يعتبر مسجد الجزار من أكبر المساجد شمال فلسطين على الإطلاق، لحجمه والفن المعماري الإسلامي الذي يبرز معالمه، مما جعله قبلة المسلمين من مدينة عكا وقضائها، وتحفة سياحية نادرة، يؤمّه السائحون ليتمتعوا بجمال وعظمة هذا البناء، ونوعية الكتابة الفاخرة لمختلف الآيات القرآنية التي تحيط بالقسم العلوي من الجدران. سمي المسجد بهذا الاسم نسبة إلى الوالي أحمد باشا الجزار، وهو مسلم متدين وعسكري، ولد في البوسنة. وفي عام 1776 أصبح حاكم عكا واعتبرها عاصمة له، وحصّنها بالأسوار، وبنى فيها أكبر مركز تجاري سمي باسمه، وشرع بإقامة المسجد الكبير المعروف باسمه «مسجد الجزار» والمدرسة الأحمدية، وأمر قبل وفاته بدفنه بجانب مسجده.
يرتكز الجامع إلى 4 زوايا، يبلغ البعد بين كل اثنتين 17 متراً بما فيها الأروقة الجانبية، ويتخلل كل واجهة 7 نوافذ، يبلغ عرض النافذة الواحدة 32 سم وارتفاعها 204 سم، وسُمك جدارها 112 سم، وفوق النوافذ شريط كتابي بارز الحروف من الرخام الأبيض، وقد طلي ما بين الحروف والكلمات باللون الأزرق، فأكسبها روعة وجمالاً. وتتميز قبة المسجد بانها كروية الشكل يبلغ قطرها 10 أمتار، تكسوها ألواح من الرصاص من الخارج لمنع تسرّب الرطوبة إليها، أما المئذنة فتقع في الركن الشمالي الغربي من الجامع. ولذلك فهو تحفة أثرية وفنية نادرة الوجود، يعتز بها كل عربي ومسلم.