{{ article.article_title }}

كتب ـ علي الشرقاوي:
هناك كتب تستهويك وأخرى تحفزك وثالثة تغير حياتك، وكتاب «القوة الفكرية في المغناطيسية الحيوية» من الكتب المؤثرة في الأفكار خلال السنوات الأخيرة، منها العقل الباطن وقوانين الجذب والسعادة والحياة والمحبة.
صدر الكتاب في أمريكا عام 1911، وهو كتاب صغير طباعته أقل من عادية، لا يغوي القارئ بشكله، إنه من الكتيبات المطبوعة للتخلص من إلحاح المترجم، التقطته من مكتبة مدينة عيسى مرمياً بإهمال فوق أحد الرفوف.
الكتاب من تأليف العالم الأمريكي وليم ووكر أتكنسون، لا يعرفه القارئ العربي، وهو من تعريب حنا أسعد فهمي القانوني بجامعة باريس وعني بنشره دار العرب للبستاني.
المؤلف لا يضيع الوقت جزافاً في ذكر نظريات لا فائدة منها، بل يتناول مباشرة قصداً ينحوه فيقول للقارئ صراحة ماذا ينبغي أن يعمل وكيف يصنع؟.
صدق القول وصراحة التعبير جعلا للكتاب قوته المقنعة بقدرة النفس والثقة بالذات اللتين تناول شرحهما على أسس مادية محسوسة.
الكتاب يجيب على أسئلة كثيرة بأسلوب واضح جلي لا غموض فيه ولا إبهام، والمدهش أنه لم يظهر في عالم المطبوعات قبل الآن مع ما تضمنه من فوائد جمة ونصائح وإرشادات مهمة، فكل إنسان استرعت أنظاره بعض الظواهر السيكولوجية ولم يدرك أسبابها وعللها يجد في الكتاب مفتاحاً لأكثر ألغازها وأحاجيها.
يقول المؤلف في تمهيده حول آراء المؤلفين في المغناطيسية الحيوانية، إن نجاح المرء متوقف على الاختبار وليس على النظريات «بالاختبار لم يبقَ مجال للشك في وجود المغناطيسية الحيوانية، ولا يجب التسليم إلا بالواقع المؤيد بالتجربة».
غالبية المؤلفين ممن كتبوا عن موضوع المغناطيسية الحيوانية أرادوا التدليل على حقيقة وجوده والبرهنة على تفسيره ببعض نظريات يستحسنونها، وكانت جميع مجهوداتهم تدور حول غرض حاولوا الوصول إليه بتسويد الصحائف العديدة.
والمؤلفون ممن بحثوا الموضوع ختموا أبحاثهم بعرض أمام أعين القراء، ولكنهم لم يذكروا بأي كيفية تنال القوة وما السبيل إليها، ذلك لم تتناوله نظرياتهم فهم إذاً أشبه برواة أكثر مما هم معلمون لأن آراءهم مبنية على نظريات وتركوا الوقائع جانباً.
إن رقي هذا الموضوع يعود فضله إلى عدد قليل ممن مارسوا عملياً هذه الصناعة، أجروا تجارب كثيرة وشاهدوا بأنفسهم عن قرب نتائج اختباراتهم، تلك النتائج المدهشة رفعت الموضوع إلى الحقائق العلمية الثابتة.
درس المؤلف الموضوع واختبره بنفسه سنين عديدة، وهو يحاول بكتابه أن يعلم القراء حقائق أساسية أثمرها بحثه الدقيق واختباره الزمني وتجارب من ساعدوه واشتركوا معه.
كتاب القوة الفكرية لم يعد متوفراً كورق، لكنه متوفر في أغلب المواقع الإلكترونية، الكتاب من الممكن أن يغير حياتك، ساهم في دفع كثيرين إلى الأمام 180 درجة، واستطاع أن يغير الكثير من القراء وحوّلهم إلى شخصيات إيجابية قادرة على اجتراح المعجزات.