دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء إلى العمل على توحيد الخطاب الإعلامي العربي في مواجهة حملات التشويه والشرذمة والتقسيم واختلاق الأزمات التي تستهدف الأمة العربية، مشيراً إلى أن «سلامة أي وطن عربي هو سلامة للجميع واستهداف أي دولة منه هو استهداف للجميع، فقوتنا في اتحادنا، وتفككنا يجعلنا أكثر استهدافاً، فنحن أمام مصير أمة وينبغي الدفاع عن مصالحها ووحدتها كل بحسب مستواه وموقعه والإعلام الفعال هو خط الدفاع الأول».
وقال سمو رئيس الوزراء خلال استقباله رؤساء وكالات الأنباء العربية إن «دول مجلس التعاون تسند قضايا الأمة العربية والإسلامية فهي دائماً حاضرة لدى قيادتها وحكوماتها»، مشيداً بـ»دور المملكة العربية السعودية الشقيقة وبمواقفها الإيجابية دائماً في نصرة قضايا العرب والمسلمين».
ودعا سموه إلى «تطوير وسائل الإعلام العربية لتواكب تقنياً وتكنولوجيا الإعلام الحديث المتميز بسرعته وتعدديته»، مؤكداً أن «المتغيرات المتلاحقة التي تمر بها المنطقة العربية تتطلب إعلاما يقظاً غايته توحيد الصف بما يمكن دولنا من تحقيق طموحاتها في مستقبل أكثر نماء وازدهاراً».
وأشاد بـ»الدور الهام والبارز الذي تضطلع به وكالات الأنباء العربية في تغطية الأحداث المحلية والدولية، وما حققته من نجاح واسع الانتشار»، مؤكداً أن «وكالات الأنباء العربية أمام تحد كبير في ظل وسائل الإعلام الكبرى وشبكات التواصل الاجتماعي، مما يتطلب توفير أكبر قدر من المعلومات وبلغات مختلفة تبث وتنشر إلى جميع أنحاء العالم».
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء «أهمية تفعيل دور وكالات الأنباء العربية وتطويرها بما يساعد في تقديم رسالة إعلامية عربية عصرية ومتطورة، تعكس حقيقة الأوضاع في البلدان العربية، وتواجه التأثيرات السلبية التي تهدد الهوية العربية والإسلامية»، مضيفاً: «نحن على قناعة تامة بالدور الهام الذي تلعبه الكلمة الصادقة في وسائل الإعلام وتأثيراتها عبر حضورها الميداني في وسائل الإعلام المختلفة، وهو ما يستلزم زيادة الاستثمار في مجال الإعلام العربي بمختلف صنوفه وأنواعه ومواكبة التطورات السريعة في هذا المجال».
ودعا سموه وسائل الإعلامية العربية إلى أن «تكون وسيلة لتعزيز قيم الوحدة والتعاضد وتعزيز روح التعاون المشترك، وأن تنأى بنفسها عن كل ما من شأنه إثارة الفتن وزرع الشقاق بين دولنا العربية»، مشيداً بـ»دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى قيام الاتحاد الخليجي وما تمثله هذه المبادرة من نقلة في العمل الخليجي والعربي المشترك».
وأكد سمو رئيس الوزراء أن «هذه المبادرة سوف يكون لها إسهامها في تطوير العمل المشترك بين دول مجلس التعاون بما يلبي طموحات الشعوب ويحقق الأهداف المرجوة في الوحدة والتكامل الخليجي والعربي»، مشدداً على أن «حماية الأوطان والحفاظ على أمنها واستقرارها يتطلب المزيد من العلم والمعرفة قبل أي وسائل دفاعية أخرى، وهو ما يلقي على وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة باعتبارها الأمينة على تشكيل وعي الرأي العام».
وأوضح سموه أن «تطوير الإعلام العربي أصبح مسألة مصيرية في ظل التسارع المستمر في وسائل التكنولوجيا والاتصال، وقال سموه «إن من يقف جامداً ولا يتطور سيجد نفسه خارج العصر الذي يعيشه».
وأكد رئيس الوزراء أن «حاضر ومستقبل الأمة العربية وحمايتها من الأخطار الخارجية يتطلب وجود إعلام أكثر حرصاً على تقديم رؤى وأفكار ترتقي بالبلاد العربية وتحميها من الأخطار التي تحاك ضد وحدتها وأمنها ومستقبل أجيالها القادمة».
من جانبه، توجه رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية مدير وكالة الأنباء القطرية أحمد سعد البوعينين بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء ومملكة البحرين على استضافة الجمعية العمومية للاتحاد، مشيداً بالتسهيلات التي قدمتها مملكة البحرين ودعم سموه من أجل انعقاد هذه المؤتمر وخروجه على الوجه الأمثل.
فيما أشاد الأمين العام للاتحاد فريد آيار بما حققته مملكة البحرين من نهضة في كافة المجالات، لاسيما المجال الإعلامي، ما أهلها لأن تكون عاصمة للصحافة العربية للعام 2012، وذلك يعكس مناخ الحرية والانفتاح الذي تتميز به مملكة البحرين في ظل قيادتها الحكيمة.