تناول الكاتب كمال الذيب في مقاله يوم أمس بعنوان «القائمة السوداء أو فصام التسامح!» ظاهرة الديمقراطيين الجدد الذين يجيدون عملية تصنيف المجتمع وفقاً لمنطق الديمقراطية الجديدة: أصلي وغير أصلي، مواطنون ومجنسون، موالون ومعارضون، شرفاء وخونة ..إلخ، لافتاً إلى أن الأمور التي آلت إلى هذا النحو الحاد تمهد إلى جميع أنواع القتال والحروب الأهلية، ويصبح الشعار المركزي على النحو التالي؛ «نحن أو أنتم»، مؤكداً أن تلك الثقافة الإقصائية الجوفاء تعكس حالة عامة من الحدية والانقسام داخل المجتمع يرافقها في الغالب حالة من الفصام بين القول والفعل والموقف، فالجميع يتحدث عن التسامح وقبول الرأي المخالف، لكن الجميع تقريباً يطلق النار على من يختلف معه في الفكر والموقف.


- سعيد
إذا كان ابن عربي قد اتسع عقله وقلبه إلى العالم والإنسانية وكافة الأديان والمذاهب لاتساع علمه وثقافته فإن الذين يضيقون ذرعاً بالآخرين وحتى بشركائهم في الوطن والدين والطائفة هم يفعلون ذلك لأنهم فقراء في العلم والفكر وبقدر ما يضيق أفق الإنسان يزداد تعصبه وتطرفه الذي قد يصل إلى الاعتداء على الآخرين.
- حسن عبدالله المدني
أخي كمال الذيب.. لا بأس اليوم سأعيد ما كنت تكرره على مسامعنا منذ قرابة العشرين عاماً، إنه أعظم نص بشري في التسامح حين أحضر الحلاج للقتل فقال: «وهؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصباً لدينك، وتقرباً إليك فاغفر لهم. فإنك لو كشفتَ لهم ما كشفتَ لي لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترتَ عني ما سترتَ عنهم لما ابتليتُ بما ابتليت، فلك الحمد فيما تفعل، ولك الحمد فيما تريد».
- كمال
اسمح لي صديقي أن أصحح لك نص الحلاج الذي اعتبره أعظم نص بشري في التسامح، كما جاء في ترجمة لويس ماسينيون في مفتتح كتاب «أخبار الحلاج»: لما أوتي بالحسين بن منصور ليصلب رأى الخشبة والمسامير فضحك حتى دمعت عيناه ثم التفت إلى القوم فقال: (اللهم إنك المتجلي عن كل جهة، المتخلي من كل جهة، بحق قيامك بحقي، وبحق قيامي بحقك أن ترزقني شكر هذه النعمة التي أنعمت علي حيث غيبت أغياري عما كشفت لي من مطالع وجهك وحرمت على غيري ما أبحت لي من النظر في مكنونات سرك، وهؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصباً لدينك وتقرباً إليك فاغفر لهم، فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترت عني ما سترت عنهم لما ابتليت، فلك الحمد فيما تفعل ولك الحمد فيما تريد».