على الرغم من ازدهار الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، سيبقى للتلفزيون مكانة رئيسية في المعرض السنوي للإلكترونيات الاستهلاكية الذي سينطلق الأسبوع المقبل في لاس فيغاس (غرب الولايات المتحدة) من 8-11 يناير.
ونظراً إلى الاهتمام المتجدد بقطاع أجهزة التلفزيون والذي غذته شائعات حول إطلاق شركة «آبل» تلفزيوناً خاصاً بها معروفاً بـ»آي تي في» أو حول إطلاق شركة «إنتل» لتصنيع الرقاقات خدمة عبر الإنترنت، يتعين على العاملين في هذا القطاع تصميم أجهزة تلفزيون تتمتع باتصال أكبر بشبكة الإنترنت وبتصميم أفضل ودقة عالية جداً. وقد نشرت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية وهي المصنع الأول لأجهزة التلفزيون في العالم رسالة على مدونتها الإلكترونية وعدت فيها بإطلاق «جهاز تلفزيون جديد وغير مسبوق» وأرفقتها بصورة أثارت التكهنات حول إمكانية أن تكون شاشته شفافة أو مستطيلة وعمودية الشكل، خلافاً للشاشات الأفقية الرائجة حالياً. أما شركة «أل جي إلكترونيكس» وهي المصنع الثاني لأجهزة التلفزيون في العالم فستعرض شاشات من الجيل الجديد تعمل بتقنية الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء، علماً أنها فتحت هذا الأسبوع باب الطلبات الخاصة بهذا التلفزيون. وبالتالي، باتت «أل جي» المصنع الأول في العالم الذي يسوق هذه التكنولوجيا التي تعد أكثر اقتصاداً للطاقة من البلورات السائلة (أل سي دي) والبلازما.
لكن معرض الإلكترونيات الاستهلاكية سيخصص الحصة الكبرى لشاشات أخرى أي شاشات الأجهزة المحمولة التي تكتسب شعبية متزايدة ولإكسسواراتها. وتشكل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية اليوم محركاً قوياً للنمو في هذا القطاع، ويتوقع المعرض أن تتخطى المبيعات هذه السنة 350 مليون وحدة في الولايات المتحدة وحدها.
وتشير دانييل ليفيتاس وهي محللة في شركة «آي دي سي» للأبحاث إلى «تغير كبير» في القطاع. وتشرح أن «التغير الذي شهدناه في السنوات الأخيرة طال وسائل التكنولوجيا المحمولة المناقضة لوسائل الترفيه المنزلي. وهذا التغير يستمر في التسارع».
ومن مؤشرات هذا التغير أن رئيس شركة «كوالكوم» المصنعة لرقاقات الأجهزة المحمولة سيلقي الخطاب الافتتاحي في المعرض هذه السنة، بعدما كان هذا الدور منوطاً بشركة «مايكروسوفت» في السنوات الأخيرة. لكن الشركة العملاقة قلصت إلى أدنى حد مشاركتها في المعرض هذه السنة وقررت عدم إقامة كشك للعرض فيه.
إلا أن غيابها لن يمنع المعرض من تسجيل رقم قياسي جديد من حيث المساحات المحجوزة أي حوالي 174 ألف متر مربع مقابل 173 ألفاً السنة الماضية، بحسب ما يقول المنظمون الذي يتوقعون أن يكون عدد الزائرين مشابهاً للعدد المسجل السنة الماضية أي حوالي 156 ألف شخص.
وسيكون مصنعو السيارات من بين المشاركين في المعرض البالغ عددهم 3 آلاف تقريباً. وسيخصص المعرض أيضاً مساحات للتطبيقات الخاصة بمجال الصحة واللياقة البدنية وللتكنولوجيات المراعية للبيئة والمنتجات الموجهة إلى عامة الشعب، من التجهيزات المنزلية إلى منتجات الموضة.