكد عدم وجد بطء في تنفيذ مشروعات أقرها مجلس التعاون، موضحاً أن «هذا يسمى حذراً وعدم تسرع(..) إذ إن دول مجلس التعاون أرادت أن تنجح قراراتها فيما يتعلق بالتعرفة الجمركية أو الاتفاقية الاقتصادية المشتركة أو العملة الخليجية الموحدة وغيرها»، قبل أن يستدرك أن «الوقت حان حتى نسرع الخطى».
وأضاف: «أتمنى الوحدة الاقتصادية الكاملة، وأتمنى أن أضع رأسي على مخدتي وأنا مطمئن على نفسي أمنياً وبيئياً، ولا أريد رؤية الحدود بين دول المجلس نهائياً».
وحول جسر البحرين- قطر، توقع وزير الخارجية إنجازه قبل استضافة الدوحة لكأس العالم، مرجعاً تأخير تنفيذه إلى ارتفاع تكلفته وإخضاعه للدراسة مجدداً.
واعتبر الوزير خالد بن أحمد أن دول الخليج ليست بعيدة عن «الربيع العربي» لكن الظروف مختلفة، مشيراً إلى أن «المطالب المشروعة في البحرين اختطفت بطريقة فجة وظهرت حركة انقلابية».
وعن الحوار الوطني، قال وزير الخارجية إنه «يجب أن يضم كل الأطراف والاقتصار على مجموعة معينة لن يتم فالمعارضة تريد أن تكون الطرف الوحيد في الحوار مع الحكومة وهذا لن يحدث».
وأضاف أن «المعارضة عزلت نفسها في مجموعة ومذهب معين وتدعي الأغلبية الساحقة وكأن الآخرين ليس لهم وجود(..) نحن على ثقة في الوصول إلى بر الأمان لكن كلما تأخرنا أدى ذلك إلى انشقاق أكثر».
وحول العلاقات مع إيران، قال وزير الخارجية إن «التدخلات الخارجية في البحرين من إيران وجهات عراقية ومنظمات دولية لم تتوقف (..) وقضية التدريب مستمرة في أماكن عديدة بالمنطقة، لذلك نحن دائماً ننبه الحكومات الخليجية وأشقاءنا إلى ضرورة الانتباه لما يحدث.. والأطراف الأخرى مازالت تتدخل». وأضاف أن مزاعم مسؤول إيراني حول استخدام البحرين غازات سامة « لم نستطع فهمها، فنحن لسنا مجرمين، بل نضع شعبنا في المرتبة والمقام الأول، وهذه التصريحات تغطية على الظروف الكارثية التي يمر بها الشعب الإيراني نفسه، فهو يحاول صرف أنظار العالم عن أوضاعهم السيئة، فالمواطن الإيراني يدفع 22 دولاراً للكيلو الواحد من اللحم، ولا يستطيع تعبئة بنزين سيارته». وتابع: «رغم هذه التصريحات اللامسؤولة، فإننا سنضع فوق كل اعتبار أن تتحسن العلاقة مع إيران، إذا عاد الإيرانيون إلى رشدهم». وأعرب وزير الخارجية عن مخاوف من تفاقم الوضع في سوريا حتى بعد سقوط النظام، مشيرا إلى أن «الوضع في سوريا يجب أن ينتهي بأسرع ما يمكن بما يحقن دماء هذا الشعب ويحقق تطلعات الشعب السوري(..) قضية المخاوف والمؤثرات من الوضع الذي قد يسري على المنطقة غير مرتبط به جود هذا النظام أو سقوطه، فهناك مجموعات عديدة دخلت تقاتل حالياً في سوريا عرب وغير عرب، وفي سوريا طوائف متعددة، وهو ما يؤثر علينا طائفياً». وحذر الائتلاف السوري المعارض من «أطراف تؤيد وتساند الآن النظام السوري، وعندما تفقد الأمل بالنظام ستأتي من باب آخر، وتدخل شريكاً في الحكم، نقول انتبه لهذا الشريك، أن يكون شريكاً حقيقياً وليس شريكاً معطلاً.. ثلث معطل.. يجب الانتباه لهذه الأمور».