عواصم - (وكالات): حذرت الأمم المتحدة من «فقد الأمل» لدى السوريين مع احتدام الحرب في بلادهم وتلاشي آفاق التوصل إلى حل دبلوماسي ونقص المساعدة الدولية.
وقال دبلوماسيون إن محادثات الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع الرئيس السوري بشار الأسد لم تنتج عنها أي إشارة إلى رغبة في التفاوض وهناك تحذيرات متزايدة من أن الانتفاضة ضد النظام تأخذ منحى حرب طائفية. وقال جون غينغ مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المنظمة الدولية اضطرت لخفض الحصص الغذائية التي تؤمنها إلى نحو 1.5 مليون سوري بسبب النقص في الأموال، مضيفاً أن «وكالات المساعدة الإنسانية في سوريا تعاني من صعوبات كبرى». والتقى الإبراهيمي أمس في دمشق وفداً من المعارضة في الداخل التي تحدثت عن «إيجابيات» في لقاءاته السورية، بينما رفضت أطراف أخرى معارضة أي تسوية لا تشمل رحيل أركان نظام الرئيس بشار الأسد. في وقت دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في يوم عيد الميلاد إلى «حل سياسي» و»وقف إراقة الدماء» في البلاد.
وكانت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية نقلت أن الإبراهيمي يحمل معه مقترحاً بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، مع استمرار الأسد في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية عام 2014، من دون أن يحق له الترشح مجدداً.
لكن «لجان التنسيق المحلية» التي تمثل مجموعة واسعة من الناشطين الميدانيين، رفضت «أي مبادرة تحاول وضع السوريين أمام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة أو استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته».
وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل العشرات في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن رئيس مفرزة المخابرات العسكرية في جرمانا جنوب شرق دمشق قتل إثر كمين نصبه مقاتلون بعد تفجير عبوة ناسفة في المنطقة. ومع وصول الضابط وعناصره إلى المكان «تم استدراجهم إلى مبنى وأطلق الرصاص عليهم». كما شهدت دمشق وحلب وإدلب معارك عنيفة. من ناحيته، دعا قادر عارف الوزير الفرنسي المفوض شؤون المحاربين القدامى إلى استمرار الضغط على النظام «المستبد والوحشي» في سوريا. وقال الوزير في تصريحات للصحافيين عقب جولة قصيرة في مخيم الزعتري شمال الأردن الذي يأوي أكثر من 50 ألف لاجئ سوري «أعتقد أنه يجب استمرار الضغط على نظام بشار الأسد المستبد والوحشي». وأضاف أن «موقف فرنسا واضح، وقد عبرنا عنه مراراً وتكراراً، الحكومة الفرنسية ترغب في رحيل بشار الأسد في أسرع وقت ممكن عن سوريا».