كتب- أبوذر حسين
أكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب أن البحرين كانت ولاتزال ضحية نشر أخبار معظمها كاذبة ومضللة للرأي العام، مشيرة إلى أننا نعيش اليوم أزمة مصداقية في مستوى المضامين الإخبارية أياً كان مصدرها. وشددت على أن التحديات اليوم ليست فقط اقتصادية كما يعتقد البعض بل هناك معارك جديدة على المستويين الإقليمي والدولي وقودها الأساسي الإعلام. مؤكدة أهمية دور وكالات الأنباء الرسمية في نشر الأخبار بموضوعية، والرد على الأكاذيب والحد من التضليل الإعلامي.
وحملت رجب خلال افتتاحها فعاليات المؤتمر الـ40 للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية أمس ما أسمته «مصانع إنتاج الأخبار والمعلومات ومنها وكالات الأنباء» مسؤولية وقوعها في فخ سرعة نشر الخبر على حساب معايير الدقة والموضوعية والمهنية، وقالت، إن: «ظهور آلاف وكالات الأنباء الشعبية، عبر الإنترنت وشبكات الإعلام الاجتماعي وضع وكالات الأنباء، خصوصاً العالمية منها، في مواقف محرجة، مؤكدة أن هذه التغيرات ألحقت أضراراً جسيمة بكثير من البلدان، منها مملكة البحرين التي كانت ولاتزال ضحية نشر أخبار سريعة معظمها كاذبة ومضللة للرأي العام.
وأشارت إلى أن المعلومة أصبحت سلاحاً أكثر خطورة من ذي قبل، وأن الحكومات بحاجة إلى هذا السلاح لدعم تنمية بلداننا والدفاع عن مكتسباتنا ولمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الجديدة.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، إن: «من حق الشعوب تلقى الأخبار والمعلومات من أي مصدر كان وبأي وسيلة كانت، ومن حق الدول -أيضاً- الدفاع عن نفسها ضد ما ينشر عنها من أخبار ومعلومات دائماً ما تكون كاذبة ومضللة للرأي العام.
ودعت رجب وكالات الأنباء العربية إلى العمل ضمن فلسفة جديدة لا تقتصر على تزويد المجتمع بالأخبار، وإنما العمل على تصحيح المسار من خلال الموضوعية في تناول الأخبار والرد على الأكاذيب وإنارة الرأي العام المحلي والدولي، والحد من التضليل الإعلامي والدفاع عن مصالح الدول عبر الانخراط الإيجابي فيما يسمى بـ»الأمن الإعلامي للدول».
وأكدت الوزيرة أهمية هذا المؤتمر في تبادل الآراء ودعم التعاون وتطوير العمل المشترك بين مختلف وكالات الأنباء العربية، في ظل التحولات المهمة التي يشهدها قطاع الإعلام والاتصال إقليمياً ودولياً، وظهور مصادر أخبار جديدة ربما تكون في بعض الأحيان أكثر سرعة وتأثيراً على الرأي العام، والمنافسة الشديدة لوكالات الأنباء العالمية ووسائل الاتصال الإلكترونية.
ووجهت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الدعوة إلى وكالات الأنباء العربية للمشاركة في القمة العالمية الثالثة للإعلام التي تستضيفها مملكة البحرين نوفمبر 2014.
من جانبه، قال أحمد سعد البوعينين مدير عام وكالة الأنباء القطرية رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية «فانا»، إن: «المؤتمر ينعقد، في ظل أحداث جسام وتغييرات واسعة باتت تؤثر بشكل مباشر على العملية الإعلامية وعلى مؤسسات العمل العربي المشترك. وأكد امتلاك اتحاد وكالات الأنباء العربية مميزات عديدة، من أهمها قدرته على الاستمرار رغم العثرات، منوهاً إلى تعزيز المكانة الدولية للاتحاد خلال السنوات الماضية من خلال مشاركاته في العديد من اللجان الدولية وعقد الاتفاقيات مع بعض المنظمات الدولية، وتنظيم عشرات من الدورات التدريبية التخصصية بالتعاون مع مؤسسات تعنى بالتدريب لصالح العاملين بوكالات الأنباء العربية.
