عواصم - (وكالات): أعلنت مصادر أمريكية أن «نظام الرئيس بشار الأسد قام في الفترة الأخيرة بإطلاق صواريخ من طراز «فاتح A110» الإيرانية» كبديل لصواريخ «سكود» الروسية، معتبرة أن «ذلك يأتي في إطار محاولات النظام لتوجيه ضربات أكثر دقة ضد أهداف المعارضة السورية».
وقالت المصادر إنه «ليس لصاروخ «فاتح» المدى الذي تتمتع به صواريخ «سكود»، غير أنه قادر على إصابة الأهداف بشكل أدق، ويصل مداه إلى 125 ميلاً مقارنة بمدى «سكود» الذي يتجاوز 185 ميلاً، غير أنه قادر على إصابة الهدف بدائرة قطرها 330 قدماً، في حين أن قدرة الصاروخ السوفيتي لا تزيد عن 1480 قدماً». من جهة أخرى، اعتبرت موسكو أن التوصل إلى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا لايزال ممكناً، مشيرة في الوقت نفسه إلى تعذر إقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن السلطة. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في موسكو أن «هناك إجماعاً على القول إن فرص التوصل إلى حل سياسي ما زالت متوافرة». وفي مؤشر جديد هو الأكثر وضوحاً على رغبة روسيا بإعلان موقف متمايز عن النظام السوري، قال لافروف إنه يتعذر إقناع الأسد بالتنحي عن الحكم، الأمر الذي تطالب به دول غربية وعربية، وخصوصاً المعارضة السورية.
وأضاف الوزير الروسي «قال الأسد مراراً إنه لا ينوي الذهاب إلى أي مكان، وإنه سيبقى في منصبه حتى النهاية، وليس ممكناً تغيير هذا الموقف». وشدد الإبراهيمي من جهته على ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي في سوريا لتجنب «الجحيم». وقال «إذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، يتعين علينا جميعاً أن نعمل بلا كلل من أجل حل سياسي».
إلا أنه أضاف «من وجهة نظري، المشكلة هي أن تغيير النظام لن يؤدي بالضرورة إلى تسوية الوضع»، محذراً من خطر تحول سوريا إلى صومال ثانية. من جهة أخرى، قال لافروف إنه «فوجىء» برفض الائتلاف السوري المعارض دعوة موسكو لإجراء مفاوضات لتسوية الأزمة، مشيراً إلى أن «ذلك الرفض يرقى إلى أن يكون طريقاً مسدوداً».
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب قال «لن نذهب إلى موسكو. يمكن أن نجتمع في دولة عربية حصراً على أن يكون هناك جدول أعمال واضح».
على الأرض، تتواصل العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا وقد حصدت أمس 95 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وسيطر الجيش السوري النظامي على حي دير بعلبة في مدينة حمص وسط سوريا الذي يشهد مع غيره من الأحياء في وسط المدينة أزمة إنسانية خطيرة بسبب حصار من القوات النظامية مفروض عليها منذ أشهر. وفي محافظة إدلب، تحدث المرصد عن استمرار الاشتباكات العنيفة «بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام وكتائب أخرى في محيط معسكر وادي الضيف» الذي صمم مقاتلو المعارضة على إسقاطه ليقضوا على أي أمل لقوات النظام بإمكان استخدام طريق دمشق حلب الذي يمرر الإمدادات لحلب.
واقتحم مقاتلون من كتائب عدة معارضة تجمعاً عسكرياً كبيراً جنوب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية شمال غرب البلاد، في خطوة قد تسهل لهم التقدم نحو معسكر وادي الضيف القريب الذي يحاصرونه منذ أسابيع. من ناحية أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أن اجتماعاً للجهات المانحة لسوريا سيعقد في 30 يناير المقبل برئاسة أمينها العام بان كي مون في الكويت لجمع مزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين.