كتب - حسن خالد:
هل سألنا أنفسنا قبلاً، كيف بإمكان الشعب الياباني، هذا الشعب الذي كان لا يفقه بشيء اسمه كرة قدم، أن يصل ويجعل من نفسه ملكاً على قارة آسيا ؟ كيف لهذا الشعب الذي كان أبرز اهتماماته تطوير الحياة التقنية لأن يصل وبكل بجاحة ليهزم منتخبات فازت بكأس العالم الآن ؟ كفرنسا مؤخراً!
الأساليب المشروعة في كرة القدم لبناء أمة كروية مجيدة كثيرة، ولعلها انتشرت انتشار النار في الهشيم عند أول تجربة جريئة قام بها اليابانيون لخلق بذرات حب للعبة كرة القدم عندما أُنتج مسلسل الكابتن تسوباسا بمنتصف الثمانينات، حيث حوت المانجا “القصة الكرتونية” على قصة البطل تسوباسا اوزورا “Tsubasa Ozora” والذي يحلم أن يكون اللاعب رقم واحد في العالم، حيث لم تخلو سلسة كابتن تسوباسا (شأنها أي مسلسل آخر) من الخيال الياباني الواسع، حيث ستجد الكثير من الضربات القوية جداً، والحركات البهلوانية المستحيلة في تسجيل الأهداف والتي في بعض من الأحيان تمزق شباك المرمى، ومع الشعبية التي حققها الكابتن تسوباسا في اليابان، أيضاً حصل على نفس الشعبية في دول أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط.
هذا الإلهام الذي زرعه اليابانيون في أبنائهم كان له الدافع الأكبر في تكوين لوحة تطبيق ما كان يشاهد حول التلفاز من قبل الأطفال الذي كان الكابتن تسوباسا “الكابتن ماجد بالعربية” الملهم الأكبر لهم كما كان لنجم تشيلسي حالياً فرناندو توريس الذي أعلن مسبقاً بأن هذا المسلسل هو الذي أعطاه شعله المضي نحو لعبة كرة القدم، كما هو الحال لناكامورا نجم سيلتيك السابق، فتلك الشعلة هي التي صنعت مجداً في عالم المستديرة بالنسبة لليابانيين، بوسيلة ذكية جداً أصابت رحم تلك الحاجة التي كانت يحتاجها أولئك القوم في تكوين إمبراطورية أخرى و لكن في عالم كرة القدم.
وبخلاف تلك الوسيلة، فإننا كشعوب عالم ثالث نملك أبسط الأفكار التي تجعل من أمتنا أمة كروية ناجحة، ومن هذا الباب تأتي عدة أدوار حتى تكون قد أنصفت ذلك الجيل الصغير من المجتمع، فالمؤسسات الشبابية بإمكانها أن تخلق دورياً للصغار “الفئة دون 14 سنة”، وتجعلهم بأجواء البطولات العالمية تماماً، بحيث تغطى تلك البطولة إعلامياً وبشكل يرقى بذلك الاهتمام، ويكون جهاز الفريق الذي سيلعب مبارياته متكوناً من مدرب الفريق ومساعده بمثل الفئة العمرية، وكذلك المدقق التكتيكي والمدرب البدني، وحتى إن لم يكونوا يفقهون بهذا حقاً، ولكن تلك التجربة ستكتشف ذلك الشخص في داخلهم الذي يود أن تتفجر طاقاته في عالم كرة القدم، سواء بمهنة حراسة المرمى أم باسمه كلاعب أو كمدرب مساعد ومدرب بدني حتى، ذلك المشروع سيخلق جيلاً شاباً واعداً لربما يصنع أمجاداً لانزال على أحلام معها.