رصد الكاتب عبدالله الذوادي في تقريره بعنوان «البحرينيون كسروا نحسهم ونالوا رغباتهم على عتبات الأضرحة» واقعاً اجتماعياً عايشه في صغره، من اهتمام البحرينيين الأولين بإحدى التخاريف المتمثلة في تقديس الأضرحة التي يعتقد بأنها تضم أولياء صالحين. فيقدمون لها النذور والقرابين مثل الأضرحة الموجودة في القرى وبعض الجزر في عرض البحر، شأنها شأن شقيقاتها العربيات، تصوراً من الناس بمكانتهم الجليلة عند المولى عز وجل، وعلق الكاتب دائماً بشكل سلبي حيال تلك الاعتقادات، ففي بداية الموضوع سخر من حادثة نذرت فيها امرأة لزوجها فمات الزوج بعد أسبوع، ويقول إن ما يعرف بضريح الخضر كان يستغله دجال جعله مزاراً في النهار ووكراً للمخدرات والمجون في الليل، وأكدت الصحيفة في رد لها على الموقع الإلكتروني أن التقرير لا يوجد به ما يروّج للشرك بالله أو ما يتعارض مع ثوابت الصحيفة المستمدة من هوية مجتمع البحرين الأصيل.


- طالب علم
استنكاراً على ما نشر لمخالفته الكبيرة لما يعتقده أهل السنة والجماعة، فكما أن الصحافيين يتحرجون الكتابة في المسائل الخلافية بين السنة والشيعة وتفاصيل ذلك فالأولى لهم أن يمسكوا أقلامهم عن أساسيات المعتقد وعن المسلمات التي يؤمن بها أهل السنة والجماعة. فالأفعال المذكورة كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أو يمرضوه، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات مما يمارس الآن حول الأضرحة المبنية على قبور الأولياء والصالحين كلها من الشرك الأكبر الذي يخرج مرتكبه من دائرة الإسلام ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه قال تعالى في سورة يونس الآية 15: «ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله»، وقال تعالى في سورة فاطر «إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير».
- يوسف محمد الأنصاري
حسب الروايات والأحاديث النبوية فإن زيارة الأضرحة من أجل العبرة والاتعاظ فهو جائز أما من أجل التبرك والنذور فحرام حرام حرام بل يدخل في باب الشرك والعياذ بالله تحت أي سبب أو علة فلا يجوز لمؤمن يؤمن بالله أن يخالف شرع الله الذي حرم فيه التوسل أو التوكل أو التبرك أو التوسط من الموتى مهما علا شأنهم.
- أ.أحمد يوسف صلاح الدين
إن من أعظم وأكبر الكبائر الإشراك بالله في العبادة، بأن يصرف شيء من العبادة لغير الله جل وعلا، فسبحانه لا يرضى الشرك ولا يحبه بل يمقته. ومن الشرك الصريح أن يتقرب أحد لغير الله بذبح أو نذر أو دعاء، أيا كان هذا الغير، سواء كان نبياً أو ولياً أو صالحاً أو غير ذلك، لأن العبادة حق الله وحده (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وما نشرتموه اليوم من تقرير حول الأضرحة والقبور يمثل دعوة صريحة للشرك الأكبر، وهذا بلاشك من الإفساد، بل من أعظم الإفساد، قال تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
قال ابن القيم -رحمه الله- في تفسير قول الله تعالى : (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها): «أكثر المفسرين: لا تفسدوا فيها بالمعاصي؛ فإن عبادة غير الله والشرك به هو أعظم فساد في الأرض؛ بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به ومخالفة أمره، فالشرك وإقامة مطاع متبع غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود المطاع، والطاعة والاتباع لرسوله ليس إلا، ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله، وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو فسببه مخالفة رسوله، والدعوة إلى غير الله ورسوله».، فأرجو منك أخي أن تتراجع عن هذا المقال المفسد وتسجل موقفاً صريحاً إرضاء لله جل وعلا وتقرباً إليه سبحانه وحده.