حاوره - وليد عبدالله:
أكد مدافع منتخبنا والمحرق سابقاً عدنان ضيف أن دورات كأس الخليج تعتبر أكبر من أن تكون دورة كروية، مؤكداً أن المعاني التي تحملها دورات الخليج تركزت على تطوير الرياضة الخليجية من جانب والتوطيد العلاقات الاجتماعية بين الأسر الرياضية والاجتماعية الخليجية من جانب آخر، مضيفاً أن حضور القيادات الرياضية في دورات الخليج السابقة والحالية أكسبها اهتماماً خاصاً وتميزت بخصوصيتها التي اعتبرها البعض “كأس عالم” مصغره، حسب رأيه. وأضاف أن الزخم الإعلامي الذي رافق الدورات بين حجم الاهتمام بهذه البطولة الخليجية التي كانت ولاتزال أساساً في تطوّر الكرة الخليجية.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرته “الوطن الرياضي” معه، واستعرضت خلاله مسيرته الكروية والأجواء التي عاشها وشاهدها في دورات كأس الخليج.
اهتمام كبير في البطولة
وقال ضيف: “دورات كأس الخليج كانت ولاتزال لها طعم خاص في دول المنطقة، فالبطولة كما وصفها البعض كأس عالم مصغرة، وهي أكبر من أن تكون دورة كروية عادية. فمعانيها كبيرة خاصة وأنها اللبنة الأولى والنواة الأساسية في الاهتمام بالرياضة الخليجية ولاسيما الكرة الخليجية من جهة وتوطيد العلاقات الرياضية والاجتماعية من جهة أخرى. فالدورة ستظل رمزاً حياً للبطولات المهمة على المستوى الخليجي، التي نطالب باستمراريتها وعدم التفكير بصورة أو بأخرى في إلغائها. فقد كانت الأسر الخليجية في السابق تنتظر وبشغف انطلاق البطولة”.
الزخم الإعلامي
وأضاف: “ومع تزايد الزخم الإعلامي فإن الاهتمام بالبطولة قد تزايد، وأصبح يشكل عرساً رياضياً خليجياً تفخر الدول الخليجية بإقامته ودائماً ما تكون سباقة في إبرازه بالصورة المتميزة. وقد ساهم الإعلام بشكل فعال في التعريف بالكرة الخليجية ليس على مستوى الأوساط الآسيوية فحسب، وإنما على المستوى العالمي”.
حضور مهم للقيادات الرياضية
وواصل ضيف حديثه قائلاً: “وكان حضور القيادات الرياضية في الدورات السابقة كالشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والشهيد فهد الأحمد الصباح والأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد آل سعود، داعماً أساسياً في نجاح البطولات. فقد كان حضور هذا الثلاثي المهم على مستوى البطولات السابقة يعتبر رصيداً مهماً لدعم تلك الدورات، بوفاة الشهيد والأمير الراحل طيب الله ثراهما قد خسرت الدورة ضلعين من الأضلاع الثلاثة التي شكلت الدعم الكبير لنجاحها. والحضور القوي الذي كان يمثله الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة في البطولات، أعطى الدورة أهمية في تأريخ سجلاتها وذكرياتها ومنافساتها القوية. فالشيخ عيسى بن راشد لا يعد شخصية عادية فحسب، وإنما يعتبر فاكهة دورات كأس الخليج”.
الحماس والعلاقة الأخوية
وقال ضيف: “وكنا نعيش نحن كلاعبين أجواء ومنافسات الدورات بحماس وندية المواجهات من جهة، وكنا كذلك نعيش لحظاتها الجميلة في الالتقاء بإخواننا اللاعبين من المنتخبات الخليجية الأخرى. فقد كنا نستمتع باللحظات التي تجمعنا معهم، وكنا معهم كذلك في الندية والحماس التي تفرزها منافسات الدورات”.
شاركت في أربع دورات
وفي سؤال “الوطن الرياضي” عن عدد الدورات التي شارك فيها، أجاب قائلاً: “شارك في 4 دورات، السادسة، السابعة، الثامنة والتاسعة. وقد تم استعبادي عن المشاركة في الدورة العاشرة بسبب عدم اقتناع المدرب ماسلو بإمكاناتي كلاعب. فقد كنت أمني النفس في أن أختم مشواري الكروي بالمشاركة في البطولة العاشرة، إلا أن قرار المدرب ماسلو حرمني من ذلك”.
