كشف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عزم القمة الخليجية 33، التي تستضيفها المنامة اليوم وغداً، اعتماد الاتفاقية الأمنية واتفاقية الدفاع المشترك وأنظمة من شأنها تقريب وتوحيد التشريعات الخليجية، وبحث الأمن المائي والربط المائي، إضافة إلى اتخاذ قرارات تخدم نمو وازدهار واستقرار وأمن المنطقة، مشيراً إلى أن جدول أعمال القمة زاخر بجميع القضايا الراهنة وعلى رأسها الأزمة السورية، وقضية اليمن، والتدخلات الإيرانية في شؤون دول الخليج العربي.
وقال الزياني في حوار مع تلفزيون البحرين أمس إن «أهمية قمة المنامة تأتي من انعقادها في ظل في ظروف إقليمية حساسة ودقيقة تمر بها المنطقة»، مشيراً إلى أن «قمة المنامة ستناقش كافة القضايا الراهنة في المنطقة سواء الأزمة السورية ودعم الشعب السوري وتحقيق تطلعاته ودعم اليمن للخروج من أزمته والتدخلات الإيرانية والقضايا الأخرى». وأضاف أنه «في المجالات الدفاعية ستناقش القمة أمور كثيرة لتطوير العمل الدفاعي والعمل الأمني المشترك واعتماد الاتفاقية الأمنية وكذلك بحث موضوع الأمن المائي والربط المائي بين دول المجلس ، كما سيتم اعتماد العديد من الأنظمة من أجل تقريب وتوحيد التشريعات الخليجية وكذلك الاطلاع على تقرير عمل الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة وما تم تحقيقه حتى الآن والمعوقات والعمل على تذليلها بالإضافة إلى الاهتمام بالإنسان الخليجي». وأكد الزياني حرص «أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون على دعم المواطن الخليجي والتواصل معه واتخاذ القرارات التي تخدم نمو وازدهار واستقرار وأمن المنطقة وبالذات المواطن الخليجي»، وقال إن «هذا ما لمسته خلال جولتي في دول المجلس والتشرف بمقابلة أصحاب الجلالة والسمو للإعداد لجدول أعمال القمة». وأضاف أن «التفاف شعوب دول المجلس حول قادتها هو الدافع والقوة للاستمرار بالعمل المشترك وتحقيق النتائج وأن ما تم تحقيقه حتى الآن هو مصدر فخر واعتزاز بهذه المسيرة المباركة».
ورداً على سؤال حول «الاتحاد الخليجي»، قال الزياني إن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أطلق المبادرة في قمة الرياض وكانت الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد، وأصحاب الجلالة والسمو رحبوا وباركوا هذه المبادرة وشكلوا هيئة مختصة من ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسة مرئيات الدول وتداول الموضوع حيث قدمت الهيئة تقريرها الى المجلس الاعلى الذي كلف بدوره المجلس الوزاري بدراسة تلك المرئيات وكذلك التشاور فيما بين الدول ورفع ما يتم التوصل له من مرئيات ونتائج للمشاورات إلى قمة خليجية تعقد خاصة لهذا الموضوع في مدينة الرياض».
وتابع أنه «لم يتم تحديد الوقت والمشاورات لازالت مستمرة»، مشيراً إلى أن «الفقرة والهدف الذي أشار إليه خادم الحرمين في خطابه الشهير في القمة كانت المادة الرابعة من النظام الأساسي وهي تحقيق التنسيق والتكامل والترابط الشامل فيما بين الدول الأعضاء في كافة المجالات وصولاً إلى وحدتها(..) وهذا يدل على بعد نظر مؤسسي مجلس التعاون وهو التدرج والنمو والارتقاء وتحقيق العناصر الثلاثة الرئيسة المذكورة وصولاً إلى الوحدة الخليجية».
وأكد الزياني أن «لدى دول مجلس التعاون استراتيجية تعمل وفق نهج مدروس وأن رؤية أصحاب الجلالة والسمو تتلخص في العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وسلامة وازدهار دول المجلس وشعوبها الشقيقة ونحن ننطلق لتحقيق هذه الرؤية من خلال خمسة أهداف استراتيجية واضحة ونعمل عليها في نفس الوقت».
وقال إن «الهدف الأول هو تحقيق الحماية لدول المجلس وشعوبها من خلال الدفاع والأمن والاستعداد للتعامل مع كافة التهديدات والمخاطر التي تواجه المنطقة»، مشيراً إلى أن «قادة دول الخليج قالوا إنهم سيعتمدون الاتفاقية الدفاعية المشتركة والاتفاقية الأمنية في قمة المنامة وكذلك اتفاقية مكافحة الإرهاب والعمل على تطوير قوات درع الجزيرة وتطوير القيادة والسيطرة والاتصالات لمنظومة درع قوات الجزيرة وأيضاً الجهد الجوي والبحري والتنسيق بين وزارات الداخلية وقوات الأمن العام لرفع الكفاءة». وأضاف أن «المحور الثاني هو المحافظة على النمو الاقتصادي»، مشيرا الى «الاتفاقية الاقتصادية التي شكلت المنطقة الحرة عام 1983 ، حيث كانت التجارة البينية بين دول مجلس التعاون منذ عام 84 حوالي ستة مليار دولار في السنة وانتقلت عملية النمو الاقتصادي من خلال فتح مركز للتحكيم التجاري ومن ثم كان الاتحاد الجمركي عام 2003 ، موضحاً أنه منذ عام 84 إلى 2002 ارتفعت التجارة البينية من ستة مليار دولار إلى خمسة عشر مليار دولار ،حيث الفارق عشرة مليارات خلال الثماني عشرة أو العشرين سنة». وتطرق إلى إقامة السوق المشتركة في عام 2007 للمحافظة وإفساح المجال لمزيد من التجارة البينية والحركة التجارية، وقال إنه بفضل هذه المنظومة الاقتصادية وصلنا في عام 2011 إلى خمسة وثمانين مليار دولار في السنة في مجال التجارة البينية ، بعد ان كانت ستة مليار دولار. وحول العلاقة مع إيران، قال الزياني إن موقف دول مجلس التعاون من الجزر الإماراتية هو موقف واحد وهو رفض الاحتلال والمطالبة بمعالجة الموضوع بالطرق السلمية والعودة إلى المحكمة الدولية وكذلك فيما يتعلق بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز و التدخل في الشؤون الداخلية هو موقف موحد حيث ترفض دول المجلس التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة في شؤون دول المجلس .
وعن علاقة مجلس التعاون بالتكتلات الإقليمية والدولية وفاعلية دول المجلس بشأن القضايا الإقليمية والدولية، قال الأمين العام إن «الحوارات الاستراتيجية أداة للسياسة الخارجية لدول المجلس، وهي تعزيز التواصل مع المنظمات والتكتلات الدولية وكذلك الحوار الاستراتيجي مع العديد من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين واليابان والهند وتركيا والاتحاد الأوربي ومجموعة الأسيان»، مؤكداً أن «ذلك يعكس المكانة الدولية لمجلس التعاون».
ورفع الزياني أسمى آيات التهاني إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بتوليه رئاسة الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون ، مشيداً بخبرة وحكمة جلالته وبعد نظره بما يدعم مسيرة مجلس التعاون والعمل المشترك إلى آفاق أرحب.
وأعرب عن أطيب تهانيه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له وخروجه من المستشفى سالماً معافى، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يمتع خادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والعافية.
وهنأ كلاً من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر بأعيادها الوطنية، متمنياً لشعوبها المزيد من التقدم والرقي والازدهار.