حلت علينا ذكرى غالية على نفوسنا هذه الأيام، فقد تذكرنا واحتفلنا في آن واحد بمناسبتين ألا وهما اليوم الوطني لمملكة البحرين حيث مضي، ثلاثة عشر عاماً على ذكرى عيد جلوس صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمملكتنا العزيزة.
ومن خلال ملاحظتي في هذا الاحتفال وقد يحدث هذا التصرف في أي احتفال قادم وإن هذه السنة، لقد كان الاحتفال مختلفاً تماماً عن السابق والأشخاص والناس تتغير في التصرف، حيث أصبح الشباب يتعرضون للبنات مثلاً في شوارع الأسواق (منطقة بوكوارة على سبيل المثال لا الحصر)، فقد تم تناقل عدة حكايات منها أنه إذا كانت السيارة فيها شابات فإن بعض الشباب يحاول التعرض للبنات بمختلف الطرق مثل الرش على السيارة بألوان تحجب الرؤية ورفع ماسحتا الزجاجة الأمامية في آن واحد بحيث لا تتمكن السائقة من الرؤية أثناء السياقة، وذلك قد يؤدي إلى حادث لا سمح الله، وأيضاً كانت الشوارع تنغلق بسبب الزحمة ولا أحد يستطيع الدخول ولا الخروج من المنطقة، وكانت شرطة المجتمع موجودة ولكن قد يصعب عليها متابعة كل المحاولات.
لو عدنا إلى سنوات مضت فإننا نجد الاحتفال مختلفاً تماماً عن أيامنا الحالية، حيث الأيام السابقة كانت الاحتفالات عبارة عن كرنفالات واحتفالات بالعادات والتقاليد القديمة، وببيع المأكولات والوجبات التي كان يعدها أجدادنا، مثل الهريس والمضروبة وغيرهما من الوجبات، وزرع النفوس وتعويدها على التراث، حتى يتمكن الأطفال والشباب على معرفة العادات والتقاليد من أجل الحفاظ عليها ولكي لا تندثر، وأيضاً يوجد رقصات شعبية وتراثية يمكن لأولادنا وبناتنا من القيام بها. كما إن جزءاً من الكرنفال يحوي سيارات كبيرة مزينة ويكون فوقها من الشخصيات المشهورة مثل أم هلال وتمر على الشعب، والشعب فرح بهذه الأيام، والكل يتشوق وينتظر هاتين المناسبتين بفارغ الصبر، وإذا كان هناك مسيرة كل شخص يكون مهتماً بنفسه وعائلته، حيث لا يتدخل أحد في شؤون الآخرين ولا يضرهم.يا ترى لماذا تغيرت العادات والتقاليد في طريقة الاحتفال؟ لماذا الشاب من الأولاد أصبح لا يخاف على الفتاة كما كان في السابق ويعتبرها أخته خوفاً على سمعتها بل يحميها متى تعرضت لسوء؟
هل يا ترى هذه الأسباب التي تحصل بسب العولمة والقنوات الفضائية أم ماذا؟
بذلك أقترح في السنوات القادمة أن يكون هناك تنظيم وإعداد أكثر وأفضل من أجل السيطرة على الشوارع، وحتى تكون حركة السير سهله وانسيابية والكل يستطيع المرور بسهولة، وأتمنى أيضاً إحياء الاحتفالات التراثية حتى الجيل الحديث يتعرف عليها أكثر ولا تندثر، كما إنه من المعروف أن الشعب البحريني على قلب واحد ومسامح ومساعد، ولا نريد أن تتغير سمعتنا.
أمينة قمبر