##
@هل طرد «آيفون» «ديدع»
مـن أعالـــي نخـــل البحريـــن؟@

&كتب ـ جعفر الديري:
حكايات الجن والحيات سبحة طويلة لا تنتهي حباتها، ويجزم البعض أنهم شاهدوا جنياً غير مرة يجوس الحقول ويغمغم بكلمات مبهمة غير مفهومة، بذيله الطويل وآذانه المشنّفة وعينيه المشقوقتين طولياً حيناً، ومتجسداً بهيئة حيوان أليف أو نخلة تارة أخرى.
بعض البحرينيين لم يملوا تكرار حكاية الجني «ديدع» الخرافية، يروون كيف كان يسبح في حظائر السمك أو متحولاً إلى سمكة كبيرة، أو متعلقاً في أعالي النخل يقذف الناس بالحصى والحجارة ويفجّ رؤوسهم، رغم ابتعاد الناس عن عم الخرافة ووعيهم وتعلقهم بالدين والعلم إلا إن الحكايات المتوارثة مازالت تتناقل إلى اليوم.
جهاد أحمد يخشى الحديث عن الجن والعفاريت «الكهرباء ووسائل التواصل الحديثة طردت الجن بعيداً، ولم تعد الأنوار الكاشفة توفر الظروف المؤاتية لظهورهم» ويستدرك «الأفضل عدم الحديث عنهم تجنباً لشرورهم».
عبدالحميد جواد لا يخشى الجن بل الإنسان الذي يسخره لأعمال شيطانية «الجنّي نفسه بات يشكو من عدم قدرة الرجوع لعالمه، بسبب إمساك شخص ما بعنقه».
حبيب جاسم له رأي مغاير، فهو يؤمن بوجود الجن، لكنه لا يخشى رؤيتهم «مع مرور الوقت اعتدت مشاهدتهم، لا خوف يذكر من وجودهم حولك».
حكاية تقض المضاجع
حكايات الجان شكلت في قديم الزمان هاجساً حقيقياً لأجدادنا خاصة البحّارة منهم، يوم كان السواد يغلب على حياة الناس، إذ لا نور سوى ضوء القمر، ويوم كان الخروج من البيت منتصف الليل مغامرة لا يقبل عليها إلا بطل مقدام.
والسؤال هل يخشى شباب اليوم الجن والعفاريت؟ ماذا لو وجد الشاب نفسه وحيداً في مكان مظلم دون أنيس؟ هل يسعفه الآيفون والجالكسي في إزالة الخوف من قلبه؟ أم يشعر بالرهبة من مارد ضخم المنكبين عريض الصدر يتفوق عليها طولاً وقوة؟.
يعترف جهاد أحمد أنه يخشى حكايات الجن والعفاريت، ويتحاشى الخوض فيها، ويترك أي مجلس بمجرّد فتح حكاية الجان، ويرجع خوفه إلى حقيقة أن الجن موجودين بنص القرآن الكريم، ويمكن ظهورهم بأي مكان وفي أية لحظة.
ويضيف «تظلّ هناك طبعاً شروط لظهور الجن، لم تعد متوفرة، بسبب انتشار الكهرباء، وندرة الأماكن المعتمة»، لكن ذلك لا ينفي إمكان ظهورهم فجأة حسب رأيه «حتى لو لم يظهروا فإن هناك من يسخّرهم لأعمال شيطانية تضر الآخرين، والحل أن تتحاشى الحديث عنهم».
يمسك بتلابيب جني
ويسخر عبدالحميد جواد من الخوف من الجن «الناس أدعى بالخوف من شياطينهم وليس الجان» ويضيف «نعلم أن الجن واضحون ونتصور أنهم قادرون على الإضرار بنا لذلك نتحاشاهم، لكن كيف لا نخشى إنساناً وهو يملك مقدرة عجيبة على التلوّن؟».
ويرى جواد أن الإنسان جدير أن نخشاه «حكايات نسمعها عن الجن وأذيتهم للناس، لكنها لا تصل في شدّتها لحكايات الإنسان المؤلمة، المليئة بالشر والأنانية وسوء الظن».
ويعتقد أن الجن لا يتعرضون للناس إلا إذا استحضرهم شخص لا دين ولا خلق له «لو تأملنا الحكايات المروية عن أثر الجن السيئ في حياة الناس، لوجدنا أن العنصر البشري واضح فيها».
ويقول «هناك حكايات كثيرة يعترف فيها الجن بحضورهم بناء على طلب شخص ما ولتحقيق غاية معينة»، ويضيف والابتسامة تعلو شفتيه «الجنّي نفسه يشكو من عدم قدرته الرجوع لعالمه، بسبب إمساك شخص ما بعنقه».
لا مشكلة لدي مع الجن
حبيب جاسم يحمل رأياً مغايراً، فهو لا يخشى الجن، نظراً لاعتياده رؤيتهم «كانت لدى جدي مزرعة كبيرة لا يصلها الضوء، وبحكم اعتيادي الذهاب معه إليها ليلاً لم أعد أخشى الجن».
لا يزعم حبيب أن ما كان يشاهده بالظلام كان جنياً «ربما كان وهماً صوّرته لي الوحشة والظلام، لكن جدي يؤكد أنه كان يرى الجن شخصياً، وفي إحدى المرات وجد نخلة ضخمت تسقط بالقرب منه»، ويضيف «بالنتيجة بت لا أخشى حكايات الجن ولا حتى ظهورهم أمامي».&