كتب - أبوذر حسين:
أكد رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط شاكر عبدالفتاح أن النظرة الغالبة في الإعلام المصري للأحداث التي جرت في البحرين تميل أكثر إلى أخذ المعلومات والأخبار على محمل الجد من الجانب الرسمي البحريني، بعد أن ظهرت حقيقة الطرف الآخر الطائفية التي تبعد كثيراً عن المصداقية، مشيراً إلى أن الإعلام المصري أصبح يتحرى الدقة كثيراً في كل الأخبار التي يأخذها خصوصاً في حالة البحرين. وأوضح أن تعاطي وكالة أنباء الشرق الأوسط مع إيران يسير وفقاً لمبادي الوكالة القومية ومبادئها الثابتة.
وقال عبدالفتاح لـ»الوطن» على هامش فعاليات المؤتمر الـ40 لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) إن الصورة الذهنية عن البحرين في مصر تغيرت كثيراً، مبيناً أن الروح الثورية في مصر غلبت في بداياتها على الكثيرين مما أعطى تعاطفاً نسبياً لما سمي «ثورة» في البحرين، غير أن تلك الصورة تغيرت بشكل سريع بعد افتضاح أمر الاحتجاجات الطائفية في المملكة، الأمر الذي جعل كثيراً من المتعاطفين يدركون حقيقة أن البحرين قد سبقت مصر وتونس وغيرهما في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
ورداً على سؤال حول التغيرات التي طرأت على السياسة الإعلامية في مصر تجاه إيران عقب الثورة، أكد عبدالفتاح أن الإعلام المصري لم يحدد مساره بشكل واضح تجاه إيران، حيث إن هناك عشرات الصحف والقنوات التلفزيونية تتعامل بطرق مختلفة مع الشأن الإيراني، غير أن الجميع قد يكون متفقاً على أن المتغيرات الكثيرة التي تشهدها المنطقة تحتم التنسيق والتعاون العربي في ما بينها لخدمة الأهداف الوطنية للبلدان العربية من خلال التوصل إلى رؤى مشتركة لتغطية الأحداث ونشر وتبادل الأخبار.
وأشار إلى أن جميع وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العربية أمام تحدٍ جديد، إذ لم تعد المعلومة مقصورة على الجهات الرسمية أو الشعبية فقط وإنما متاحة للجميع، ومن دون إبداء الدقة والمهنية وتحري المعلومة الصحيحة سيفقد الجهاز الإعلامي أو الوكالة الإعلامية مصداقيتها تماماً.
وقال إننا في «وكالة أنباء الشرق الأوسط» ننشر الأخبار الموثقة من داخل وخارج إيران، واضعين في اعتبارنا ريادتنا العربية في المجال الإعلامي العربي التي تفرض علينا أن نتعامل كوكالة قومية ثابتة على مبادئها وتعمل وفقاً للأعراف المهنية والدقة العالية في النقل لمواجهة المنافسة، مضيفاً: من المعروف أن جميع الوكالات في العالم لا تحقق أرباحاً ماعدا رويترز التي تحققها من «البيزنس».
وأوضح رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أنهم يسعون في الوكالة للمواكبة التقنية باستمرار وتطوير المنتج، لكن للأسف إن تلك المشاريع التطويرية تعتمد على الدعم الذي لم يعد موجوداً في ظرف مصر الحالي، مشيراً إلى أنه سيكون للوكالة قريباً خدمة تلفزيونية كما سندخل عالم الصحافة الإلكترونية.
وعن مؤتمر اتحاد وكالات الأنباء العربية قال عبدالفتاح إن مثل هذه المؤتمرات تتيح فرصة لوكالات الأنباء العربية الرسمية مناقشة التحديات والمتغيرات خصوصاً في ظل التطور الكبيرة للوسائل التقنية ووسائط التواصل الاجتماعي لمواجهة كل أشكال المنافسة الإعلامية، كما إن من شأن المؤتمر أن يوثق عرى التعاون في تداول الأخبار وسرعة نقلها، مشيراً إلى أهمية سرعة ودقة نقل الخبر في ظل التحدي القائم مع الفضائيات.
وأوضح أن عنصري السرعة والدقة من الركائز الأساسية في عمل وكالات الأنباء وتزداد أهميتهما في هذه الآونة تحديداً بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وفي ظل المنافسة القوية من جانب القنوات التلفزيونية والفضائية التي تقوم بنقل وتغطية الأحداث وبث الأخبار على الهواء مباشرة، ولذلك يجب على وكالات الأنباء التعاطي مع هذه التحديات واجتيازها.