كان الإنسان محور قمة المنامة، فجميع التوصيات والقرارات والمبادرات التي اتفق عليها قادة دول مجلس التعاون تصب في مصلحته الأمنية والمعيشية، فهو أساس التنمية والمستقبل.
جاءت نتائج القمة على مستوى طموح هذا الإنسان، وآمال الشعوب باتت واقعاً لامس الأولويات. الأمن العسكري والغذائي والصحي والمائي وحتى الإعلامي، وتوحيد الاستراتيجيات بالقطاعات الخدمية المختلفة كلها تهيئ لمستقبل واعد أساسه الاتحاد الخليجي، الحلم الشعبي الذي اقترب من التحقيق. الشقيقة الكبرى واصلت مبادراتها، فبعد دعوة خادم الحرمين الشريفين للتحول إلى الاتحاد العام الماضي، قدمت الرياض أمس مشروع النظام الأساسي له، إذاً الفكرة لم تعد مجرد ملفات توضع في الأدراج.
حمل البيان الختامي للقمة الـ33 وإعلان الصخير قرارات جوهرية سيشعر بها المواطنون الخليجيون قريباً، فقد أعطى القادة أولوية للعمل المشترك ومتطلبات استكمال المواطنة، وزيادة التعاون العسكري والتكامل الدفاعي من خلال إنشاء قيادة عسكرية موحدة وتطوير قوات درع الجزيرة، فضلاً عن اعتماد الاتفاقية الأمنية التي أقرها وزراء الداخلية في نوفمبر الماضي.
التوجيه لسرعة تنفيذ ما ورد في الاتفاقية الاقتصادية، لاسيما الوحدة النقدية والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة وتوحيد التشريعات الناظمة، تصب هي الأخرى في تعزيز روح المواطنة الخليجية.
إن الرسائل الحازمة والواضحة التي وجهتها القمة إلى إيران بخصوص تدخلاتها بشؤون دول الخليج واحتلالها الجزر الإماراتية وبرنامجها النووي، تؤكد جدية التعامل مع ملف «حسن الجوار» الذي لن يقتصر على الاستنكار والشجب هذه المرة. وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، جاء الموقف واضحاً ثابتاً بخصوص دفع الحوار في اليمن ودعم الشعب السوري في محنته وحث العراق على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بالحدود مع الكويت، فضلاً عن رأيها في الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار.
ختامها مسك، بذلك يمكن وصف مبادرة جلالة الملك المفدى تخصيص قطعة أرض لإقامة مكاتب للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في البحرين، وهو تكامل يضاف على تكامل ووحدة مصير.

يوسف البنخليل