يعكس حادث انتحار مثير للجدل لأحد معتقلي غوانتنامو مشاعر اليأس والإحباط لدى هؤلاء الرجال المحتجزين منذ 11 عاماً بدون اتهام أو محاكمة مع بدء الولاية الرئاسية الثانية لباراك أوباما الذي وعد بإغلاق المعتقل.
فبعد العثور على اليمني عدنان فرحان عبداللطيف ميتاً في زنزانته في سبتمبر الماضي، منذ 3 أشهر توصل التحقيق الذي أجرته إدارة التحقيقات الجنائية في المارينز «مشاة البحرية» إلى أنه مات منتحراً حسبما ذكر الكولونيل غريغوري جوليان الناطق باسم القيادة الجنوبية التي تشرف على غوانتنامو. وهو سابع حادث من هذا النوع يسجل في غوانتنامو.
وقال محامي المعتقل اليمني ديفيد ريمس إن «الكثير من الأسئلة بقيت بلا إجابات».
وأضاف كيف تمكن المعتقل الذي «توفي لتناوله جرعة زائدة من الأدوية بنفسه» كما كشفت نتائج تشريح جثته، من الحصول على هذه الكمية من الحبوب؟.
وتابع «لماذا كان رجل يعاني من التهاب رئوي حاد وهو عامل ساهم في وفاته، مسجوناً في مركز التأديب بدون علاج طبي؟».
ورأى المحامي أنه «إذا كان انتحاراً فهو انتحار بمساعدة»، معتبراً أن «الجيش قدم له الوسائل لقتل نفسه».
وأوضح أن عبداللطيف «توقع أن يسعى الجيش إلى قتله بدون أن يترك بصماته» بينما قال معتقلون آخرون في غوانتانامو إنهم عثروا على «مقصات وأدوات قاطعة في زنزاناتهم».
ولم يخف عبداللطيف المعروف بالمتاعب التي سببها لسلطات السجن وكان في المربع التأديبي لأنه رشق سجانيه بالبول، نواياه الانتحارية. وتساءل ديفيد ريمس «ما هو أسوأ من اعتقال شخص ما 11 عاماً بدون أن يسأل ما إذا كان مذنباً أم لا؟».
وأشار إلى «الشعور الكبير بالغضب والضيق» لدى المعتقلين وخصوصاً لدى 15 يمنياً يتولى الدفاع عنهم.
وهذا الشعور عززته خيبة الأمل العميقة لإعادة انتخاب الديمقراطي باراك أوباما الذي لم يحترم وعده خلال ترشحه بإغلاق غوانتنامو. وقال المحامي اللفتنانت كولونيل باري وينغارد «إنه أمر رهيب». ويتولى الرجل الدفاع عن 3 معتقلين محتجزين بدون اتهام، بينهم الكويتي فايز الكندري الذي أسقطت التهم التي وجهت إليه بارتكاب جرائم حرب مؤخراً.
وأضاف «لا شيء أسوأ في نظام قضائي من الإبقاء على أبرياء في السجن».
وتساءل المحامي «ماذا كنا سنفعل لو كان الوضع مقلوباً وكان هناك أمريكيون مسجونون منذ 11 عاماً في أقفاص مثل الحيوانات بدون أي أفق لمحاكمة؟». ومن أصل 166 معتقلاً حتى الآن في غوانتنامو، حصل 55 على «موافقة لنقلهم» من قبل السلطات العسكرية وبينهم عبداللطيف. لكن لم يتم الإفراج عنهم بسبب عدم توفر أي مكان يؤويهم.
وهناك 40 آخرون «معتقلون لفترة غير محددة» دون اتهام أو محاكمة، طالما أن الجيش يعتبر أنهم يشكلون تهديداً.
وقال ديفيد ريمس إن «الرجال مذهولون لوجودهم حتى الآن في غوانتنامو بعد عقد على توقيفهم. إنهم يشعرون بإحباط كبير». ودعت منظمة العفو الدولية الرئيس أوباما إلى «تعطيل القانون» الذي سمح بالاعتقال لفترة غير محدودة «ويعرقل بشكل خطير إمكانية إغلاق غوانتنامو».
لكن ريمس قال إن «الأمر لا يتعلق بمجرد تغيير العنوان» ونقل المعتقلين إلى سجون أخرى، مؤكداً أن «القضية هي معرفة ما إذا كنا سنواصل اعتقال هؤلاء الرجال بدون اتهامهم».
وعبر باري وينغارد عن الرأي نفسه قائلاً إن «الصفعة بيد ترتدي كفاً من الجلد مثل الصفعة بكف من مخمل». ونقل عن أحد موكليه قوله إن الرئيس الجمهوري جورج «بوش لم يكن يخفي على الأقل نواياه».
«فرانس برس»