كتبت ـ شيخة العسم:
«وين نروح» تساؤل عادة ما يطرحه البحرينيون في عطلة نهاية الأسبوع، بعضهم يُعدّ برنامجاً حافلاً حتى لا تضيع عليه العطلة، وآخرون يتركون تحديدها للظروف والصدفة.
يتوزع البحرينيون في قضاء العطلة بين الراحة في المنزل بعد عناء أسبوع عمل طويل، وبين ارتياد المجمعات والأسواق التجارية والحدائق والمتنزهات والمطاعم والمقاهي «الكافي شوبات» وزيارة الأهل والأصدقاء.
وتتبع برامج «الويك إند» عادة دخل الأسرة، فأصحاب الدخول المتوسطة والعالية يرتادون الأسواق الشهيرة ذائعة الصيت والفنادق الفاخرة ومقاهي الماركات العالمية، بينما يقضي ذوي الدخل المحدود العطلة بين جدران المنزل أو في الحدائق والمتنزهات المجانية.
فقرة ترفيهية بعد أسبوع طويل
تقول عايدة عبدالله «للعطلة معنيان، إما تُخصص للراحة داخل المنزل من عناء أسبوع عمل كامل، أو للاستجمام والترفيه» مضيفة «أنا شخصياً أحب الخروج مع صديقاتي إلى إحدى المطاعم، فكل أسبوع نقترح مطعماً جديداً ونذهب لتناول الغداء، ونستعين في اختيارنا بـ»كروب» يُرشدنا ويُطلعنا على المطاعم الجديدة المفتتحة في جزر أمواج أو العدلية، ومن أبرزها مطعم الليوان بجزر أمواج وكوكوز بالعدلية».
وترى موزة يوسف عطلة الأسبوع أمراً عادياً كونها ربة منزل ولا وظيفة لديها وتقول «أخرج في العطلة مع زوجي، ونخصص الجمعة لارتياد المجمعات التجارية للتسوق وتناول العشاء وحضور الأفلام السينمائية، وأحياناً نذهب برفقة الأولاد إلى متنزه عذاري أو إلى «مجك أيلند» بالسيف، للترفيه عنهم بعد أسبوع من الواجبات المدرسية المرهقة».
«مللنا الأماكن» تبدأ شيخة فيصل وتضيف «أصبحت الأماكن مملة لكثرة ارتيادنا لها كالمجمعات والمطاعم»، وتقول «يصعب علينا الذهاب إلى بعض المناطق بسبب ما يجري في البحرين من تخريب بالشوارع».
وضربت مثلاً «لا نستطيع الذهاب إلى مجمع البحرين أو الدانة بسبب خطورة استخدام الطرق المؤدية إلى المنطقة، وخروج الإرهابيين لارتكاب أعمال عنف خاصة مع عطل نهايات الأسبوع».
راشد حسن يقول «آخذ زوجتي وأولادي يوم الخميس ونذهب إلى أحد المتنزهات القريبة أو البعيدة مثل دوحة عراد أو ممشى خليفة، وبعدها نشتري وجبة العشاء ونعود للمنزل».
ويتابع «يوم الخميس تذهب زوجتي إلى بيت والدتها وتقضي هناك اليوم بطوله هناك، بينما آخذ قسطاً طويلاً من الراحة وأحياناً أزور عمتي أو زوجة أبي الكبيرة بالسن، أو أخرج بصحبة أصدقائي لتناول العشاء أو الغداء، ونخصص أيام السبت أنا وزوجتي عادة لشراء بعض حاجيات» ويقول «شخصياً لا أحب أن الخروج من المنزل قبل العطلة وأعتبره يوماً ثقيلاً أفضل فيه الراحة والاسترخاء».
وينتظر يوسف الدوسري العطلة بفارغ الصبر «حتى أنني أُعدّ وأصحابي برامج مسلية كل أسبوع، تارة نذهب للصيد بقارب أحد أصدقائي وأحياناً نذهب لأحد المجمعات التجارية لتناول العشاء ودخول السينما، ومؤخراً نصبت بمساعدة أصدقائي خيمة لموسم الصخير وسيكون برنامجنا حافلاً لمدة شهر أو أكثر في البر».
