كتب – وليد صبري:
قال المحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان إن «مبادرات دول مجلس التعاون الخليجي حقنت الدماء في العالم العربي»، مشيراً إلى أن «تعامل مجلس التعاون بخصوصية وحكمة مع ظروف وحالة كل دولة من دول ما يعرف بالربيع العربي، خاصة في سوريا وليبيا واليمن جنب هذه الشعوب المزيد من سيلان الدماء».
وأضاف بدرخان في تصريح خاص لـ «الوطن» أن «مجلس التعاون الخليجي انصف الشعب السوري وكانت مواقفه واضحة ومشرفة مقارنة بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ورسيا والصين».
وأكد أن «مجلس التعاون هو الذي تبنى تدويل حل الأزمة السورية من خلال عرض القضية على الجامعة العربية ومن ثم الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، لافتاً إلى أن «موقف المجلس يدعم قضية الشعب السوري ووحدته وعدم تقسيم البلاد».
وانتقد بدرخان «عدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الشعب السوري في حقن الدماء والتوصل إلى حل يرضي المتظاهرين ضد نظام الرئيس بشار الأسد».
وأضاف: «بالنسبة لليبيا، كان هناك إجماع عربي بدفع من دول الخليج ساهم بالتغيير وكانت هناك قناعة بأن نظام الرئيس الراحل معمر القذافي لابد أن يتنحى وفقاً لتطلعات الشعب الليبي، أما اليمن وبحكم موقعه الجغرافي القريب من دول مجلس التعاون بالتالي استشعرت دول التعاون ضرورة المبادرة لحل الأزمة وتنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح لأن أمن اليمن ينعكس على استقرار دول التعاون».
وفيما يتعلق بأهمية قمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد في المنامة، أوضح بدرخان أن «قمة المنامة تكمن أهميتها في انعقادها في ظل ظروف صعبة وتحديات إقليمية ودولية بالمنطقة»، مشيراً إلى أن «جدول الأعمال يطرح قضايا تهم الشارع الخليجي وهناك مشاريع تكاملية قيد الإنجاز وكل عام يسجل تقدماً ويتلمس فيه المواطنين الخليجيين مصلحة ومنفعة مباشرة لمصلحتهم وحياتهم وعلاقات شعوبهم، ولا شك في أن هناك نقاشات وحوارات بين قادة دول الخليج وتحليل جماعي للأوضاع الإقليمية والدولية الصعبة والأخطار التي تواجه المجلس والفرص المتاحة لتطوير المجلس».
وبشان انتقال دول المجلس من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد، قال بدرخان «الاتحاد الخليجي وسيلة مناسبة لتقارب أكثر بين دول التعاون لكنه لن يكون في القريب العاجل، وقد خصصت له قمة في الرياض، وبالتالي لن يكون موضع نقاش في قمة المنامة، التي ستركز على القضايا الرئيسة القائمة على زيادة التضامن والتفاعل بين دول الخليج ومواجهة التحديات والأخطار التي يشعر بها المواطن الخليجي».
وأوضح أن «هناك معاني هامة بالنسبة للاتحاد الخليجي تكمن في ترابط اكثر بين دوله مما يعني أنهم يشعرون بالحاجة لمثل هذا الاتحاد نتيجة الأخطار المحدقة بالمنطقة حتى وإن لم تتعرض دول المجلس بشكل مباشر لتلك الأخطار حتى الآن سواء من إيران أو من غيرها، لكنه يبقى ضرورة ملحة في المستقبل».