صدر مؤخراً كتاب جديد للباحث في التطوير الشخصي والإداري وحيد مهدي بعنوان «مهمتك لا تقبل الفشل»، ويواصل مهدي في مؤلفه ما بدأه في كُتبه السابقة مثل «أسلحتك الطبيعية لتدافع عن مستقبلك»، و«الخطوة الأولى»، وهو أن النجاح في الحياة يتطلب العمل والاجتهاد، ويوضّح أيسر الخطوات للسير على هذا النهج.
ويصرّ الكاتب على دمج قصص النجـــــاح المصيريـــة بالنمـــــــاذج والخطوات العملية الغربية ليقدّم لنا توليفة جديدة ودسمة.
وينقسم الكتاب إلى 3 فصول، في الفصل الأول نتعرّف على 3 أشكال للفشل مع النفس أولها احتقار الذات وفي هذا الشكل نتعرف أكثر على أحمد المسلماني الإعلامي الشهير الذي استطاع أن يتجاهل أشياء كثيرة، ويتجرأ على تقديم برنامجه اليومي ليصبح في غضون فترة ليست بالطويلة علامة من علامات الإعلام المصري، كما نتعرف على الدوافع المؤدية إلى أن يحتقر الإنسان نفسه، وكيف نعكس هذا الاحتقار، ونرفع من درجة احترامنا لأنفسنا.
ويتعرض الكاتب في الشكل الثاني لقضيـــة التشـــاؤم ويبيــن مـــــدى خطورتها، ويستعين بمقولة الكاتب الإبداعي ستيف شاندلر «ينظر المجتمع للمتشائم على أنه إنسان واقعي، وعندما يصادقون شخصاً اعتاد التفاؤل فإنهم يهزؤون به».
ويعرض كيف نجح أصحاب البشرة السمراء في أمريكا ـ الذين كانوا حتى الخمسينات ممنوعاً عليهم ممارسة الحياة الطبيعية مثل البِيض - في تخطّي حاجز التشاؤم الذي كانت تنذر به كل الشواهد، حتى خرج مارتن لوثر كينج ليقول «عندي حلم، فالتفّ وراءه الجميــــع، وتحــــول الحلم إلى حقيقة، ولم يحصلوا على بعض حقوقهم فقط، ولكن سريعاً جاء اليوم الذي أصبح رئيس الولايات المتحدة واحداً منهم، ثم نتعرف على دواعي التشاؤم».
ويمرّ بنا وحيد مهدي في الشكل الثالث على مشكلة التوتّر ويبين خطورته، ولا ينسى عرض قسط وافر من الحكايات والأقوال المأثورة.
وفي الفصل الثاني نجد أنفسنا أمام 3 صفات للفاشلين البداية مع الكسل، وكيف نتعامل معه بمهارة قبل أن يتمكّن منا، والصفة الثانية هي الفوضى، وهنا نُفاجأ بمعرفة معلومات جديــــدة عــــن الكاتــــب المصري د.أحمد خالد توفيق، وكيف استطاع تنظيم حياته ليُنتج هذا الكمّ الهائل من الكتابات المتنوعة في أدب الرعب وغيره، مع نجاحه الدراسي والمهني كطبيب وأستاذ جامعي، وما السبيل الذي يجعلنا نسير على نهجه، وننظّم حياتنا كي لا نكون مثل الناس الذين يقول عنهم دون ماركيز «لا يعرف أغلب الناس ما يريدونه، لكنهم على استعداد لفعل أي شيء في سبيل الحصول عليه».
وفي الصفة الثالثة يحدثنا مهدي عن الانطواء والعزلة، ضارباً مثَلاً مضاداً لها بالداعية الشاب عمرو خالد، ويبيّن لك كيف تتخلّص من الخجل المرضي.
ومع الفصل الأخير من الكتاب يحاول الكاتب أن يتجاوز بنا عوامل الفشل في الحياة المهنية، ويبيّن لنا طريقاً مجرباً في كيفية عرض أنفسنا على الآخرين، وأيضاً كيف نعرض مشروعنا ونسوّق له.
وطريق ثانٍ في مهارة التعامل مع الزملاء، قبل أن تتحول ساعات وجودنا في العمل إلى جحيم.
وفي الطريق الثالث يحذّرك من شبح طردك من الوظيفة، في وسط عالم مزدحم بالأشخاص المتشابهين في المؤهلات والخبرات، وما هي مؤشرات إنذارك بالطرد، وكيف تحافظ على وظيفتك وتترقى فيها؟.
يقع الكتاب في 216 صفحة من القطع المتوسط.