كمال الذيب

يقول الكاتب كمال الذيب في مقاله أمس تحت عنوان «المفارقة»، عن تحول الناس من تيار إلى تيار بعكس اتجاهه، كأن يتحول اليساري إلى إسلامي أصولي ويتحول القومي العروبي إلى قطري انعزالي، وأمر يمكن أن نتفهمه ضمن التحولات الفكرية أو الأيديولوجية في سياق التطور أو التحول الذي قد يصيب الأفراد والجماعات الحزبية، ولكن أن يتحول الماركسي اللينيني الأممي إلى طائفي ضيق الأفق والرؤية، وأن يتحول البعثي الذي أمضى نصف حياته ينظر للوحدة العربية إلى طائفي مهووس بالطائفية، فتلك مفارقة مدهشة، شهدنا بعض فصولها المؤلمة في التراجع عن الثوابت العربية وحتى عن القيم والأعراف في الحياة السياسية.
وتحدث عن ثلاث إشكاليات تواجه الهوية العربية الأولى تتمثل في أن هذا النكوص قد يكون مفهوماً في ظل ما تعرض له العرب، والثانية تتمثل في هذا الهروب الجماعي نحو الطائفية، والثالثة أن هذا الهروب إلى الطائفية والمصاحب للنكوص عن الثوابت العربية، بالرغم من ادعائه بأنه يتشبث بالديمقراطية ويتطلع إليها.

سعيد
المهم يا أستاذي هو سقوط الأقنعة.. المهم في هذا الإطار هو سقوط الأقنعة من على وجوه لطالما ادعت الديمقراطية والتقدمية والدفاع عن الحريات؛ وجوه مازالت إلى حد يومنا هذا تزايد على الجميع تحت رداء المعارضة الديمقراطية، وتبحث باستمرار على لعب دور الضحية المحرومة من كل حقوقها، فهل من باب الديمقراطية تكفير من يطرح أسئلة الأوجاع بصراحة ووضوح؟؟؟ وهل من باب الحرية اتهام الكتاب وأصحاب الرأي الحر بالارتزاق والعمالة لمجرد وقوفهم إلى جانب ما يرونه حقاً.
الحوري
إن هذه الوضعية المأساوية التي نشهد فيها مثل هذه التناقضات الغريبة بين القول والفعل لدى العديد من المعارضين لا تقلّ خطورة عن محاولات بعضهم المستمرة للهرولة نحو الخارج والاستقواء به، فمن البديهي أننا نختلف مع السلطة في بعض اختياراتها وقراراتها وحول أخطائها وتقصيرها... وهذا يمثّل حافزاً لنا للمساهمة باستمرار في محاولة الإصلاح من خلال إبداء الرأي على قاعدة احترام السيادة الوطنية في كل أشكالها وأبعادها والمحافظة على المكاسب التي ساهمت في تحقيقها الأجيال والسعي إلى دعمها، وهذا ما لم يفهمه الآخرون...
حسن المدني
أخي كمال ..شكراً لك على هذا المقال المهم
وإليك بعض الملاحظات:
1 - إن حقيقة «المتحولين» طائفية بامتياز مهما تفننوا في وضع أقنعتهم القومية والتقدمية، وتتكشف هذه الحقيقة عندما تأتي الهزات الكبيرة وكأنها النار التي تفتت المعادن لتبين لنا الزيف من الصحيح، وعندها فقط نكتشف الوجوه على حقيقتها..
2 - يرتبط بالنقطة الأولى متابعة «الموضات السياسية»، فهم في الستينات والسبعينيات قوميون، وفي الثمانينيات خمينيون، وفي التسعينيات ديمقراطيون، وفيما بعد الألفين ولائيون حتى النخاع.
3 - المفارقة أخي حين يحدث هذا التحول غير المنطقي مع النخب والرموز الذين صدعوا رؤسنا في الكلام عن القومية العربية والحلم العربي المنشود وكنا نستمع لهم كأحسن ما يكون التلاميذ ثم نفاجأ أنهم سرعان ما ينسون مواقفهم السابقة ويتنكرون لماضيهم ويتناغمون مع الأدوار الجديدة.