كتب – موسى عساف وأبوذر حسين ووليد صبري:
قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن القيادة العسكرية الخليجية الموحدة تعد مظلة تجمع جهود «درع الجزيرة والقوات البرية والجوية والبحرية» لدول مجلس التعاون الخليجي من حيث التنسيق والتخطيط والقيادة، فيما كشف الأمين العام لمجلس التعاون د. عبداللطيف الزيانى أن الأيام المقبلة ستشهد «تحديد الآليات والأساليب لإنشاء هذه القيادة».
وأضاف وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الأمين العام لـ»التعاون» أمس، أن «ما تم الاتفاق عليه من قبل مجلس الدفاع الخليجي المشترك واضح ويقضى بإنشاء القيادة العسكرية الخليجية الموحدة ويتمثل في درع الجزيرة والتنسيق الجوي المشترك والتنسيق البحري المشترك، وهو عبارة عن تجمع يضم كل هذه الجهود تحت مظلة واحدة»، مؤكداً أن «درع الجزيرة موجود وسيبقى باعتباره ركناً أساسياً في العمل الدفاع المشترك».
وحول مقر القيادة العسكرية، قال وزير الخارجية إن «المسألة ليست مسألة مقر بقدر كونها مسألة تنسيق جهود مشتركة».
وعن أنباء ترددت سابقاً عن إنشاء «فيلق خليجي»، أوضح الوزير خالد بن أحمد أن «موضوع الفيلق طرح من قبل، إلا أن ما تم الإعلان عنه في البيان الختامي للقمة اليوم (أمس) هو إنشاء قيادة عسكرية خليجية موحدة للتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية».
الاتفاقية الأمنية «معدلة»
تحدث الزياني بإسهاب عن «الاتفاقية الأمنية» التي أقرتها القمة أمس، إذ قال إن «الاتفاقية سميت بالاتفاقية الأمنية المعدلة حتى تتماشى مع الدساتير والقوانين المحلية والوطنية، حيث تمت مراعاة جميع دساتير المجلس»، في إشارة منه إلى استبعاد رفضها من قبل أي من المجالس التشريعية في دول الخليج العربي.
وقال إن «فوائد الاتفاقية الأمنية تتعدى الحماية ومكافحة الجريمة إلى دعم التكامل الاقتصادي الذي يحتاج إلى بيئة أمنة ومستقرة، وتعزيز القدرة على التعامل مع الكوارث والأزمات وغيرها».
وحول الاتحاد الجمركي، أوضح الزياني أنه «تم تشكيل هيئة من المدراء العامين لشؤون الجمارك بدول مجلس التعاون تحت إشراف لجنة التعاون الاقتصادي للعمل على تذليل كل المعوقات بهدف الوصول إلى الصورة النهائية في منتصف عام 2014، لبدء العمل بالاتحاد الجمركي في يناير 2015».
وكشف أن الأمانة العامة لمجلس التعاون تمر بمرحلة إعادة هيكلة بتوجيه من قادة دول المجلس والمجلس الوزاري لتمكينها من تطوير أدائها وإعطائها بعض الصلاحيات لأداء مهامها بكل كفاءة وفعالية ومتابعة تنفيذ القرارات.
وفيما يتعلق بالتكامل الاقتصادي، قال الزياني: «تم أخذ مرئيات دول مجلس التعاون وأعقبه عقد اجتماع للجنة التعاون المالي والاقتصادي لبحث تلك المرئيات ووضع خطط لانتقال التعاون الاقتصادي إلى رحاب وآفاق أوسع».
«الاتحاد» بقمة الرياض
ونال الاتحاد الخليجي نصيباً وافراً من أسئلة الصحافيين، قبل أن يوضح وزير الخارجية أن «مسيرة الاتحاد بدأت منذ قمة الرياض العام الماضي، وتم التأكيد عليها في القمة التشاورية بالرياض، قبل وضع مجموعة عمل من خيرة أبناء دول الخليج الست (ثلاثة من كل دولة) لوضع الهيكل والأفكار والتصورات»، مشيراً إلى أنه «سيتم الإعلان عن ذلك بعد استكمال كافة الجهود في قمة خاصة بالرياض».
