كتب – فهد بوشعر:
وصل عصر يوم أمس الخميس وتحديداً في تمام الساعة 3:40 دقيقة المنتخب الأخضر السعودي إلى فندق كراون بلازا في منطقة المنامة وهو مقر سكن المنتخب السعودي الرسمي المشارك في بطولة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين حيث وصل المنتخب متأخراً عن الموعد المحدد لوصوله بساعة وعشر دقائق حيث كان من المقرر أن يصل في تمام الساعة 2:30 ظهراً عن طريق منفذ جسر الملك فهد قادماً من معسكره الداخلي في المنطقة الشرقية وتحديداً في مدينة الدمام حيث عسكر المنتخب السعودي هناك بعد الانتهاء من بطولة غرب آسيا الأخيرة التي أقيمت في دولة الكويت في ديسمبر من العام الماضي 2012 داخلياً بطريقة اختلفت عن بقية المنتخبات المشاركة في البطولة بحيث لم يشتمل المعسكر الذي خاضه المنتخب السعودي على أية مباريات ودية واكتفى فيه الهولندي ريكارد بالتدريبات البدنية والتركيز على الفنيات والتكتيك.
ومن جانب آخر، جدير بالذكر أن الكرة السعودية تمر بمرحلة انتقالية تعتمد على الإحلال والتجديد لتكوين منتخب للمستقبل، وفي الوقت ذاته الاستعداد للمشاركات المقبلة من خلال تحقيق الانسجام بين اللاعبين بالاعتماد على طريقة لعب منظمة تعطي المنتخب السعودي هوية يمكنه من خلالها التنافس بقوة في المستقبل وكذلك إعطاء اللاعبين فرصة لإثبات المستويات التي قدموها مع أنديتهم»، مؤكداً أنه «يسعى للاستفادة من دورة الخليج في اكتشاف عناصر صاعدة»، وشدد «على ثقته في قدرة المنتخب السعودي على المنافسة على لقب البطولة».
يسعى المنتخب السعودي لكرة القدم بكل ما أوتي من قوة لتحقيق لقب بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين في مملكة البحرين في الفترة من 5 إلى 18 يناير الجاري لتعويض جماهيره عن إخفاق الخروج من الدور الثالث لتصفيات كأس العالم 2014 في البرازيل.
ويلعب «الأخضر» السعودي في «خليجي 21» في المجموعة الثانية التي تضم منتخبات العراق والكويت حامل اللقب واليمن حيث يسعى المنتخب السعودي لتعويض الخروج المبكر من بطولة غرب آسيا في الكويت الشهر الماضي، على الرغم من خوض البطولة بالمنتخب الرديف، بعدما فضل اتحاد الكرة السعودي اللعب بالمنتخب الأولمبي مع بعض عناصر الخبرة أمثال أسامة هوساوي وأحمد الفريدي وبدر الخميس.
ويأمل المنتخب السعودي أن يتجاوز 9 سنوات عجاف عانى فيها من الغياب عن اللقب الخليجي الذي دخل وسجل في سجلاته آخر مرة حيث يتطلع الأخضر للقب الرابع بعد أن عانده الحظ النسختين الماضيتين بعد أن خسرت الكرة السعودية في نهائي «خليجي 19» في مسقط أمام عمان صفر-1، وتكرر المشهد في نهائي «خليجي 20» في عدن بخسارتها أمام الكويت بالنتيجة ذاتها.
وعلى الرغم من الرغبة الجامحة للإنجاز وعطش المنتخب السعودي لتحقيق اللقب الرابع إلا أنه يعتبر أقل المنتخبات المشاركة في دورة الخليج المقبلة استعداداً، إذ فضل مدربه الهولندي ريكارد الاكتفاء بالتدريبات اليومية فقط من دون خوض أي لقاء ودي إعدادي قبل انطلاقة البطولة بعكس المنتخبات الأخرى المشاركة بالبطولة التي أقرت برامج إعدادية قوية تم خلالها خوض بعض المباريات الودية، الجماهير السعودية هي الأكثر قلقاً من ضعف الإعداد لهذه البطولة التي تظل في نظر الكثيرين لها أهمية ووقع خاص، فالمخاوف زادت بسبب الوضع السيئ الذي تعيشه الكرة السعودية في الأعوام الأخيرة، ما جعل المنتخب يتراجع كثيراً في التصنيف الدولي حتى وصل للمركز 126 عالمياً، وهو مركز متأخر لا يليق به، وتأمل الجماهير أن يظهر «الأخضر» بمستوى يخالف التوقعات التي سبقت وصوله للمنامة، خصوصاً أنه سيحظى بمؤازرتها لقرب البحرين من المنطقة الشرقية، فهل يكون استعداد المنتخب المتواضع هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، وأن يقدم الجيل الحالي كأس البطولة هدية للجماهير السعودية التي سئمت من تعدد الانكسارات في العديد من البطولات الدولية والإقليمية في الأعوام الأخيرة.
وقد عسكر المنتخب السعودي في المنطقة الشرقية وتحديداً في الدمام القريبة من البحرين استعداداً للبطولة الخليجية، ولم يتضمن برنامجه خوض أي مباراة ودية كما فعلت المنتخبات الأخرى حيث شارك في المعسكر 28 لاعباً هم منصور الحربي ومعتز الموسى وتيسير الجاسم ومصطفى بصاص وكامل الموسى وعيسى المحياني وسلطان البيشي وسلمان الفرج وياسر القحطاني وياسر الشهراني وخالد شراحيلي وسالم الدوسري وسعود كريري وأسامه المولد وفهد المولد وأحمد عسيري وبدر النخلي وحسين المقهوي وعبد الله العويشير ووليد عبد الله وناصر الشمراني وأحمد عطيف وإبراهيم غالب ومحمد السهلاوي وخالد الزيلعي ويحيى الشهري وأسامة هوساوي.
