كتب - عادل محسن:«مادة بيضاء» في رأس الطفل عبد الرحمن تحول دون دخوله حياة كتلك التي يعيشها أقرانه، إذ لا نطق ولا مشي أو حبو، منذ ولادته قبل عام ونصف، هناك فقط أم بات جل حلمها أن تسمع صوت ابنها وتراه يلعب، وأب موقن أن حياة ابنه رهن مبلغ مال لا يملك منه شيئاً.«الوطن» زارت منزل الطفل، بدعوة من ذويه، بين الجدران هنا تستطيع سماع المأساة بوضوح، لكنك تستطيع رؤية الأمل في عيني والدي عبد الرحمن بوضوح أكبر، رغم مساحة الحزن والخوف على فلذة الكبد، إذ تقول الأم «فرحت كثيراً بولادة عبد الرحمن»، تصمت للحظة، «سأفرح أكثر عندما يلعب ويتكلم(..) باتشر أصرخ عليه بس يا ولد ترى سندرتني وعورت راسي».كان الأب يعيش اللحظة في كل مرة تتحدث فيها الأم عن «ابنها المعافى»، فجرفه الحلم مرة ليقول «خله يلعب» قبل أن يتمتم بكلام غير مفهوم وشى بعودته لواقع أن «عبد الرحمن ما زال عاجزاً عن الكلام والحركة». «عدم جدية مجمع السلمانية في التعامل مع الحالة» لم يكن في دائرة اهتمام الأهل، وإن ذكر في عارض الحديث، لكن ما يعنيهم حقاً الآن «أياد بيضاء تساعدهم على علاج ابنهم في الخارج، فلربما صرخت الأم يوماً «بس يا ولد».تقول أم عبدالرحمن «فرحتي كانت لا توصف بولادتي لابني عبدالرحمن ولكن القدر حتم ألا تكتمل الفرحة حين فوجئت أن طفلي الرضيع لديه تشوه والتصاق في رأسه، وحين أجريت له الفحوصات والأشعة وجد الطبيب أنه يجب إجراء عملية جراحية بأسرع وقت ممكن قبل أن يتم عامه الأول وفضل إجراءها في الخارج، وبما أن خوفي على طفلي من إجراء العملية ولخطورة شق الرأس ذهبت به إلى أحد مستشفيات الرياض وهناك أيضاً أجريت له فحوصات من جديد وبعد ظهور النتائج أخبرني بوجود مادة بيضاء في الرأس وتم أخذ عينه منها وأرسلت للخارج، والآن بلغ عمر طفلي عبدالرحمن سنة ونصف ومن الصعب أن يتحمل أي إنسان ألا يرى طفله ينمو بشكل طبيعي كسائر الأطفال، لذا نناشد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء صاحب الأيادي البيضاء بالنظر في ما نمر به من حالة نفسية سيئة».وتضيف: إن التقارير الطبية تؤكد حالة ابني، وقد تم فحصه في المركز الصحي وحُول للسلمانية للكشف على رأسه من قبل طبيب المخ والأعصاب، لكن مواعيده في السلمانية بعيدة جداً، وإذا أدخل للطبيب يتم إدخال مرضى آخرين في الوقت نفسه، ويتم الكشف في أقل من عشر دقائق وكل ذلك دون جدوى، وتم فحصه في المستشفى العسكري ونصحونا بعلاج عبدالرحمن بالخارج وإجراء العملية.أما والد الطفل فيتساءل عن مصير ابنه في حال لم يحصل على العلاج الصحيح في الوقت المناسب، خصوصاً أن طفلاً قريباً من العائلة تلقى العلاج للمشكلة نفسها، وذلك بتوجيه من رئيس الوزراء بعد أن كتبت صحيفة «الوطن» عن حالة الابن الذي يعاني المشكلة نفسها، وانتهت بفضل من الله بعد نشر قصته وعلاجه بالخارج.