تبين أحدث دراسة أجرتها «سي تي بارتنرز إكزكيوتيف سيرتش إنك»، الرائدة في البحث عن كبار الموظفين التنفيذيين، أن أكبر الشركات في العالم العربي باتت تدرك أن التسويق الرقمي يتيح إمكانات لتغيير بيئة المنافسة في قطاعات ومناطق مختلفة في كل أنحاء العالم.
ووفقاً لدراسة حديثة، توقع أن ينمو المجال الرقمي بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 35% في الأعوام الـ3 المقبلة مولداً حوالي 580 مليون دولار في عموم المنطقة بحلول عام 2015.
كما إن هذه الشركات تتخذ خطوات متنوعة لإعداد نفسها لكي تحقق الازدهار في هذا العالم الجديد وتحديداً من خلال توظيف مدراء تنفيذيين في الكادر الإداري يجمعون ما بين مهارات وقدرات في المجال الاستهلاكي والتقني والتسويقي.
وهناك عدة أسباب جعلت من التسويق الرقمي عنصراً حيوياً ومهماً في مقومات عمل الشركات. فوتيرة نشاط المستهلكين على الإنترنت مازالت في تصاعد مستمر خاصة مع تعود المستهلكين على شراء مجموعة أكبر من المنتجات والخدمات عبر الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية وكذلك عبر أجهزة الكمبيوتر.
ومع الارتفاع الكبير في إيرادات التجارة الإلكترونية، باتت الشركات تولي أهمية أكبر للتسويق الرقمي باعتباره مورد إيرادات مهماً وقناة لتوليد عائدات على الاستثمار وأيضاً كأداة للتفوق على المنافسة.
وسترتفع حصة الوسائط الرقمية من سوق الإعلان في العالم العربي بنسبة تتجاوز الضعفين بحلول عام 2015، وفقاً لدراسة أجرتها «ديلويت» مؤخراً.
وتأكدت نتائج الأبحاث الذي أجرتها «ديلويت» بدخول كبرى شركات وسائط التواصل الاجتماعي إلى المنطقة العربية في الآونة الأخيرة، فالشركات أمثال «فيسبوك» و»لينكدإن» و»تويتر» قد بدأت بمزاولة أعمالها في المنطقة.
وأوردت «ديلويت» أنها تتوقع أن ينمو المجال الرقمي بمعدل نمو سنوي مُركب يصل إلى 35% في الأعوام الـ3 المقبلة مولداً حوالي 580 مليون دولار في عموم المنطقة بحلول عام 2015.
كما إن نمو وسائط التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية هو الأعلى في العالم ممهداً الطريق لنمو قطاع الإعلام الرقمي. ولكي تستفيد من الازدهار في المجال الرقمي، أصبحت الشركات العربية ذات الرؤيا المستقبلية توظف مدراء للتسويق الرقمي وتوكل إليهم مسؤولية تطوير فهم معمق لمتطلبات المستهلكين وما يفضلون شراءه.
يشار إلى أن هذا النوع الجديد من المدراء عادة ما يعمل مباشرة مع كبير مدراء التسويق فيما يعمل بشكل وثيق أيضاً مع قادة كل وحدات الأعمال.
ويتوقع من مدراء التسويق الرقمي أن يروجوا لكافة المنتجات لدى المستهلكين عبر القنوات الإلكترونية، بما في ذلك إدارة العلاقات مع العملاء والتسويق عبر محركات البحث والوسائط المدفوعة والتسويق الاجتماعي والإعلان من خلال المعروضات.
وفي سياق أدائه لهذا الدور المتعدد الأوجه، يجب أن يتعاون المدير مع بقية الفريق التسويقي للشركة وذراع التواصل فيها لكي يضمن التكامل الجيد لكافة الرسائل الموجهة للمستهلكين مع الأهداف التسويقية للشركة وتناسقها معها.
وسيكون هذا المدير مسؤولاً عن إدارة فريق تحليل البيانات، لكي يضمن أن الشركة لديها التقنيات الملائمة والاستراتيجيات المتصلة بالبيانات التي تمكنها من تكوين فكرة دقيقة عن سلوكيات المستهلكين وتفضيلاتهم وعادات الشراء لديهم وأيضاً امتلاك الشركة للإجراءات التي تسمح لها باستخراج واستغلال البيانات التي تقيس العائدات على الاستثمار.