وخلت القائمة من اسم مهاجم الاتفاق يوسف السالم الذي استبعد في بداية معسكر الدمام بعد تعرضه لإصابة، كذلك الحال بالنسبة لظهير أيمن النصر خالد الغامدي الذي سيغيب للسبب ذاته.
عودة القحطاني للمنتخب
وأثار استدعاء المدرب الهولندي فرانك رايكارد لمهاجم الهلال ياسر القحطاني الذي تراجع عن قرار اعتزال اللعب الدولي بعد تلقيه مكالمة هاتفية من المدرب عاصفة من الجدل بين النقاد والرياضيين، إلا أن رايكارد أصر على اختياره بحجة أن المنتخب السعودي بحاجة لعدد من لاعبي الخبرة معلى شاكلة ونسق ياسر القحطاني.
الاعتماد على الشباب أمرٌ أساسي
ويعتمد الهولندي ريكارد المدير الفني للأخضر السعودي كثيراً على حماس اللاعبين الشبان وتطلعاتهم لإثبات وجودهم وجدارتهم بارتداء شعار المنتخب الأخضر السعودي، وهذا ما انعكس بشكل واضح على اختياراته التي طغت عليها أسماء اللاعبين صغار السن أمثال يحيى الشهري ومصطفى بصاص وسلطان البيشي وسلمان الفرج وإبراهيم غالب ومنصور الحربي ومعتز الموسى الذي لم تتجاوز أعمارهم 24 سنة.
المنتخــب الســعودي وحالة من عدم التوازن
وجدير بالذكر أن المنتخب السعودي أو الكرة السعودية إن صح التعبير تعيش حالة من عدم التوازن وعدم الاستقرار في النتائج خصوصاً بعد خسارة نهائي كأس آسيا 2007 أمام المنتخب العراقي والمنتخب السعودي، حتى إنه أضاع حلم التأهل لكأس العالم للمرة الخامسة بالخروج المبكر وغير المتوقع من الدور الثالث.
وعلى رغم الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها رايكارد منذ إخفاقه في تصفيات المونديال، فإنه تمكن من تنفيذ برنامج إعدادي طويل للبطولة الخليجية، وقد واجه خلال تحضيراته منتخبات كبرى مثل إسبانيا والكونغو الديمقراطية والأرجنتين، وشارك بالمنتخب الرديف ببطولة غرب آسيا تحت قيادة المدرب السعودي خالد القروني.
وعلى الرغم من النتائج غير المقبولة من بعض الجماهير السعودية التي اعتادت على الإنجازات والمنافسة الكبيرة من رجال الأخضر في السنوات الماضية إلا أن الجمهور السعودي عدا مرتاحاً ومطمئناً على وجود جيل واعد يمكنه كتابة فصل جديد من الإنجازات واستعادة بريق «الأخضر» على الصعيدين القاري والعالمي، إذ يكفى الكرة السعودية أنها مثلت العرب في 4 بطولات لكأس العالم على التوالي بين 1994 و2006.
استأنف المنتخب السعودي أول تدريباته في البحرين مساء يوم أمس على الملاعب الخارجية للاتحاد البحريني لكرة القدم الواقعة خلف مبنى الاتحاد البحريني وتحديداً في الرفاع تلك الرقعة الجغرافية التي يقع فيها إستاد البحرين الوطني الملعب الرئيس لبطولة كأس الخليج العربي والذي سيحتضن منافسات المجموعة الأولى في البطولة والتي تضم كلاً من البحرين صاحب الأرض والجمهور وقطر والإمارات وعمان، فيما سيلعب المنتخب السعودي والكويت والعراق واليمن ضمن المجموعة الثانية على ملعب مدينة خليفة الرياضية في مدينة عيسى.
وليد عبدالله متفائلون ومستعدون للقب الخليج
أكد وليد عبدالله حارس المنتخب السعودي على أن جميع الأمور بالنسبة للمنتخب السعودي تعتبر طيبة للغاية والمعنويات مرتفعة بالنسبة لمنتسبي المنتخب والجهازين الفني والإداري حيث شدد على جاهزية الأخضر السعودي للبطولة والمنافسة على اللقب والعودة لمنصات الذهب بعد انقطاع. وتمنى وليد عبدالله بأن يقدم المنتخب السعودي الحالي مستويات تليق باسم الكرة السعودية كمنتخب صاحب بطولات وإنجازات متمنياً تحقيق اللقب وعودته لخزائن الأخضر.
وحول توقعاته لمن سيكون المنتخب الأبرز للظفر بلقب البطولة فقد أكد وليد بأن جميع المنتخبات مؤهلة للفوز باللقب
الأمور طيبة فالكل جاهز للبطولة وجميع المنتخبات تزخر بالعناصر التي تساعد على تقديم أفضل المستويات، وبعيداً عن العواطف والتمنيات حول البطل قال وليد عبدالله بأنه إن لم يكن البطل هو الأخضر السعودي فكل التوفيق لكل الدول الخليجية المشاركة.