أكدت الصحف القطرية أمس أن الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في المنامة تعقد وسط ظروف حساسة ومعقدة.
وقالت صحيفة العرب إن القمة الثالثة والثلاثين لدول مجلس التعاون الخليجي بالمنامة تعقد وسط ظرف بالغ الحساسية والتعقيد تعيشه المنطقة.
وقالت الصحيفة في أنه ومثل كل قمة، تعقد آمال شعوب دول الخليج العربية على تحقيق قدر أكبر من التعاون والتكامل فيما بينها.
وأشارت إلى أنه منذ أن انطلق مجلس التعاون الخليجي قبل أكثر من ثلاثين عاماً والقمم الخليجية تعقد في ظروف بالغة الحساسية، فالتهديدات والمخاوف موجودة، لم يتغير شيء، فقط في بعض التفاصيل هنا أو هناك، ولكنها بالنهاية موجودة منذ أن فكر قادة دول الخليج العربي بكيان يمكن أن يساهم في حماية شعوب هذه المنطقة الحيوية.
وأوضحت أنه وإن كانت التهديدات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة الخليجية مازالت قائمة، بل إنها في بعض الأحيان باتت تفوق ما كانت عليه حتى في سنة إعلان مجلس التعاون الخليجي، فإن السؤال الأبرز هو لماذا لم تتحول الدول الخليجية إلى اتحاد كامل؟.
وقالت في هذا الصدد إن أوروبا ليست أكثر وحدة ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية من الدول الخليجية، إلا أنها نجحت في الظهور أمام العالم كاتحاد واحد، ووحدت العديد من أجهزتها ومؤسساتها، وبات العالم يخاطب برلماناً أوروبياً واحداً وقوة عسكرية واحدة واقتصاداً واحداً.
وأضافت أن العالم قد تغير كثيراً، بل والمنطقة العربية، وبات لزاماً على دول الخليج العربية أن تبحث لها عن مظلة، تتقي بها سيل المخاطر المحيطة، مشيرة إلى إن مجلس التعاون الخليجي نجح خلال عقوده الثلاثة في أن يجنب المنطقة الكثير من المخاطر والأزمات، كما إنه نجح في اتخاذ سياسة عقلانية على الصعيد الخارجي، وكان هناك تناغم كبير بين دوله في مختلف القضايا الخارجية، غير أن ذلك لا يبدو أنه كاف في ظل ما تعيشه المنطقة من أوضاع وتداعيات خطيرة.
واختتمت صحيفة العرب مقالها: إننا اليوم بإزاء مرحلة تاريخية حساسة جداً، وربما هي الأعقد على مر السنوات الثلاثين من عمر التعاون الخليجي، وبالتالي فمن غير الممكن الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء ما يجري، فالكل اليوم مدعو من أجل التفاعل مع التداعيات الخطيرة التي تعيشها المنطقة، وبغير ذلك، فإن بقاء منظومة الخليج العربي تحت عنوان مجلس للتعاون، لن تكون كافية للوقوف بوجه ما يحاك لنا في خليجنا الواحد.
ومن جانبها أكدت صحيفة الشرق في افتتاحيتها أن القمة الـ33 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تعقد اليوم في المنامة، تجئ وسط تداعيات وظروف إقليمية ودولية بالغة الحساسية والتعقيد. وقالت إن القمة تعقد أيضاً في وقت حرج من تاريخ الأمة العربية، ولذلك فإنها بالقطع ستترك أثرها الإيجابي في توطيد العمل الخليجي المشترك على كل صعيد، خصوصاً في المجالين الدفاعي والاقتصادي.
وأشارت إلى أن القضايا الأمنية والاقتصادية والعلاقات مع دول الجوار تأتي في مقدمة ملفات القمة حيث يؤكد الخبراء والمراقبون أن القمة ستقر اتفاقاً أمنياً معدلاً، وستتخذ قراراً إيجابياً في شأن الربط بين الدول الست بالسكك الحديدية بحلول العام 2018. فضلاً عن القضايا الراهنة كافة في المنطقة، والمجالات الدفاعية لتطوير العمل الدفاعي، والعمل الأمني المشترك، وكذلك الأمن المائي، والربط المائي بين دول المجلس.
وأضافت أنه سيتم أيضاً اعتماد عدد من الأنظمة من أجل تقريب الشقة بين التشريعات الخليجية والاطلاع على تقرير عمل الاتحاد الجمركي، والسوق المشتركة وما تم تحقيقه حتى الآن والمعوقات والعمل على تذليلها، علاوة على الاهتمام بالإنسان الخليجي.
وأكدت أن المواطن الخليجي يتطلع نحو اتخاذ مزيد من الخطوات والقرارات لدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك لترجمة آماله وطموحاته نحو مزيد من السياسات والبرامج الأكثر رحابة على كافة الصعد، بما يضمن العيش الأكثر رفاهية وأمناً، وقالت إن كل خطوة اتحادية تتخذ في أي قمة خليجية تعتبر حجر أساس نحو المزيد من التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون.