كتب ـ حسين التتان:
تخيّل أن تنام على سرير مسنده الخلفي حوض لأسماك الزينة، أو تتناول الطعام على طاولة زجاجية تُحدد حوضاً لسمك الزينة، أو ربما تجلس في منزلك ويواجهك جدار كامل هو كذلك حوض تسبح فيه أسماك مختلفة الأشكال والألوان.
البحرينيون يتفننون في اقتناء أحواض سمك الزينة، يتسابقون على ابتكار أفكار جديدة لأحواض أسماكهم، ويتفقون غالباً على رفضهم التقاط صور للمميزة منها، لأنهم يريدون أن تبقى فريدة لم يسبقهم أو يقلدهم فيها أحد تماماً كتصاميم الفساتين عند النساء.
السبق مطلوب
منزل محمد عبدالحي تحت الإنشاء حالياً، وترك مساحة واسعة تحت السّلم لبناء حوض سمك كبير ومميز، ويقول إن كلفة الحوض ربما تتجاوز ألف دينار، وهذا المبلغ ليس مهماً عند محمد، لقاء أن يحظى بحوض سمك مميز لم يسبقه إليه أحد.
مهدي عباس يقتني حالياً 3 أحواض في منزله الصغير، ولكل حوض خاصيته لجهة الشكل وأنواع الأسماك الموجودة داخله، فواحد للأسماك الصغيرة يخص زوجته وأطفاله، وثانٍ للأسماك الكبيرة يخصه، وثالث لاستزراع أسماك الزينة.
في زيارتنا لبعض المنازل، وجدنا أنواعاً غريبة جداً وجذابة وآسرة لأحواض السمك، بعضها بُني بشكل دائري وآخر مستطيل، وآخرون ركبوه في جدار المنزل، وأحواض توسطت الصالة، أحواض صممت على شكل طاولة، وأخرى أخذت شكل سمكة، ولكل مميزاته ومواصفاته وأسعاره، والبحرينيون فيما يقتنون فنون.
جزء من ديكور المنزل
أسعار أحواض السمك حسب صاحب المتجر إدريس، تختلف تبعاً لشكلها وحجمها وطريقة تصنيعها «بعضها يُباع في الأسواق جاهزاً، وبعضها الآخر يبتكر صاحب المنزل شكله وطريقة تصميمه بحيث يناسب ديكور المنزل وأذواق ساكنيه.
يقول إدريس إن أسعار الأحواض تتفاوت حسب النوعية والحجم «بعضها يباع بثلاثة دنانير، وبعضها يصل إلى 700 دينار، ونحن نصنّع أحواض سمكية حسب طلب الزبون» ويضيف «عادة ما يفضل الزبائن الأحواض الأجنبية الجاهزة، لأنها تحتوي على كل مستلزمات الحوض، دون الحاجة إلى تطويره وإضافة مستلزمات أخرى».
يشير إدريس إلى أن البحرينيين اتجهوا منذ أعوام إلى اقتناء أفضل أحواض سمك الزينة وأجملها «مبيعاتنا زادت بصورة كبيرة خلال العامين الماضيين».
لا تصوير للأحواض الفخمة
أم جميل تعشق أسماك الزينة، ولأن أسماكها مدللة وأكثر ما تؤثره بالمنزل، اختارت لها حوضاً زجاجياً كبيراً وسط الجدار «صممته بنفسي وعلى ذوقي الخاص، بالتعاون مع شركة متخصصة».
ترفض أم جميل التقاط الصور لحوض السمك الخاص بها «ليبقى فريداً من نوعه ولا يقلدني فيه أحد» وتتابع «الحوض كلفني بكل معداته نحو ألفي دينار، والمبلغ وحده يخلق لدى القارئ انطباعاً حول أبهة الحوض وفخامته».
صادق عبدالله إبراهيم يملك حوضاً غريباً للغاية، تحفة معمارية جميلة «اشتريته من الصين بثمن معقول»، ويؤكد أن بعض محبي أسماك الزينة لديهم أحواض مميزة أفضل مما لديه، يبحثون عنها عبر الإنترنت ويشحنونها من أوروبا ودول أخرى.
حسين علي لديه حوض اشتراه بمائة دينار، وهو عبارة عن طاولة وضعها وسط الصالة «كنوع من التغيير وتجديد ديكور الصالة».
بحري ونهري
كاظم حسن يعمل لدى هيئة الكهرباء والماء، لديه حوضان، واحد صغير وعادي، والآخر كبير للغاية وفخم، طوله متران ونصف تقريباً، وعرضه 70 سم، وارتفاعه 100 سم.
يحب حسن حوضه الكبير وهو دائم التحديق فيه «الحوض من تصميمي، ونفذه صديقي في ورشته الخاصة» وعن أسعار الأحواض يقول «تعتمد أسعار أحواض سمك الزينة على النوعية، هل هو بحري أم نهري؟ ويعتمد أيضاً على حجمه ومساحته الإجمالية».
يملك حسن حوض سمك بحري، هو الأغلى على الإطلاق، لأنه يحتاج لمعدات وأجهزة خاصة، إضافة لمستلزمات الزينة باهظة الثمن.