كتب - عبدالرحمن خليل:
«طوابير مراجعين، مريض يجاهد لدخول غرفة طبيب لا يملك وقتاً للنظر إليه، آلام مبرحة لحين الوصول إلى أحد مراكز أربعة تعمل ليلاً»، هي كلمات أجمع على قولها مواطنون سألتهم «الوطن» عن أول شيء يفكرون به لدى سماعهم بعبارة «مركز صحي»، فيما اختلفت رؤاهم حول بعض جوانب حل المشكلة، وإن كان الاتفاق أكيداً على وجود «أزمة» في المراكز الصحية، حسب قولهم.
المواطن آدم السعيدي قال إن «فتح مراكز صحية جديدة ومستشفيات أخرى كفيل بتخفيف الضغط عن مستشفى السلمانية والمراكز الصحية التي تعمل بنظام 24 ساعة»، مشيراً إلى أن «هذا الخيار متاح خاصة مع إعلان الحكومة أن مبالغ كبيرة خصصت من الميزانية المقبلة لبناء مراكز صحية في مختلف أنحاء المملكة ومن المفترض أن تخفف الضغط بنسبة 40-50 % عن السلمانية» التي تقول إن نسبة الإشغال فيها تصل أحياناً إلى 100 %.
ولم يكن المواطن علي الحسن بمنأى عن سابقه حين قال: «رغم تخصيص مبلغ 676 مليون دينار في الميزانية المقبلة لتطوير القطاع الصحي في المملكة إلا أننا نجد الخطوة الخجولة من الوزارة لا تلبي أبسط احتياجاتنا، في ظل اكتظاظ المراكز الصحية بمراجعين ينتظرون فترات طويلة قبل الدخول إلى الطبيب لدقيقتين وربما أقل وهو وقت لا يكفي لتشخيص أي مرض أو علاجه».
وطالب المواطن الحسن «بزيادة عدد المراكز المهيأة للعمل 24 ساعة وتجهيزها بكل المعدات اللازمة والطاقم الطبي، وتوزيعها جغرافياً بحيث يستطيع أي مريض بحالة إسعاف الوصول بسرعة في أي مكان بالمملكة». «مشاريع وزارة الصحة وحديثها عن خطة لتطوير أداء المراكز الصحية في 2013 جاءت بمثابة مسكن لمعاناة المواطنين» يقول محمد إسلام، الذي روى قصص «معاناة» له مع المراكز الصحية بينها «شعرت منذ أشهر بألم مبرح في وقت متأخر من الليل، فكان خيارنا اللجوء إلى أحد المراكز الصحية إلا أن بعد أقرب المراكز التي تعمل بنظام 24 ساعة عن بيتي مسافة نصف ساعة بالسيارة، جعلني أحتمل كثيراً من الألم، ولدى وصولي اكتشفت أن هذا ليس نهاية الأم إذ إن طوابير كانت تنتظر قبلي».
ورأى محمد إسلام أن حل هذه الأزمة يكمن في «مد فترة دوام بعض المراكز الصحية إلى ما بعد منتصف الليل، وزيادة عدد الأطباء داخل المركز، واعتماد نظام المناوبات اليومية بالنسبة للمراكز المتجاورة ما يؤمن علاج أي حالة إسعافية في أي منطقة ليلاً».
ويبدو أن الانتظار كان أكثر ما يزعج المواطن أشرف كمال، إذ قال إن «هم المرض ما عاد فقط اعتلال الجسد، إذ إن أوقات الانتظار الطويلة كفيلة بإصابتك بالإحباط والتعب النفسي»، مشيراً إلى أن «الذهاب لمركز صحي يعني الانتظار حتى يصلك الدور لحجز موعد، ثم الانتظار أكثر من 30 دقيقة حتى يصل دور العلاج، ثم انتظار الطبيب حتى يأتي غرفة العلاج كونه يكون مسؤولاً عن أكثر من غرفة بسبب نقص الأطباء، ثم الانتظار حتى تصرف الدواء».
وقال إن «المكان الوحيد الذي لا يمكن الانتظار فيه هو غرفة الطبيب بعد قدومه إذ إن المسألة تنتهي بعد دقيقتين أياً كان المرض».
واعتبر أشرف كمال أن «زيادة عدد المراكز التي تعمل 24 ساعة وعدد الأطباء وتعين دكتور مختص بالطوارئ يساعد على حل المشكلة».