كتبت ـ شيخة العسم:
يُضيع البحريني 10 % من حياته بزحام الطرقات.. ولكن كيف؟ بالورقة والقلم يقضي المواطن 6 مشاوير يومية جيئة وذهاباً، وباحتساب 20 دقيقة أو أكثر للمشوار الواحد -حسب الزحمة- المجموع ساعتان إلى ساعتين ونصف، أي 10 % من إجمالي 24 ساعة.
وحتى لا نتهم بالمغالاة تصوّر حياة رب أسرة تتكون من زوجة وطفلين، وكم يحتاج من مشاوير يومية بشكل تقديري؟ يوصل أطفاله للمدرسة ثم يذهب لعمله، يعود ظهراً مصطحباً أطفاله للمنزل، ثم يرجع لعمله ويعود عصراً، تلك 4 مشاوير كلها بأوقات الذروة صباحاً وظهراً، باقي المشاوير وزعها كما تشاء.
الولادة بالزحمة
أم خالد تعسّرت ولادتها بسبب زحمة الطرقات «كنت في حالة ولادة عندما اتصلت بزوجي ليأخذني للمستشفى، تأخر كثيراً في الوصول إلى المنزل بسبب الزحمة المرورية»، وتضيف «لم يصل البيت إلا بعد نصف ساعة».
لسوء حظ أم خالد صادف ذهابها إلى مستشفى السلمانية انصراف الموظفين من أعمالهم ظهراً والزحمة بأوجها «المستشفى بعيد جداً عن المنزل ومع الزحمة تضاعفت المسافة، واستغرق وصولنا نحو 25 دقيقة، كدت أفقد جنيني بالزحمة الخانقة».
إبراهيم خليل يكره الخروج من المنزل بسبب الزحمة «الانتظار يغيظني كثيراً، والزحمة في جميع مناطق البحرين باتت غير معقولة، ومن الممكن أن تقضي ساعة كاملة عند عودتك من العمل».
ويوافقه الرأي عبدالله حسن «لا أحب الذهاب لمكان وأعرف أن الطريق إليه مزدحم مثل المناسبات الوطنية أو المهرجانات أو الحفلات الغنائية فهذا يزعجني كثيراً»، ويتابع «أبنائي يلحون علي، أترك زوجتي تأخذهم حتى لا أُعصب وألعن الساعة التي خرجت فيها من المنزل».
سمية جلال تضطر للوقوف في الزحمة يومياً «أذهب لأجلب ابنتي من المدرسة وأنتظر كثيراً، ولا نصل البيت قبل الثالثة» وتضيف «الحالة لم تعد تطاق».
وتقول سمية «بعد تمديد دوام طلبة الثانوية حتى الثانية والربع، ورغم أن منزلي بعيد عن المدرسة أصل قبل جرس الانصراف بـ10 دقائق، وهذا يستلزم الخروج من المنزل قبل 45 دقيقة على الأقل» وتتابع «في طريق العودة نقضي ساعة كاملة والله المستعان».
مشكلة الموظف أكبر
لا يغفل جابر محمد عن جهود الحكومة في حل الأزمة المرورية «هناك الكثير من الجسور والتقاطعات الجديدة وتوسعة العديد من الشوارع، إلا أن حركة السير في كثير من المناطق مازالت بطيئة والزحمة المرورية خانقة وعلى أشدها» ويضيف «الأدهى أن تجد من هم قربك من الشباب يفتحون النافذة، يرفعون صوت المسجل عالياً، ما يجعلنا متوترين ومتضايقين أكثر».
منى عادل موظفة في إحدى الوزارات بالمنامة «بسبب الزحمة المرورية أضطر للاستيقاظ قبل السادسة صباحاً وأبكر في خروجي ثلث ساعة مع ذلك أصل متأخرة دوماً».
تنتظر منى أكثر من نصف ساعة في مقر عملها تفادياً لزحمة السير «يوم الخميس تكون الزحمة أضعاف الأيام العادية، الموظفون ينهون دوامهم وتعطل المدارس والجامعات والكل يريد الخروج من المنزل، والسيارات مرصوصة بالشوارع رصاً».
ضاع حفل الزفاف
فوزية إسماعيل دائمة التأخر عن المواعيد لزيارة صديقة أو الخروج برحلة «السبب الزحمة»، وفاتتها عدة مناسبات ولحظات مهمة بسبب ازدحام الشوارع «تأخرت عن حفل زفاف صديقتي فاطمة ولم أستطع أن أحضر لحظة دخولها مع زوجها في الحفل».
كانت الحفلة ليلة الجمعة في أحد الفنادق بالمنطقة الدبلوماسية «كونها عطلة والمنطقة بعز زحامها والسيارات كانت متراكبة فوق بعضها البعض لم أستطع الوصول في اللحظة المناسبة، زعلت مني صديقتي، في النهاية تفهمت الموضوع».
صالح يوسف يغضب من تجاوز بعض السيارات لمسارها وخاصة عند الزحمة «هي خطرة جداً، جميعنا نقف في الزحمة، ولا يحق للآخرين تجاوز من يقف في الصف» ويتابع «بعض السائقين يحشر سيارته بصف السيارات حشراً ويزيد الأمور تعقيداً».
يتمنى صالح أن يتواجد رجال المرور أمام المدارس وفي الأماكن المزدحمة كافة «حتى لا يجرؤ أحد على التجاوز وأن تكون الحركة المرورية أكثر انضباطاً».