كتبت ـ شيخة العسم:
لا ينسى سعد علي 51 سنة خيزرانة أبيه اللدنة المطواعة «تحملت لسعاتها والألم يلكزني لكزاً، ذقت مرارتها 3 مرات لا أنساها ما حييت» ويقول سعد «ألم الخيزرانة جعلني مناهضاً لمفهوم ضرب الأبناء، أفعل مع أولادي أي شيء إلا الضرب».
عوض محمد يحمل الرأي نفسه «علقة أبي بالعقال لا أنساها» و»جيل اليوم منعنع لا يحمل القسوة ولا الضرب»، لكن عوض يضرب أبناءه أحياناً و»أحياناً أخرى أطلب مسامحتهم».
صالح خميس يذهب مذهباً آخر ولا يتوانى عن ضرب أبنائه المراهقين إذا أخطئوا «تجنباً لتمرد مستقبلي»، وتوافقه الرأي آمنة فايز «الضرب مفيد أحياناً، آباؤنا ضربونا ولم نحمل تجاههم أية ضغينة».
والد المراهق محمد صالح عصبي جداً وصوته يهز أركان المنزل صباح مساء «مع ذلك لم يمد يده علي أبداً، والعلاقة بيننا علاقة احترام لا خوف ورهبة»، فيما يقول شاب فضل عدم الكشف عن اسمه إن الضرب عند والده هواية «بتّ لا أطيق الجلوس في المنزل وأتحرق شوقاً لمغادرته».
لا أجرؤ على لمس أولادي
مازال سعد علي 51 سنة يذكر خيزرانة أبيه الرفيعة اللدنة «كان يحتفظ باستمرار بعصا رفيعة جداً وكنا نخاف منها كثيراً» ويضيف «ذقت مرارة لسعاتها مرتين أو ثلاث، كان ضرباً جديراً بتجنيبي الوقوع في الأخطاء».
سعد لا يجرؤ الآن على مجرّد لمس أولاده «لا أضربهم بتاتاً، لدي ابنتان وثلاثة أولاد ورغم مشاغباتهم عند صغرهم وفترة مراهقتهم لم أمد يدي عليهم».
عوض محمد يقول «آباؤنا كانوا يأخذوننا بالسوط واليد» ويسرد ذكرياته مع علقات والده «تشاجرت مع ابن عمي فسمع والدي بالقصة، أدخلنا غرفة وأوصد الباب، وضربنا ضرباً بالعقال علّم على أجسادنا».
يتذكر عوض الحادثة مع ابن عمه ويضحك «أحاول ألا أربي أبنائي على الضرب لأنه جيل ما يتحمل القسوة كما كنا» قبل أن يستدرك «أضطر أحياناً لضربهم إذا دعت الحاجة، ولكني سرعان ما أندم وأطلب مسامحتهم».
تجنباً للتمرد
صالح خميس يضرب أبناءه أحياناً «نعم أضرب أبنائي حتى أشعرهم أن هناك من هو أقوى منهم ويعاقبهم على أخطائهم» ويتابع «يردعهم الضرب عن أخطاء ربما تحدث مستقبلاً»، وتشاطره الرأي آمنة فايز «الضرب مفيد في بعض الأحيان وخاصة للصبية فهم يتحدثون بلغة العنف والضرب يردعهم».
ضُربت آمنة في صغرها من والديها «لم أحمل أي ضغينة تجاههما، لأني فهمت أن ضربهما لنا كان ترجمة لخوفهما علينا».
الضــــرب هواية لـدى البعض
يقول المراهق محمد صالح إن والده عصبي جداً وصوته يهز أركان المنزل صباح مساء «لكنه لم يمد يده علي أو على أخوتي يوماً، العلاقة بيننا علاقة احترام لا خوف ورهبة».
ويضيف أن والده يسرد على مسامعه قصص تعامل والده معه «كان دائماً يقول لنا ربتنا الخيزرانة وأنتم تربيكم قصصها الموجعة».
ويقول شاب فضل عدم الكشف عن اسمه «تعرضت للضرب من قبل والدي كثيراً، فهو عصبي للغاية وكان يضرب والدتي أيضاً، وأحياناً يطلب مني ما يصعب علي تلبيته فيضربني».
يُضرب الشاب أمام أصدقائه «ما جعلني أكره الجلوس معه، الضرب لدى والدي هواية بسبب أو دون سبب، أصبحت لا أطيق الجلوس في المنزل».
يتمنى الشاب الخروج من منزل ذويه اليوم قبل الغد «أنتظر الحصول على وظيفة حتى أخرج من المنزل دون رجعة».
رأي القانون
وتقول المحامية فايزة أسعد «القانون يحمي سلامة جسم الإنسان بشكل عام والأطفال والنساء خاصة»، وتشير إلى أن المراهقة مرحلة يصعب السيطرة فيها على الأبناء «الكثير من الآباء يلجئون لضرب المراهق عند أي خطأ يتسبب لهم بمشاكل أو إحراج، ما يؤدي لتأثرهم نفسياً ويقودهم مستقبلاً للسلوك الانحرافي».
وتسرد المحامية قصة عايشتها شخصياً «وقفت على قضية طرد أب لأبنائه الخمسة مع زوجته خارج المنزل، إضافة إلى معاملة سيئة يعاملهم بها، لدرجة أن أحدهم أصبح لصاً ومطلوب بقضية جنائية، والباقي أصبحوا منحرفين».