وتُفضّل فاطمة فؤاد لقاء خالاتها وأخوالها في عطل نهايات الأسبوع وتقول «هذا يكون يوم الخميس مساءً، والجمعة موعدنا على الغداء في بيت أم زوجي كبرنامج دائم، ونخرج يوم السبت مع الأولاد إلى أحد المجمعات مساءً، بينما أخصص صباح السبت للاستجمام فيما يُنهي أولادي واجباتهم المدرسية».
البحرين مقصد سياحي
ويقول رئيس لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة البحرين نبيل كانو، إن البحرين تناسب كل أذواق السياح والمقيمين والمواطنين، «فهي بلد حضاري وتاريخي يجمع بين الأصالة والحداثة، نجد فيها الأماكن التراثية لحضارات عريقة مثل قلعة البرتقال وعراد والرفاع ومقابر عالي وبيت القرآن ومتحف البحرين الوطني ونجد فيه كل ما يتعلق بآثار دلمون وتايلوس والآشوريين».
ويضيف «بالمقابل نجد البنيان المتطور والمجمعات والمطاعم والفنادق السياحية الراقية» ويتابع «جميع هذه الأماكن يستطيع أي شخص يعيش في المملكة ارتيادها والاستمتاع بما تقدمه من خدمات».
و»للبحر حكاية أخرى» يقول كانو ويتابع «يستطيع محبو البحر ارتياد بلاج الجزائر أو جزر أمواج وغيرها من المنتجعات الجميلة الممتدة على طول شواطئ البلاد».
ويعتبر العدلية من أكثر المناطــق ارتياداً في البحرين بعطلة نهاية الأسبوع، ومحببة للمواطنين والســـــياح بســـبب مطاعــــــمها ومقاهيها الراقية ويضيف «تشهد المنطقة زحاماً شديداً الأربعاء والخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، بسبب السياح القادمين من الدول الشقيقة المجاورة»، ويواصل «أيضاً فندق السوفوتيل باعتباره مكاناً محبباً لدى البحرينيين ويشهد إقبالاً لافتاً حتى في الأيام العادية».
حاجات التطوير
وفي نظرة مغايرة يرى خبير السياحة محمد جاسم بو زيزي، أن الوضع السياحي في البحرين لجهة الأماكن والمرافق الترفيهية العامة تحتاج للتطوير، ويقول «التطوير جانب يجب مراعاته من قبل وزارات البلديات والثقافة والسياحة».
ويتابع «المواطن البحريني من ذوي الدخل المحدود، لا يستطيع الذهاب أسبوعياً لأماكن يرتادها متوسطو الدخل، ولا يدخلون المطاعم والمجمعات و»الكوفي شوبات» الفاخرة، ويستعيضون عنها بالذهاب للحدائق والمتنزهات العامة والمجانية».
ويستدرك «هذه الأماكن محدودة جداً ومهملة، ولا خدمات مميزة فيها، الإنارة ضعيفة والنظافة ليست بالمستوى المطلوب والمرافق مهترئة وقديمة» ويرى أن «الحكومة تهتم بالشوارع وتزينها وتشجرها، أما المرافق الترفيهية بعيدة عن حساباتها».
ويواصل بوزيزي «متوسطو الدخل يُكثرون من الذهاب إلى المجمعات والمقاهي وعذاري وسواها، ومتوسط ما تنفقه أسرة تتكوّن من زوج وزوجة وطفلين في عطلة نهاية الأسبوع 20 ديناراً كلفة الطعام فقط، يُضاف إليها قيمة شراء مستلزمات البيت من المجمعات التجارية».
وردّ عوامل الجذب في الأماكن السياحية لعوامل كثيرة تشمل «الخدمات المقدمة والأنشطة والعروض المعتمدة في المجمعات والأسواق الكبرى، وعادة ما تُخصص للأطفال في «الويك إند».
ويرى مستقبل السياحة في البحرين غامضاً ويقول «السياحة في البحرين تأثرت سلباً بالأحداث، هناك أماكن يتجنّب المواطن والسائح ارتيادها لما يترتب عليها من مخاطر، ولقلة اهتمام المسؤولين في تنمية السياحة، وأغلب المشاريع السياحية القائمة ربحية بالمقام الأول وتستقطب الطبقات المخملية فقط».