كتب - أنور محي الدين وحذيفة إبراهيم:
قال حقوقيون إن:» الإرهابيين يعتقدون أن باعتدائهم وإرهابهم للعمالة الوافدة، سيخلق بلبلة واضطراب في عمل بعض القطاعات الحيوية في البحرين، وخلق حرج شديد للحكومة أمام سفارات تلك الجاليات في المملكة، فضلاً عن الصدى الدولي أن البحرين لا تستطيع حماية أمن وحقوق العمالة الوافدة».
وأكدوا أن» الاعتداء على العمالة الأسيوية، عمل غير أخلاقي ومبرر، مستنكرين لما حدث لـ «تسليم» الذي كان يؤدي واجبه كحارس أمن في منطقة سترة، عندما تعرض له ملثمون إرهابيون، وأقدموا على حرق جسده، مشيرين إلى أن استهداف الوافدين ليس من طباع الشعب البحريني الذي تعود على الترحيب بهم».
وكان حارس أمن باكستاني «تسليم» (24 عاماً)، تعرض إلى اعتداء من قبل مجهولين أثناء أدائه لوظيفته في قرية سترة، أدى إلى تعرضه لإصابات بليغة وحروق في الساق.
وأشار تسليم لـ «الوطن» إلى أنه يعمل كحارس في إحدى شركات المقاولات التي تنفذ مشروعاً في قرية سترة مجمع 608، حيث تكمن وظيفته في حماية موجودات ومعدات الشركة.
وأضاف تسليم، أن «3 شبان، كانوا يستقلون سيارة حمراء نادوه، وبعدما قدم إليهم اكتشف أنهم ملثمون حيث أمسكه اثنان منهم بينما تولى الثالث ضربه في مختلف أنحاء الجسم، خصوصاً الرأس والظهر، وبعد الانتهاء من ضربه سكبوا على قدمه مادة حارقة أدت إلى إصابته بحروق بليغة في الجلد، مشيراً إلى أنه بعد ذلك، تم نقله إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج مما أصابه». وأكد أن بعض أهالي المنطقة يكنّون لهم الضغينة والكره دونما أي جرم اقترفوه، حيث لم يختلطوا أساساً معهم، مشيراً إلى أنه وفي منتصف نوفمبر الماضي تعرض حارس أمن آخر بنغالي الجنسية إلى ضرب بالحجارة من قبل مجهولين.
وقال إن تلك الأعمال تحدث بشكل دوري له ولزملائه رغم أنهم لا يتعاملون بشكل مباشر أو غير مباشر مع أهالي المنطقة، مؤكداً أن أحد العاملين في الشركة كسر له مجهولون قدمه بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح.
وأعلن مدير عام مديرية شرطة المحافظة الوسطى، عن تعرض حارس أمن آسيوي للاعتداء بالحرق والضرب من قبل أشخاص ملثمين في منطقة سترة واديان، موضحاً أن غرفة العمليات الرئيسة تلقت اتصالاً من مستشفى السلمانية الطبي مفاده جلب شخص آسيوي وبه حروق في رجله وإصابات في جسمه، حيث انتقلت بعدها الشرطة إلى المستشفى لأخذ أقواله، وقال إنه بينما كان على واجب الحراسة بإحدى شركات الإنشاء في منطقة سترة واديان، اقتحم 3 أشخاص ملثمين الموقع، عند الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين، وانهالوا عليه بالضرب، ثم قاموا بسكب مادة سائلة حارقة على رجله وأشعلوا النار فيها ولاذوا بالفرار. وأكد مدير عام مديرية شرطة المحافظة الوسطى أن عملية البحث والتحري جارية لكشف هوية المتهمين لتقديمهم للعدالة.
استهداف العمالة الوافدة
من جانبه قال رئيس جمعية مبادئ حقوق الإنسان عبدالله الدوسري، إن:» الجمعية تدين الاعتداء المباشر وسكب المواد الكيميائية الحارقة على أحد العمالة الأجنبية، مؤكداً أنه عمل إرهابي جبان يأتي في سياق استهداف العمالة الوافدة بشكل منظم».
وأكد أن العمالة من جنسيات شرق آسيا التي تم استقدامها للبحرين للمساهمة في التنمية الاقتصادية والعمل في بعض الوظائف التي يعزف البحرينيون عنها، مشيراً إلى أن نوايا من يطلقون على أنفسهم المحتجين السلميين ظهرت وعداءهم بان للمجتمع ومكوناته، بعد التعدي على العمالة الأجنبية وما سبقها من اعتداءات على المواطنين ورجال الأمن.
وقال «يعتقد الإرهابيون أن الضغط على العمالة الأجنبية من خلال إرهابها والاعتداء عليهم سيخلق بلبلة واضطراب في عمل بعض القطاعات الحيوية في البحرين وبالتالي حرج شديد للحكومة أمام سفارات تلك الجاليات في المملكة، فضلاً عن الصدى الدولي أن البحرين لا تستطيع حماية أمن وحقوق العمالة الوافدة».
وأضاف، أن الإرهابيين، يجهلون إدراك العالم أن العمال في البحرين يحظون بأفضل الحقوق التي نصت عليها القوانين في دول العالم، وأنهم يفضلون العمل في المملكة لما يتمتع به المجتمع من ود وحب معروف بين دول المنطقة، وأنها الأفضل للاستقرار والإقامة لفترات طويلة».
وأشار الدوسري إلى أن الهجوم أظهر للعالم أجمع أن البحرين تعاني من إرهاب أعمى تعدى استهداف رجال الأمن إلى المواطنين والمقيمين والعمالة الأجنبية.
غير أخلاقي
إلى ذلك أكد أمين عام جمعية كرامة لحقوق الإنسان سامي البحيري أن» الاعتداء على العمالة الأسيوية غير أخلاقي أو مبرر، مستنكراً لما حدث لـ «تسليم» الذي كان يؤدي واجبه كحارس أمن، وأشار إلى أن استهداف الوافدين ليس من طباع الشعب البحريني الذي تعود على الترحيب بهم، موضحاً أن أفعال المخربين مستنكرة».
وطالب البحيري الدولة بإلقاء القبض على هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فساداً، مؤكداً أن لكل أجنبي ووافد على هذه الأرض قيمته ومكانه وحقوقه وواجباته .
وأكد أن جمعية كرامة مستمرة في متابعة ملف الاعتداء على العمالة الأجنبية منذ بداية فبراير 2011، حيث شهدت انتهاكات لم يسبق لها مثيل، مشيراً إلى أنها قدمت تلك الملفات إلى الجهات المعنية أولاً بأول لاتخاذ اللازم.