الرمادي، الموصل - (وكالات): اعتدى مئات المحتجين في الرمادي الذين يواصلون منذ أسبوع قطع الطريق الدولي الذي يصل بغداد بالأردن وسوريا، على نائب رئيس الوزراء السني صالح المطلك، ما استدعى تدخل الشرطة وأدى إلى إصابة شخصين.
واندلعت الأزمة الأخيرة إثر اعتقال السلطات العراقية 150 شخصاً من حمايات وزير المالية رافع العيساوي القيادي في القائمة العراقية بتهمة الإرهاب، قبل أن تفرج عنهم وتبقي 11 في الاعتقال.
وأصيب شخصان بالرصاص إثر فتح الشرطة النار في الهواء لتفريق الحشود التي انقضت على المطلك.
والرمادي عاصمة محافظة الأنبار، ومعظم سكانها من السنة. وشهدت المحافظة منذ الأحد الماضي تظاهرات احتجاج على رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.
وقطع المتظاهرون الطريق الدولي، مطالبين بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإطلاق سراح «الأبرياء من السجون».
وقالت تقارير إن نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك وصل إلى تجمع المتظاهرين وصعد إلى منصة الخطابات، لإلقاء كلمة، وما إن بدأ المطلك كلامه بالسلام ثم قال «اسمعوني ياشباب»، انطلقت صيحات من عدد من الحشد، «خائن». وقذف المتظاهرون المطلك بزجاجات المياه والحجارة والأحذية، وأجبروه على النزول من المنصة وأحاطوا به، ما دفع حمايته إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم. كما أجبر الحشد المطلك على التوجه إلى جهة عكس الجهة التي تقف فيها سيارات موكبه. كما هرولوا خلفه لمسافة كيلومتر قبل أن تصل قوة من الشرطة الاتحادية التي قامت بدورها بإطلاق النار بالهواء وإنقاذ المطلك.
وانتزع المحتجون ربطة عنق المطلك الذي تعرض للكمة على فمه، وأصيب بنزيف، وقال متحدث باسم المطلك في بغداد إنه سليم وهو في طريق عودته إلى بغداد.
ويتزعم المطلك وأصوله من الأنبار جبهة الحوار الوطني وهي جزء من ائتلاف العراقية الذي يتزعمه إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق.
من جهة أخرى، نفت السلطات العراقية تعرض حراس وزير المالية الذين تسبب اعتقالهم بالأزمة، للتعذيب.
وكان وزير المالية رافع العيساوي اتهم الحكومة بتعذيب عناصر حمايته لانتزاع اعترافات منهم قسراً.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا المحتجين في محافظة الأنبار السنية إلى الحوار والابتعاد عن قطع الطرق والتهديدات للتعبير عن مطالبهم.
وفي مدينة الموصل شمال البلاد دعا مجلس المحافظة إلى إضراب مدته 3 أيام اعتباراً من الجمعة المقبل للضغط على بغداد للإفراج عن سجينات والتوقف عن استهداف الساسة السنة.
ووصفت الجامعة العربية التطورات الأخيرة في العراق بأنها مثيرة للقلق ودعت في بيان إلى الحوار.
من جهة أخرى، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل مسؤول محلي في هجوم مسلح جنوب مدينة الموصل، فيما نجا نائب محافظ كركوك ومسؤول محلي آخر في هجومين منفصلين أسفرا عن إصابة 6 أشخاص.
وقال الملازم في الشرطة ياسين الجبوري إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار على فرحان منير مدير بلدية القيارة جنوب الموصل أثناء توجهه إلى عمله ما أسفر عن مقتله على الفور.
وفي كركوك، نجا نائب المحافظ ورئيس المجلس المحلي لناحية الرياض من محاولتي اغتيال في هجومين منفصلين.
وأوضح المصدر أن «نائب محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري نجا من محاولة اغتيال بتفجير عبوتين ناسفتين استهدفتا موكبه غرب كركوك، وأسفرتا عن إصابة أحد عناصر حمايته.
وفي حادث، منفصل آخر، نجا أحمد زيدان خلف العبيدي رئيس المجلس البلدي لناحية الرياض غرب كركوك من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في سوق الناحية، مما أدى لإصابته مع 5 من حراسه.