ولى الزمن عندما كان حرير مدينة ليون الفرنسية الأكثر مبيعاً في فرنسا لكن رغم تراجعه المتواصل في القــرن العشريـن فإن هذا النسيج المقصب يستمــــــر بفضـــــل سوق السلع الفاخرة ومهـــــارات فرنسيــة بحتة.
وتوضح ايزابيل فيلير التي تشرف على مشاريع في منظمة «يونيتكس» المهنية للنسيج لوكالة فرانس برس «حرير ليون ومنطقة آلب-رون (جنوب شرق فرنسا) في وضع جيد وتتم معالجة 170 طناً من خيوط الحرير سنوياً أنها سلسلة متكاملة مع مهن عدة تراوح بين جدل الحرير وتحسين مزاياه».
وتضم منطقة رون-آلب حوالي أربعين شركة تعنى بمجال الحرير وتوظف أكثر من 16 ألف شخص. وهي تعمل خصوصاً لقطاع المنتجات الفاخرة في الملابس والأثاث.
وتضيف فيلير «أنها قطاعات صغيرة فاخرة موجهة بنسب 80% إلى التصدير».
وصناعة الحرير في ليون ثاني مدن فرنسا ليست مجرد تقليد بل إنها رسمت معالم المدينة وصولاً إلى شققها ومراكز النسيج الشهيرة المعروفة باسم «كانوت» البالغ ارتفاعها أربعة أمتار التي كانت تضم أنواع الحياكة التي تشغل باليد في حي كروا-روس.
وكلمة «كانوت» تشير أيضاً إلى النساجين الذين اختفوا تقريباً. لكن يبقى البعض منه وترقى مهاراتهم إلى أكبر حرفيي الفن.
هـــــذه المهــــــارات الفريدة عرفت شركة «تاشيناري وشاتيل» التي أسست العام 1680 (مجموعــــــــة لولييفر) كيف تحافظ عليها من خلال إقامة مشغـل في حي كروا-روس يضم ثمانية أنوال.
هنا تعمل النساجة فيرجيني البالغة 30 عاماً فتضغط على دواسات وتمرر الخيوط في الحلقات المعدنية وتمرر المكوك، وهو عمل يتطلب صبراً طويلاً إذ لا تحيك أكثر من 10 سنتمترات يوماً.
وتوضح الشابة «إني أحضر طلبية مقاعد صغيرة قابلة للثني لقصر فرساي» مشددة على أنها «فخورة جداً» بممارسة هذه المهنة غير الرائجة.
تنتج تاشيناري وشاتيل أقمشة تزين متاحف وقصوراً كثيرة ومن بين زبائنها الكبار قصر الاليزيه والبيت الأبيض....
وتنتج هذه الشركة للسلع الفاخرة التي بلغ رقم أعمالها أربعة ملايين يورو في 2011 أكثر من 95% من أقمشتها في مصنع في بانيسيير في منطقة لوار (وسط).
ويوضح باتريك لولييفر رئيس مجلس إدارة مجموعة لولييفر لوكالة فرانس برس «غالبية الأقمشة تنتج بواسطة معدات أوتوماتيكية ونستعين بالنول اليدوي لمنتجات استثنائية عندما نستخدم مثلاً الخيوط المقصبة الذهبية أو الفضية التي لا يمكننا تمريرها إلا باليد».