كتبت ـ عايدة البلوشي:
«بين الموظف ومديره في البحرين حرب بادرة لا يفهمها إلا من يتقن لغة الحروب» تقول مريم عبدالله، ويشاركها الرأي سلمان راشد «ما يربط الموظف ومديره علاقة أوامر ونواهٍ لا غير». محمد سلطان تربطه بمديره في العمل علاقة حميمة لأنه «زوج أختي»، وتجد إيمان راشد في علاقتها بمديرها المباشر «علاقة محبة وإخوة وتقدير».
فاطمة صالح ترى الأمور من منظور مختلف «بعض المدراء لا يفضل إقامة علاقات صداقة مع موظفيه خارج نطاق العمل الرسمي»، والسبب على حد وصفها «شعور المدير بفارق التفكير والسلم الوظيفي بينه وبين مرؤوسيه».
أوامر ونواهٍ
«مع الأسف العلاقة بين الموظف والمدير تقوم على لغة الأوامر والنواهي» يقول سلمان راشد الموظف بالقطاع الحكومي ويضيف «رغم أن الموظف يقضي أكثر يومه بالعمل بين زملائه، نجد أن العلاقة بين المدير وموظفيه غالباً ما تقوم على الأدوار فقط».
ويشرح حقيقة العلاقة القائمة بين الطرفين «المدير يؤدي دوره في إصدار الأوامر وما على الموظف سوى التنفيذ» ويصف هذه الحالة «علاقة أوامر ونواهٍ فقط».
صديق خارج الدوام الرسمي
يرتبط محمد سلطان على الصعيد الشخصي بعلاقة حميمة وخاصة مع مديره بالعمل لأنه «زوج أختي»، ويتابع «علاقتنا كانت قائمة على المحبة والتقدير قبل ارتباطه بأختي، وهو الآن مديري في العمل وأعامله على هذا الأساس، وصديق وأخ خارج الدوام».
علاقة محبة وتقدير
إيمان راشد موظفة بالقطاع الخاص، تعمل بإحدى الشركات منذ 5 سنوات تقريباً، وتعتبر الشركة بيتها الثاني «تعلمت أموراً كثيرة تتعلق بالعمل وبواقع الحياة، وتربطني بزملائي ومديري ورئيس القسم علاقة أخوة ومحبة وتقدير».
وتضيف «كل منا يسأل عن الآخر ويشاركه أفراحه وأحزانه خاصة في المناسبات الاجتماعية»، وتصف جوهر العلاقة «نخرج من إطار العمل إلى دائرة الأسرة الواحدة».
إيمان تكن لمديرها بالعمل كل التقدير والاحترام وتعمل معه منذ قرابة 5 سنوات، وهو بدوره يشارك الموظفين أفراحهم وأحزانهم «في كثير من الأحيان يسأل عن أمورنا الخاصة في صيغة مأدبة ومحترمة ويرغب دائماً في مساعدتنا».
الحـــرب الباردة
مريم عبدالله لها رأي مختلف «ليس كل مدير يستحق أن يحمل هذا المسمى، أحياناً يكون الشخص في المكان غير الصحيح نتيجة عوامل الواسطة وغيرها».
وتتابع «في أحيان كثيرة يكون المدير مجرد مسمى وظيفي في الهيكل الإداري، ولا يعلم ما يحدث في إدارته، وهذا النوع من المدراء يدعى المدير السلبي».
وتقول إيمان إن لا علاقة للمدير السلبي بالموظفين سواء في موقع العمل أو خارجه، ويلقون المسؤولية على الرئيس «الأسوأ تكون أحياناً بين الموظف والمدير حرب بادرة لا يفهمها إلا من يتقن لغة الحروب، رغم ما يدور بينهم من كلام معسول».
أرقى أنواع العلاقات
وترى فاطمة صالح العلاقة بين المدير والموظف أرقى أنواع العلاقات خاصة خارج نطاق العمل «حينها لا يكون مديراً بل صديقاً أو أخاً».
وترفض فاطمة تعميم هذه الحالة الإيجابية على كافة المدراء ومرؤوسيهم «لا نجد علاقة الصداقة بين المدير والموظف خارج الدوام الرسمي، وكثير منهم لا يفضلها لأسباب». وتسرد قائمة أسباب تحول بين المدير وصداقة مرؤوسه بالعمل «يرفض المدير أن يكون موظفه صديقاً له خارج العمل على اعتباره أعلى منه درجة في السلم الوظيفي، ما يتنافى مع موقعه ومكانته المجتمعية، وأحياناً لا يحب المدير أن يكون الموظف صديقاً له بسبب فجوة التفكير وفارق السن بينهم، وخشيتهم أن تنعكس الأريحية بالتعامل خارج الدوام الرسمي على علاقات العمل داخل المؤسسة».
ولا تجد فاطمة في هذه الأسباب مانعاً لإقامة علاقة صداقة بين المدير والموظف قوامها التقدير والاحترام.
ويشاركها الرأي إبراهيم أحمد الموظف بالقطاع الخاص «كلما كانت العلاقة بين الموظفين وزملائهم أو بين الموظفين والمدير طيبة، كلما كان الإنتاج أفضل».
ويواصل «العلاقة يجب ألا تتقيد في دائرة العمل، خاصة أن الموظف يقضي مع زملائه أكثر من 8 ساعات، بالتالي هم أفراد أسرته الثانية». على الصعيد الشخصي مدير إبراهيم بالعمل هو والده «علاقتنا أصبحت أقوى ما جعلنا على تواصل دائم مع بعضنا البعض».
ومن المواقف الطريفة في بداية العمل كان إبراهيم ينادي مديره بـ»يبه»، إلى أن تعود أنه المدير وعامله على هذا الأساس «والدي حريص دوماً على أن يُكوّن مع موظفيه أسرة واحدة في العمل وخارجه».