مسيرته الكروية
وأما بالنسبة لمسيرته الكروية مع المحرق والمنتخب، قال: “انضممت لنادي المحرق وتحديداً في فريق الناشئين في عام 1973، والفضل يعود لشخص يدعى فرج الذي دعاني مع عدد من اللاعبين منهم سعيد مذكور عادل العنايشة وعيسى خميس للانضمام للنادي. تدرجت حتى وصلت لفئة الشباب بالنادي، وتم اختياري لمنتخب الشباب للمشاركة في بطولة آسيوية بالنيبال. بعدها عدت لأكون مع الفريق الأول بالنادي. وقد كانت أولى مشاركتي مع المحرق بقيادة المدرب خليفة الزياني في مباراة الفريق أمام البحرين بعد إصابة المدافع محمد سلطان “بحرين”. بعدها تم استدعائي للمنتخب في عام 81 الذي كان يقوده المدرب سباستياو الذي كان له الفضل في إعطائي الفرصة لأكون ضمن المنتخب الوطني، وقد اعتزلت كرة القدم عام 95”. وأضاف: “ولا أنسى فضل المدربين الوطنيين أحمد بن سالمين، سلمان شريدة وخليفة الزياني الذين أعطوني الفرصة لأكون في الفريق الأول بالنادي”.
إنجازاته مع الفريق والمنتخب
وأوضح ضيف أنه حقق العديد من الإنجازات مع الفريق كبطل للدوري ومسابقة كأس جلالة الملك المفدى، وثاني الخليج في بطولة الأندية الخليجية عام 89، والمركز الأول في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس آسيا، والمركز الثاني في دورة الخليج السادسة والمركز الثاني في بطولة كأس العرب في الطائف عام 85.
الاستقرار الفني مهم
وقال ضيف: “ما شهدته عبر مشاركتي المنتخب الوطني، أن الكرة البحرينية لديها استقرار إداري جيد إلا أنها تعاني من عدم وجود الاستقرار الفني. فدائماً ما نستعجل في اتخاذ القرارات في مسألة الاستغناء عن مدرب المنتخب بسبب النتائج، دون العمل بخطة واضحة وبعيدة المدى. فالاستعجال في تحقيق النتائج لا يتكون ثماره في أغلب الأحيان إيجابية بل تكون عكسية. فيجب العمل بخطة واضحة وبعيدة المدى وعدم ارتباط المدربين بنتائج في بطولات معينة، ويجب إعطاء الفرصة للمدربين للعمل بصورة أفضل مما لمسناها في السابق كلاعبين وفي الآونة الأخيرة. ويجب العمل على بناء منتخب جديد يخدم الكرة البحرينية في السنوات القادمة”.
الإصــرار علــى الفــوز بكــأس خليجي 21
وأكد المدافع الدولي السابق عدنان ضيف أن منتخبنا اليوم وصل مرحلة جيدة من الجاهزية التي يستطيع من خلالها المنافسة على تحقيق لقب كأس خليجي 21، مضيفاً أنه يجب على لاعبي المنتخب أن يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الإصرار على تحقيق الكأس الخليجية الغالية، مشيراً إلى أن تحقيق الكأس يعتبر رد دين للقيادة الرشيدة المتمثلة بصاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين، على وقفتهم الصادقة مع المنتخب طيلة الفترات الماضية والحالية.
الجماهير لا تحتاج إلى الدعوة
وختم ضيف اللقاء قائلاً: “جماهيرنا البحرينية لا تحتاج لدعوة من أجل مؤازرة المنتخب، فهي تعي تماماً المسؤولية الوطنية في دعم المنتخب والوقفة إلى جانبه في هذه المشاركة المهمة التي تسهم في إعطاء اللاعبين الثقة والدفعة المعنوية من أجل تحقيق الهدف المهم في هذه المشاركة بمعانقة الكأس الخليجية الغالية. فمؤازرة المنتخب واجب وطني يجب على الجميع من كبير وصغير تحقيقه على أرض الواقع في خليجي 21 وفي الاستحقاقات القادمة”.