انضمت جامعة تل أبيب للمرة الأولى لمساعي المستوطنين في السيطرة على أراض فلسطينية في مدينة القدس المحتلة وتهويدها، بعدما قررت التعاون باتفاق رسمي مع سلطة الآثار ومنظمة «إلعاد» الاستيطانية في مشروع حفريات للتنقيب عن آثار في سلوان داخل القدس المحتلة يبدأ اليوم. و»إلعاد» التي ستمول مشروع الحفريات تدير ما يعرف بـ»الحديقة الوطنية مدينة داهود»، في سلوان منذ 1991 وتدأب على تهويد المدينة بعدة طرق منها السيطرة على منازل عربية بالترغيب أو الترهيب.
وينطوي قرار الجامعة على أسبقية خطيرة في تهويد القدس من خلال تعاون مؤسسة أكاديمية مع جمعية استيطانية متطرفة تقوم بعمل استفزازي وغير قانوني في الأرض المحتلة، مما دفع مجموعة محاضرين إسرائيليين وأجانب بارزين لإطلاق حملة مناهضة لمبادرة جامعة تل أبيب تهدف لوقف تعاونها مع المستوطنين ووقف التنقيبات في سلوان.
ووقع حتى الآن العشرات من المحاضرين الإسرائيليين على عريضة تطالب الجامعة بوقف المشروع، وهم يتميزون بشهرتهم وبتعريفهم لأنفسهم صهاينة ومؤيدين لإسرائيل، كما وقع عليها كذلك العشرات من الأساتذة الأمريكيين كونها تحذر الجامعة من تبعات واسعة لتنقيبات سياسية وبواسطة جهة أيديولوجية فعالياتها محط خلاف عام وقضائي. ومن أبرز المحاضرين الأجانب البروفيسور أنتوني غرافتون من جامعة برينستاون الأمريكية، ولوكا جولياني عميد جامعة برلين، ومارشال ساهلينز من جامعة شيكاغو، ولان هاكينغ من جامعة تورنتو الكندية وروبيرت شنايدير من جامعة إنديانا الأمريكية.
وتلفت العريضة بأسلوب دبلوماسي إلى أن الحفريات في سلوان تمس بحياة المقدسيين في البلدة وتؤكد سياسية متطرفة تعني اتخاذ الجامعة موقفاً في مسألة خلافية جداً سياسياً وأخلاقياً. كما يشير المحاضرون الموقعون إلى أن مشاركة جامعة تل أبيب تمنح منظمة إلعاد «اعترافاً مهنياً» طالما طمعت به، وهو اعتراف بأعمالها التي امتنعت عن تقديمه لها مؤسسات أكاديمية في إسرائيل والعالم. ويتهم عالم الآثار الإسرائيلي يونتان مزراحي «إلعاد» بالسعي بواسطة الآثار لبناء رواية تاريخية تلائم أطماعها، وهو يرى أن «إلعاد» تعمل وفق مقولة الروائي البريطاني جورج أورويل بأن «الذي يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي، وهذا سيسيطر على المستقبل». ووجه مزراحي الناشط في جمعية «عيمق شفيه» العاملة من أجل منع استغلال التنقيبات لأهداف سياسية، انتقادات أخرى للجامعة. وتخطط بلدية الاحتلال في الموقع لتشييد ما يعرف بـ«حديقة الملك» ضمن سلسلة حدائق تلمودية قيد الإنشاء هدفها تهويد القدس وتنسجم مع خطة «القدس الكبرى» التي وضعت عام 1994.
«الجزيرة نت»