كتبت - زينب العكري:
شهد العام 2012 أزمة نقص في لحوم الأغنام الحية بدأ مسلسلها جراء منع دخول شحنة أغنام مصابة بأمراض معدية للبشر في يوليو الماضي، أعدم نصفها في البحر.
ودعا نواب إلى تشكيل لجنة تحقيق حول ملابسات وصول شحنة أغنام أسترالية مريضة وإصابة عمال بالعدوى، بعد اعتراف وزارة البلديات بإصابة عامل بدوار وإسهال، ونقلت مصادر أخرى إصابة 5 عمال آسيويين نقل أحدهم للمستشفى وفقاً لما نُشرته الصحف أمس.
وتواصل مسلسل النقص ليشهد شهر شهر رمضان المبارك أزمة لحوم كبيرة، حيث شهد السوق نقصاً في الأسواق، ما استدعى شركة البحرين للمواشي إلى استيراد لحوم صومالية عن طريق السعودية.
وفي أعقاب ذلك، شدَّدت وزارة شؤون البلديات الإجراءات المتبعة لإدخال شحنات اللحوم العابرة إلى البحرين من جميع المنافذ، ما أثار حفيظة تجار المواشي، إذ عدّوه معطلاً ويكبدهم خسائر مادية جراء تأخر المواشي في المحجر الصحي.
وجاء في القرار رقم 42 بمادته الأولى «يحظر الإفراج عن أي شحنة من الإرساليات الحيوانية للفصيلة البقرية والإبل والأغنام الواردة أو العابرة للمملكة من جميع المنافذ إلا بعد الحصول على موافقة كتابية من كل من: وكيل الوزارة لشؤون البلديات والزراعة، الوكيل المساعد لشؤون الزراعة، مدير إدارة الثروة الحيوانية، ورئيس قسم المحاجر». وذلك كإجراء وقائي لضمان سلامة الشحنات.
وجاء في المادة الثانية من القرار أنه على وكيل الوزارة لشؤون البلديات والزراعة والجهات المختصة كل في حدود اختصاصه تنفيذ هذا القرار ويعمل به اعتباراً من اليوم التالي لتاريخ صدوره في 23 يوليو 2012.
وعدلت الوزارة بعد 24 ساعة وأصدرت 44 بإضافة جزئية واحدة ليكون القرار غير شامل لدول مجلس التعاون، وشمل إعداد المواشي التي تزيد عن 50 رأساً من المحاجر البيطرية، وإلغاء قرار42.
يذكر أن وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني، منعت شحنة أغنام أسترالية من دخول البحرين، بسبب إصابتها بمرض معدٍ وهو «التهاب الفم البثري»، المعروف بمرض «أورف»، ويمكن انتقاله إلى البشر، إضافة إلى أنه تم منع عمال الباخرة من النزول، وإخطار وزارة الصحة بخطورة انتقال عدوى المرض».
وكانت الشحنة الممنوعة من الدخول كبيرة الحجم، يصل قوامها إلى حوالي 22 ألف رأس غنم، نفق منها 504، رمي جزء كبير منها في البحر قبل وصولها إلى ميناء خليفة بن سلمان، خلال أغسطس 2012.
يشار إلى أن اتفاقيات دول مجلس التعاون تنص على التعميم عن أي شحنة تصل إلى أي بلد وتحمل مرضاً ما خصوصاً وأن هذا المرض لا وجود له في البحرين ولم يتم السماح للأغنام بدخول البحرين كي لا تنتقل إلى المواشي ويكون من الأمراض المعدية الاستيطانية في المملكة.
ومنعت البحرين دخول شحنة أغنام أسترالية ثانية وصلت بعد يومين من وصول الباخرة الأولى محملة بـ20 ألف رأس من دخول المملكة، بعد أن أجرى فريق من الأطباء البيطريين الفحوصات اللازمة للأغنام على ظهر الباخرة، وتبين إصابتها بمرض من أمراض الثروة الحيوانية المعدية للحيوان والإنسان، ما إلزمها مغادرة البحرين عصر ذات اليوم الذي وصلت فيه المملكة، متجهة إلى دولة خليجية بانتظار نتائج الفحوصات، في حالة مشابهة للشحنة الأخيرة التي وصلت قبلها، وغادرت البحرين بعد أن تسلمت نتيجة التقارير الطبية التي أكدت إصابتها بمرض” أورف”، ونفوق نحو 5000 رأس منها.
وكان رئيس مجلس إدارة شركة البحرين للمواشي إبراهيم زينل أكد حينها، أن الشركة قد لا تتمكن من توفير الأغنام الحية لمدة قد تطول لشهر في ظل انعدامها من مخزون الشركة، ما لم يتم التوصل لاتفاق حول الباخرتين اللتين منعتا من دخول البحرين بسبب الشك في إصابة الأغنام بمرض «أورف» المعدي، والسماح بإدخال السليم من الأغنام منها وعزل المريض.
وبعد ذلك، خلت الأسواق المركزية من لحوم الأغنام الحية عدا المبرَّدة التي يتم توفيرها منذ أول أيام العيد ولمدة 7 أيام، وحصة البائع من اللحوم المبردة هو ذبيحتان فقط. وفي نهاية اغسطس الماضي، منعت وزارة الصحة شحنة لحوم فاسدة من دخول البحرين بعد ما تبين تعفنها بسبب سوء تبريد الشحنة القادمة من باكستان. وقال مصدر مطلع إن الشحنة لا تصلح للاستهلاك الآدمي لتعفنها ورفضت «الصحة» التعليق حول الموضوع وقتها.
ويأتي منع هذه الشحنة بعد وقف شحنتي لحوم حية أسترالية جاءت بباخرتي أوشن والشويخ، وتم السماح بإدخال السليم من الأغنام وإعدام المريض حفاظاً على صحة المستهلكين ومنع انتشار مرض أورف المعدي للإنسان والحيوان.
وعلى خلفية ذلك دعا رجال أعمال حينها، وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني بالتعاون مع المستثمرين البحرينيين ومربي المواشي إلى حل أزمة اللحوم والموافقة على الطلبات المتعطلة لفتح باب الاستيراد للأغنام والأبقار الحية من دول فيها ثروة حيوانية هائلة وبأسعار مغرية وبجودة عالية وبمراع طبيعية وقريبة من جودة اللحوم العربية بأوزانها وأصوافها.
وبعد زيادة حدة أزمة اللحوم، كشف النائب عدنان المالكي عن تحرك نيابي لعمل لجنة تحقيق برلمانية لبحث مسببات أزمة اللحوم مع وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني ووزارة الصناعة والتجارة ووزارة الصحة، مشيراً إلى أن أزمة اللحوم تحتم على النواب النظر في مسببات انعدام اللحوم الحية في الأسواق ووصول شحنات مبردة فاسدة وتضرر المستهلك من عدم توافره وبحث تعويض القصابين عن الخسائر التي تكبدوها بسبب الأزمة.
وقبل عيد الأضحى المبارك، تخوف القصابون والمواطنون من أن يكون عيد الأضحى بدون أضحية، حيث كانت كل جهة حكومية تلقي باللائمة على الأخرى.
لكن شركة البحرين للمواشي، قامت بإيجاد حلول مؤقتة، حيث تم استيراد أعنام صومالية عن طريق السعودية لتغطية النقص في العيد، وقامت بالاتفاق لاستيراد لحوم عن الحاجة، حيث تم استيراد نحو 60 ألف رأس غنم صومالي من السعودية منذ نهاية أكتوبر الماضي وحتى الآن.