كتب - وليد صبري:
لا تهتم النساء الحوامل بتناول حمض الفوليك، ولا يلتزمن بالجرعة المطلوبة خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، والنتيجة ولادة أطفال بعيوب خلقية، خاصة في الجهاز العصبي.
يُعرف حمض الفوليك علمياً بفيتامين «ب 9»، وتقول استشارية أمراض الأطفال د.منال الغنام إن الحمض مهم لإنتاج كريات الدم الحمراء، ويلعب دوراً في صيانة أجهزة الجسم المختلفة.
وتضيف أن «حمض الفوليك أحد مكونات فيتامين «ب» المركب، ويحتاج الإنسان إلى تناوله يومياً سواء من مصادره الطبيعية، أو على هيئة أقراص» وتشرح مميزات الفيتامين «سريع الذوبان في الماء، ولا يستطيع الجسم تخزين الزائد عن الحاجة».
وتلفت إلى أن «من أبرز مصادره الخضراوات ذات الأوراق داكنة الخضرة، مثل السبانخ، البروكلي، البقوليات والمكسرات، الفول السوداني، وبعض الفواكه مثل البرتقال، الأناناس، والأفاكادو، ويوجد في الطماطم».
وتتابع «بازدياد المرحلة العمرية تزداد الكميات المطلوب تناولها يومياً، الرضيع مثلاً يحتاج إلى 65 ميكروجراماً يومياً، بينما يحتاج طفل المدرسة إلى 300، والشخص البالغ إلى 400، بينما السيدات الحوامل يجب أن يتناولن ما بين 500 و600 ميكروجرام».
وتقول إن «نقص حمض الفوليك لدى السيدات الحوامل يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية في الجهاز العصبي للموالي والقلب والجهاز البولي، وهناك علاقة بين نقص حمض الفوليك والإصابة بالأورام السرطانية في الجهاز الهضمي، وثبت أن هذا الحمض يحفظ ضغط الدم ويحول دون ارتفاعه».
وتوضح أن «حمض الفوليك ضروري لسلامة الأنسجة وتكاثرها ونموها بالأجنة، وهو ضروري في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لضمان نمو سليم للجنين داخل رحم أمه».
وتشير استشارية أمراض الأطفال إلى الخطأ الشائع بين الناس في استمرار تناول الحمض طوال فترة الحمل «رغم من عدم جدواه بعد الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، بل الصحيح هو تناوله قبل حدوث الحمل مباشرة، والاستمرار في ذلك حتى نهاية الشهر الثالث فقط، لأنه فيما بعد ذلك ليس له أية فائدة تذكر لا للجنين ولا للأم، وبالتالي فالنصيحة لكل أم ترغب في الحمل والإنجاب هي تناول حمض الفوليك بجرعات معينة حسبما يحدد لها طبيب النساء والتوليد المختص».
وتشرح أن «حمض الفوليك مهم لإنتاج وتكاثر الخلايا الجديدة خاصة خلال فترات النمو السريع مثل فترة الرضاعة والحمل والمراهقة بل ويشترك مع فيتامين «ب 12» في مساعدة الجسم على تكوين الحامض النووي DNA».
وتخلص إلى القول «نقص تناول البالغين لمصادر الحمض يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنوع من الأنيميا يطلق عليها الأطباء «الأنيميا الخبيثة»، ومن أعراضها الشعور بحالة من الإجهاد العام، وشحوب الجلد والجفون، والدوار وعدم التركيز، وصداع وفقدان للشهية، مع خفقان وصعوبة في التنفس عند بذل أي مجهود، وفقدان الوزن، والتهاب وتقرحات في اللسان، ويكون على الطبيب تشخيص الحالة لتشابه أعراضها مع أعراض أمراض أخرى».
وبدأت بعض الدول في التنبه إلى أهمية حمض الفوليك كعنصر غذائي مهم ومفيد بصفة عامة وللسيدة الحامل بصفة خاصة، وإضافته إلى رغيف الخبز لضمان الاستفادة الفعلية.