وأوضح الوزير خالد بن أحمد: «لم نقل إن هناك دولة لا تريد أن تدخل في الاتحاد، خاصة أننا مازالنا في الطور التمهيدي لهذه المسألة»، مؤكداً أن «مسيرة العمل الخليجي المشترك دائما حذرة كونها تأخذ في الاعتبار كل مواقف البلدان الخليجية».
«الدعم» بالطريق الصحيح
وقال وزير الخارجية إن «الأمور فيما يخص برنامج التنمية الخليجي للبحرين في طريقها الصحيح، إذ أعلنت كل من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية تخصيص مساعدات للبحرين، كما إن هناك عملاً جاداً مع دولة الإمارات العربية المتحدة وتواصل بين الحكومتين فضلاً عن وجود تواصل مباشر مع حكومة دولة قطر».
وكشف عن لقاء مرتقب يجمعه ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم لـ»مناقشة التفاصيل حول هذه المسألة»، معرباً عن «تقدير مملكة البحرين للدعم الخليجي الذي يبرز الصورة الحقيقية للعمل الخليجي المشترك لازدهار شعوبنا».
وحول آليات مجابهة الهجمة الإعلامية على دول الخليج العربي، قال وزير الخارجية إن «هناك دراسة اعتمدتها الهيئة الاستشارية لدول المجلس وهي دراسة تقويمية للاستراتيجية الإعلامية لدول المجلس»، مشيراً إلى أن «وزراء الإعلام بدول المجلس بينهم تنسيق مشترك(..) وعلى جميع الصحافيين إبراز الحقائق».
وأضاف أن «بعض دول المجلس تعرضت لهجوم شرس بشأن بعض أوضاعها الداخلية»، مطالباً بـ»تحري الدقة في نقل المعلومات والحقائق لأن المعلومة الخاطئة تصل إلى جهات ودوائر مختلفة في العالم تعطى صورة خاطئة لأوضاعنا الداخلية».
إيران خطر «نووي»
وقال وزير الخارجية إن «جهود التواصل مع إيران لم ولن تتوقف»، مشيراً إلى أن «إيران دولة جارة تربطنا بها علاقات تاريخية إلا أن العلاقات معها دائماً تمر بمراحل مختلفة، فهناك أمور اليوم نختلف عليها وتم تبيانها في البيان الختامي لقمة المنامة، وذلك مع التأكيد على حرص دول المجلس على أن تكون العلاقات مع إيران سليمة وفي الطريق الصحيح وألا يقوم أي طرف بالتدخل في شؤون الأطراف الأخرى مع عدم قيام أي طرف بمنهج تصادمي يعرضها لأي خطر في أي شأن كان كهجوم أو خطر بيئي».
وأضاف أنه «عندما تم التأكيد في البيان الختامي على حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية تم أيضاً التأكيد على أهمية سلامة المنشآت النووية التي قد يأتي منها الخطر حتى في أوقات السلم».
وأكد أن موقف مجلس التعاون حول احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة واضح منذ البداية وليس فقط في بيان قمة المنامة الختامي، مؤكداً أن جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى جزر إماراتية محتلة من قبل إيران منذ فترة طويلة من الزمن ويجب أن تعود إلى دولة الإمارات وأن يتم إخلاؤها من أي احتلال إيراني سواء عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
ودعا وزير الخارجية إيران إلى «التجاوب مع هذه المساعي» محذراً من أن «أي خطوة تتخذها إيران لن يترتب عليها أي فائدة قانونية».
وحول حوار مجموعة 5 + 1 مع إيران، قال إن «هذه المجموعة تتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي غير أن طهران تريد إدخال موضوعات عديدة ومنها الشأن الإقليمي الذي يضمنا ولابد أن يكون لنا رأى في هذا الشأن».
مليون لاجئ سوري
ولم يغب الشأن السوري عن المؤتمر، إذ أكد وزير الخارجية أن «موقف مجلس التعاون جزء لا يتجزأ من الموقف العربي المتجانس في هذا الشأن ويتجانس كذلك مع رأي المجتمع الدولي وهو ما تم الإعلان عنه مؤخراً في مؤتمر مراكش لأصدقاء الشعب السوري»، مشيداً بـ»استضافة الكويت اجتماعاً عالى المستوى نهاية الشهر المقبل لتقديم الدعم الإنساني للشعب السوري وذلك بناء على رغبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون».
