كتب - حسين التتان:
يرى مجيد عبدالقادر سلوك البحرينيين عبر «تويتر» انفعالياً وإقصائياً «يهمل الجانب الثقافي والديني والاقتصادي والرياضي ويركز على السياسي»، بالمقابل يصف محمد موسى «تويتر» بموقع الشهرة «من أراد أن يكون مشهوراً عليه التغريد عبر تويتر» ويضيف «ما أكثر الغث فيما يكتب بالسياسة».
وينظر جمعة إبراهيم إلى النمط السائد في «تويتر» «يغلب عليه السلوك الشرس والعدواني» ويواصل «إلغاء الآخر سمة بارزة»، فيما يجد معين العصفور في سلوك البحريني عبر «تويتر» «ليس متسامحاً ولا عدوانياً» ويتابع «ليس هنالك نمط تويتري محدد يمكن القبض عليه في البحرين».
ويقول الشاب مجتبى عبد المحسن «لن نستطيع قياس منظومة القيم السلوكية الحقيقية للبحريني عبر تويتر، إلا بعد خروج البحرين من منعطفها السياسي».
شرس وعدواني
يقول أحمد عبدالرحمن إن دخول البحرينيين عالم «تويتر» من الأمور الجديدة في حياته «من الطبيعي أن يكون منفعلاً ومتفاعلاً بطريقة غريزية مع هذا الأمر الجديد» ويضيف «الانفعال والحماس يغلب على سلوك الكثيرين، ودون إعمال أدوات العقل».
ويرى أحمد أن توجهات البحرينيين عبر «تويتر» تخلق في أحيان كثيرة فوضى غير خلاقة بأوساط المجتمع «ربما مع مرور الوقت نستطيع ترشيد هذه المواقع بطريقة إيجابية».
ويغلب جمعة إبراهيم السلوك الشرس وإلغاء الآخر كنمط سائد في عالم تويتر بالبحرين «لا احترام لوجهات النظر، خاصة ممن يكتبون بأسماء مستعارة» ويتابع «البعض يعتبر تويتر تنفيساً عن كبت يتوهمونه، ويعتقد أنه بهذا النمط العدواني، يمكن أن يخلق حالة من التوازن الداخلي».
«تويتر» الشهرة
يقول الشاب محمد موسى إن «تويتر» أصبـــــح موقعــــــاً للشهــرة «مـن أراد أن يكون مشهوراً ذائع الصيت عليه أن يدخل عالم تويتر ويغرد بالسياسة» ويواصل «مع الأسف غالبية من يكتب بالشأن السياسي لا يفقه بالسياسة شيئاً، وفيه الغث والسمين وأكثره الغث».
معين العصفور يرى من منظور مختلف «ساحة تويتر لا تقتصر على المجال السياسي كما يتصور البعض، هناك مجالات كثيرة ومتنوعة يسهم فيها البحريني ويثريها كالرياضة والاقتصاد والثقافة».
ويشير العصفور إلى أن البحريني موجود بكثافة في «تويتر» «إذا ما قارناه بمواطني الدول العربية» ويضيف «البحريني ليس متسامحاً في تويتر ولا عدوانياً بالمعنى الحاد للكلمة».
ويرد سلوك الفرد عبر «تويتر» إلى «درجة وعي الفرد وثقافته، إذ ليس هناك نمط تويتري محدد يمكن القبض عليه في البحرين».
منفعل ومتوتر
ويجد المواطن الأربعيني مجيد عبدالقادر أن الشعب البحريني مهووس بالسياسة في عالم تويتر «بينما يجب أن تكون مشاركته متوازنة على كل الصعد، فلا يجوز إهمال الجانب الثقافي أو الديني أو الاقتصادي أو الرياضي»، ويضيف «هنا يغلب عليه طابع الانفعال والتوتر في أحيان كثيرة».
ويقارن عبدالقادر بين استخدام البحريني وغيره لـ»تويتر» ويقول «أكثر من يحصل على إضافات هو الناشط السياسي، بينما نجد العكس في بريطانيا، اللاعب واين روني مثلاً يفوق عدد متابعيه عبر تويتــر خمسة ملايين ونصف متابع».
لغــة الإقصاء والإلغاء
الشـــــاب مجتبـــــــى عبدالمحسن يتحدث بشفافية عن أنماط سلوك البحريني عبر تويتر «رغم كل إفرازات تويتر من جهل وتخلف، تقابلها لغة حضارية ورؤى راقية وتغريدات وفق أعلى المقاييس الأخلاقية والمهنية».
بالنسبة لشاب مثله يخرج خارج السرب أحياناً «تمثل تجربة ثرية ونوعية، تعمق التثاقف والتواصل الإنساني والحضاري والفكري، وتحارب الظواهر الخاطئة في المجتمع».
ويضيف «هناك حسابات علمية وعملية وطبية وأخرى أدبية وثقافية يديرها مجموعة من شباب البحرين، ولكن الكم الأكبر هي حسابات المهتمين بالشأن السياسي، والمفارقة أن التغريد أصبح لا يخلو من لغة الإقصاء والخشونة».
ويتابع «هناك من لا يستطيع التزام الصمت والصدق والحيادية في إبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر» ويستدرك «ما يبشر بالخير أن هناك اليوم الكثير من الأصوات مازالت محافظة على اللياقة والكياسة والذوق الرفيع».
ويقول «ما أحوجنا إلى حسابات تويتر يديرها أصحاب ضمائر حية، ممن يعمقون حس التسامح الإنساني، ويحاربون الإرهاب المفخخ بالضغينة والكراهية وتأجيج الفتن، حتى تخفف من حدة تأجيج الأوضاع، وتقضي على ظواهر النفاق والدجل والأكاذيب الرخيصة، وتساهم في إيقاظ الضمائر الميتة».
ويشير عبدالمحسن إلى «هكذا نقرأ أنماط السلوك المنفعل عند البحريني في تويتر، ولن نستطيع قياس منظومة القيم السلوكية الحقيقية للبحريني، إلا بعد أن تخرج البحرين من منعطفها السياسي».