كتب ـ حسين التتان:
«يا زمان ياعشب داشر فوق هالحيطان» كلمات أغنية للسيدة فيروز ربما من الصعب ألا نرددها في كل مرة تقع فيها أعيننا على جدار يحيط ببيت بحريني وباتت جزءاً أصيلاً منه، إذ أن جمال هذه الخضرة ماعاد حكراً على عين وروح صاحب الدار، بعد أن تسلقت الجدار لتطل على المارة.
يقضي عبدالجبار معظم أوقاته في تشذيب الأشجار والزهور بواجهة المنزل «أشعر براحة نفسية حين أرى الخضرة تتسلق الأسوار»، فيما يعتقد محمد السعيد أن اهتمامه بتزيين مزروعاته ووروده على باب بيته الكبير، أهم بكثير من اهتمامه بحديقة المنزل الخلفية «الجمال الخارجي للمنزل يكسبه رونقاً وجمالاً، ويعطي انطباعاً للناس أن صاحبه يملك ذوقاً رفيعاً».
عبدالرضا محمد يجلب زرَّاعاً كل أسبوع، وظيفته تقليم النخيل وتشذيب شجيرات الزينة المزروعة عند بوابة المنزل، وهو ينفق بسخاء لتبقى حديقته الخارجية أجمل من حدائق جيرانه.
أسعد عبدالله يجلس بمفرده كل أسبوع، يرسم ويخطط «أصمم بعض أنواع أشجار الزينة، وقصها بطريقة خاصة، لأني أحب أن احتفظ بخصوصية الزينة الخارجية لمنزلي، ولا أريد لأحد أن يسرق تصاميمي المبتكرة»، لذلك منعنا من تصوير الحديقة حتى لا يستنسخها البعض.
ليس الرجل من يهتم بالحدائق فقط، فالنساء لديهن اهتمامات بهذا الجانب وتقول أم أسامة «المرأة البحرينية أكثر اهتماماً بالزينة الخارجية للمنزل من الرجل»، بينما تشرف أم أسامة بنفسها على تزيين حديقة واجهة المنزل، وتتولى تنسيق الأزهار الجميلة مع الزَّراع، دون علم زوجها «أنا المسؤولة عن ذلك، ولا أحب لأحد أن يتدخل في طريقة عملي».
أم رضا تعتني بحديقة المنزل الخارجية أحياناً «أقرأ كتب الزينة المتخصصة بالحدائق الخارجية، وهي عادة كتب أجنبية».