وأضاف وزير الخارجية أنه قبل الحديث عن أي حل سياسي للأزمة في سوريا يجب الالتفات إلى أن هناك أرواحاً تزهق ووضعاً إنسانياً خطيراً للشعب السوري، مشيراً إلى أن البيان الختامي لقمة المنامة أوضح جهود الدول الخليجية لحل الأزمة السورية.
وحذر من أن عدد اللاجئين السوريين قد يرتفع إلى مليون لاجئ وهو وضع خطير يجب مساندة أشفائنا السوريين خلاله.
وفيما يتعلق بالحل السياسي للأزمة السورية أوضح أن هذه القضية لها أبعاد عديدة وتناقش على أعلى المستويات وهى مطروحة على مجلس الأمن الدولي، معرباً عن أمله في أن يتم التوصل قريباً إلى اتفاق دولي بهذا الشأن.
وحول فكرة تسليح المعارضة السورية، قال إن موقف مجلس التعاون هو موقف جامعة الدول العربية ويلتزم بكل بياناتها في هذا الشأن ولن نخرج عن هذا النطاق.
وعن الدور الروسى فى سوريا، قال إنه تم الاجتماع مؤخراً مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لبحث الشأن السوري في إطار الحوار الاستراتيجي الذي يأتي في إطار التعاون بين مجلس التعاون وروسياً، مشيراً إلى أن روسيا دولة مهمة ومحورية وهى إحدى الدول الخمسة الكبار في العالم.
لا مخطط ضد «الإخوان»
وحول دعم مجلس التعاون لمصر، أكد أن العلاقة مع مصر أكبر من كل البيانات وأنها لا ترتكز على مجرد الإشارة إليها في البيان الختامي، مشدداً على أن علاقة دول مجلس التعاون بمصر هي علاقة قديمة وأخوية في مختلف المجالات وهناك التزام كامل من دول مجلس التعاون بالمضي بهذه العلاقة إلى الأمام، منوهاً إلى أنه تمت الإشارة إلى مصر في مسألة إنهاء العدوان على قطاع غزة بينما هناك أشقاء قريبون لم تتم الإشارة إليهم في البيان وذلك ليس معناه أنهم غير قريبين منا.
ورداً على سؤال حول جماعة «الإخوان المسلمين»، نفى وزير الخارجية أن يكون هناك «أي خطة لدى دول الخليج لمواجهة الإخوان المسلمين، ولا أي فئة أخرى في بلداننا، (..) كل ما يهم دول مجلس التعاون الخليجي هو تنمية بلدانها وتحسين أوضاع شعوبها».
وحول المساعدات الخليجية للأردن والمغرب أكد أن بيانات القمم الخليجية واضحة، مشيراً إلى أن الاجتماع التحضيري للقمة منذ شهر حضره وزيرا خارجية الأردن والمغرب، لافتاً إلى تخصيص مبالغ مادية لدعم المشاريع في هاتين الدولتين الشقيقتين.
منحة ملكية
وعن اليمن، قال الزياني إنه بأمر من قادة دول المجلس تم إنشاء مكتب في الأمانة العامة بالرياض لمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية بشأن اليمن، إضافة إلى تشكيل مجموعة العشرة وهى دول مجلس التعاون والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، مشيراً إلى جمع 8 مليارات دولار لتنمية اليمن النسبة الأكبر منها من دول مجلس التعاون معرباً عن تفاؤله بنجاح المبادرة الخليجية في اليمن.
وتقدم الزياني خلال المؤتمر الصحافي بالشكر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإصداره أمراً بتخصيص قطعة ارض في البحرين لإقامة مكاتب لهيئات الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي.
«القيادة العسكرية» خطوة اتحادية
من جهتها، قالت وزيرة شؤون الإعلام سميرة رجب لـ»الوطن» إن «أهم ما جاء في البيان الختامي هو القيادة العسكرية الخليجية الموحدة، إذ سيكون الخطوة الأولى لإتمام الوحدة الخليجية الكاملة».
وحول عدم بحث مخاوف الإمارات من تنظيم الإخوان المسلمين في الخليج، قالت رجب إن «القمة بحثت كافة المسائل الأمنية والتهديدات التي تواجهها».