وناشد مجلس وزراء الإعلام العرب تخصيص إحدى دوراته لمناقشة قضايا اتحاد وكالات الأنباء العربية وحل مشاكله المزمنة، خصوصاً المتعلقة بحسم مسألة الالتزامات المالية المتأخرة لدى بعض وكالات الأنباء، والذي بحاجة إلى قرار سياسي من الوزراء المعنيين لتمكين الاتحاد من مواصلة مسيرة العطاء، مشيراً إلى أن موازنة الاتحاد متواضعة ولم تتغير منذ عام 1982. وأكد أن مناقشة هذه القضايا سيعزز من قدرة وكالات الأنباء العربية على مواجهة التحديات التي تواجهها في عالم متطور ومتغير يعج بالتطورات التقنية الهائلة في مجال الإعلام حيث الفضائيات والصحف الإلكترونية وغيرها تجتاح قطاع الإعلام بشكل عام وبات يهدد وكالات الأنباء ومستقبلها.
فيما أكد الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية فريد ايار إلى دور الاتحاد الرائد في بناء منظومة دولية للدفاع عن وكالات الأنباء وصحافييها باسم «المؤتمر الدولي لوكالات الأنباء»، وتضم أكثر من 120 وكالة، مشيراً إلى عقد مؤتمرها الرابع لعام 2013 في الرياض بدعوة من المدير العام لوكالة الأنباء السعودية.
وأعرب عن فخره بتواصل اللقاءات الإعلامية العالمية على الأرض العربية، ما يؤكد انطلاقة الفكر الجديد في هذه المنطقة المهمة من العالم، مشيداً في هذا الخصوص أيضاً بإعلان وزيرة الدولة لشؤون الإعلام عن استضافة مملكة البحرين القمة العالمية الثالثة للإعلام في عام 2014.
وأكد أهمية دور الإعلام في بناء قواعد المعرفة والابتعاد عن إثارة الغرائز، ومحاربة الظلم والإرهاب وتبني مبادئ الحرية وحقوق الإنسان وتوضيح الحقائق، والالتزام بالمقاييس الأخلاقية في العمل الصحافي والإعلامي، وقال إن مهمة جمع وتوزيع الأخبار لو حادت عن مبادئ الشرف والموضوعية والحيادية ستشكل خطراً كبيراً على المجتمعات العربية.
ودعا وكالات الأنباء العربية إلى مزيد من الاهتمام بسرعة بث الخبر، والتخصص بشؤون جوهرية كالبيئة وحقوق الإنسان والمال والاقتصاد، في إطار من المصداقية والشفافية، ومواكبة التطــور في تكنولوجـــــيا المعلومات.
وأشار د.فريد ايار إلى إقامة الاتحاد للعديد من الدورات التدريبية والندوات التخصصية بهدف تدعيم البني التحتية لوكالات الأنباء العربية وإجراء الاتصالات، وإقامة جسور التواصل مع وكالات الأنباء العالمية، داعياً الأعضاء إلى تسديد الالتزامات المالية المتأخرة، لما تسببه من تعطيل للكثير من المشاريع التي تقرها الجمعية العمومية.
وكان مهند سليمان مدير وكالة أنباء البحرين، أكد في كلمته الترحيبية أهمية هذا المؤتمر في تطوير مسارات التعاون الإعلامي العربي المشترك، في ظل التطورات المتلاحقة وثورة الاتصالات والإعلام الحديث، ما يفرض عدم ترك الساحة الإعلامية خالية، وتوحيد الصف وتبني رؤى غير تقليدية وتعزيز الجهود في التصدي للتجاوزات المهنية وغير الموضوعية. واستنكر الاستخدام المسيس لبعض وكالات الأنباء الأجنبية، وتبنيها وجهة نظر أحادية، مشيداً بتعاون وكالات الأنباء العربية مع البحرين في توضيح الحقائق، والرد على المزاعم والأباطيل التي تروجها بعض وسائل الإعلام الأجنبية والمغرضة ضد المملكة، بما يهدد أمنها واستقرارها ووحدة شعبها.