القاهرة - (أ ف ب): أعلنت مصر التي تعاني أزمة اقتصادية خطيرة أمس أنها ستستأنف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول قرض بقيمة 4.8 مليار دولار تم تعليقه قبل 3 اسابيع، فيما ارتفع الدولار الأمريكي إلى 6.365 جنيه وهي أعلى قيمة له خلال 9 أعوام. وقال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل في مؤتمر صحافي إن الحكومة المصرية وجهت دعوة إلى الصندوق لزيارة القاهرة «خلال يناير المقبل لاستئناف الحوار لنمضي في موضوع القرض لأننا نحتاج الى شهادة الثقة التي يعطيها صندوق النقد الدولي». وقال قنديل إن قيمة القرض «قليلة» لكنها تكمن في مدى الثقة في الاقتصاد المصري الذي يمر بوضعية «صعبة» لكن «لا يمكن أن نتحدث عن الإفلاس». وتم تعليق طلب القرض الذي قدمته مصر في اغسطس الماضي، منتصف ديسمبر الجاري بعد ان طلبت القاهرة مهلة شهر بسبب «الاوضاع السياسية في البلاد». وقال رئيس الوزراء المصري ان حكومته طرحت «مبادرة وطنية للتوافق والانطلاق الاقتصادي» تقضي باجراء حوارات مع خبراء اقتصاديين وممثلين عن الاحزاب «سنناقش خلالها مجددا خطة الحكومة للاصلاح الاقتصادي حتى يكون هناك توافق عليها». واعرب عن امله في الا يسفر هذا الحوار عن «تغييرات كبيرة في هذه الخطة».
وتراجع الاحتياطي النقدي المصري بالعملات الأجنبية من 36 مليار دولار أمريكي في يناير 2011 إلى نحو 15 ملياراً في نوفمبر 2012.
وألقت الأزمة الاقتصادية الحالية بثقلها على قيمة الجنيه المصري الذي سجل أمس تراجعاً قياسياً أمام الدولار. وقالت مصادر مصرفية إن سعر الدولار الأمريكي سجل أعلى مستوى له منذ 9 سنوات في سوق الصرف الرسمية مقابل الجنيه المصري إذ بلغ 6.365 مقابل الجنيه. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر إن أسعار باقي العملات العربية والأجنبية سجلت قفزات مماثلة.
وأجرى البنك المركزي المصري أول مزاد على الدولار باع خلاله نحو 75 مليون دولار بحد أقصى 11 مليون دولار لكل بنك تقدم خلال العطاء.