أكدت منظمة «اراك بدي كونت» ومقرها لندن في تقرير لها أن عدد القتلى في العراق عام 2012 بلغ 4417 وهو ضعف العدد الذي أقرته الوزارات العراقية، فيما حذرت المنظمة الدولية من أن البلاد لاتزال تواجه حرباً «بوتيرة منخفضة، ونزاعاً متجذراً».
وتقول الوزارات العراقية إن عام 2012 سجل تراجعاً في معدل العنف في العراق وفقاً لمعطيات حكومية نشرت أمس لكنها أظهرت أن المسلحين لايزالون قادرين على ارتكاب هجمات دامية. ويأتي التحذير الذي صدر في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الأمريكية بصورة كاملة من العراق في 2011، والذي تخللته موجة من الهجمات والتفجيرات في ليلة رأس السنة وأسفرت عن قتل 28 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين.
وتأتي أعمال العنف قبيل أيام من إحياء أربعينية الإمام الحسين إحدى أكبر المناسبات الدينية في البلاد، التي تتزامن مع سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات التي نفذتها محافظات ذات غالبية سنية ضد سياسة الحكومة برئاسة نوري المالكي.
وتفيد حصيلة أعدتها «فرانس برس» استناداً إلى مصادر أمنية وطبية ان 144 شخصاً قتلوا في ديسمبر الماضي، في هجمات متفرقة في البلاد، بينهم 40 شرطياً و 14 جندياً فيما أصيب 347 آخرون.
ووفقاً لحصيلة أعدتها وزارات الصحة والداخلية والدفاع أن 2174 شخصاً قتلوا خلال 2012، وهو رقم أدنى بكثير من العام الذي سبقه، خصوصاً إذا ما قورن بأعوام العنف الطائفي بين 2005 و 2008.
لكن منظمة «اراك بدي كونت» ومقرها لندن قالت في تقرير لها إن عدد القتلى في العراق عام 2012 بلغ 4417 وهو ضعف العدد الذي أقرته الوزارات العراقية. وحذرت المنظمة في تقريرها السنوي من أن البلاد «لا تزال في حالة حرب بوتيرة منخفضة» في سياق تنفيذ هجمات يومية، بينها هجمات واسعة النطاق مصممة لقتل عدد كبير في آن واحد. وأضافت المنظمة أن «عام 2012 شبيه بحالة نزاع متجذر، مع عدم تسجيل تحول في الوضع الأمني بالنسبة للعراقيين خلال السنة الأولى بعد انسحاب القوات الأمريكية».
وانسحبت القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر 2011، فيما بقي 150 جندياً ضمن اتفاق عسكري بين البلدين لتدريب القوات العراقية.
وفي حين تبدو قوات الجيش والشرطة العراقية قادرة على حفظ الأمن الداخلي للبلد، فإنها لن تكون قادرة على الدفاع عن الحدود والمجال الجوي والمياه حتى عام 2020.
وتشكل سلسلة الهجمات التي وقعت في آخر يوم في 2012 بعبوات وسيارات وهجمات مسلحة في الشمال ووسط وجنوب البلاد، مؤشراً واضحاً على أن المسلحين لايزالون قادرين على تنفيذ هجمات دموية في العراق.
وتصاعد العنف بعد تظاهرات واعتصامات مناهضة للحكومة نظمها سكان محافظة الأنبار السنية، الذين قاموا بقطع طريق رئيس يربط بغداد بالأردن وسوريا منذ 9 أيام.
«فرانس برس»