حاوره- وليد عبدالله:عندما تتحدث عن الإعلام الرياضي في مملكة البحرين والخليج وحتى الإعلام العربي يمر في الأذهان اسمه وتاريخه الصحافي والإعلامي المميز في المجال الرياضي ولاسيما في لعبة كرة القدم. لم يكن إعلامياً عادياً بل ساهم وبشكل كبير في النهوض بالإعلام الرياضي المحلي والخليجي، وكان حضوره مميزاً على المستوى العربي. بدأ كلاعب في النادي العربي بمنطقة الحورة “النجمة حالياً” في الستينات وتحديداً كحارس مرمى في فريق الدرجة الثانية بالنادي ومن ثم وصل ليكون حارساً احتياطياً في الفريق الأول. بعدها اتجه للمجال التدريبي مساعداً للمدرب الوطني القدير محمد عبدالملك الذي رشحه لخلافته كمدرب للفريق الأول فيما بعد ونجح في الحصول على شهادة “ الفيفا “ في التدريب بعد اجتيازه دورة تدريبية في طهران لمدة ثلاثة أشهر تحت إشراف الفيفا وبقيادة المدرب الألماني الشهير ديتمار كرامر وكان ذلك في عام 1973. وفي الموسم 1974 -1975 نجح في تحقيق لقب بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم وهي البطولة الثانية للفريق بعد البطولة الأولى التي حققها المدرب محمد عبدالملك في موسم 1970-1971. من الأسماء التي يعتز ضيفنا بتدريبها اللاعبون فؤاد بوشقر، محمد الزياني، المرحوم بدر ناصر، فيصل سند، محمد بوقيس، محمد الأنصاري، الحارس فاروق محمد صالح، خليل الزياني، حمد نايم، عبدالرحمن سيار وجاسم الذوادي. كما كلفه اتحاد كرة القدم للإشراف على تدريب المنتخب مع المدرب المصري ممدوح خفاجه في مباراة ليفربول الودية في البحرين.اتجه للعمل في المجال الإعلامي وبدأ حياته كصحافي في صحيفة صدى الأسبوع ومن ثم انتقل للعمل في مجلة المواقف، بعدها عمل في عام 76 في صحيفة أخبار الخليج منذ انطلاقتها كمحرر في القسم الرياضي الذي يترأسه الإعلامي المخضرم ماجد العرادي، بعدها عمل مراسلاً لصحيفة الخليج الإماراتية. ثم انتقل بعدها للعمل في صحيفة الأيام منذ التأسيس وكان من المؤسسين للقسم الرياضي الذي تولى رئاسته، حتى انتقل للعمل في صحيفة الوقت وقد أسس خلالها القسم الرياضي. وكان أول مذيع يقدم النشرة الرياضية في قناة البحرين الفضائية وشارك في العديد من إعداد وتقديم البرامج الرياضية في إذاعة وتلفزيون البحرين. ويتولى حالياً منصب بمدير إدارة الإعلام والتوثيق في اللجنة الأولمبية البحرينية.هو الإعلامي البحريني المخضرم محمد لوري الذي التقت به “الوطن الرياضي” وأجرت معه هذا الحوار، الذي استعرضت من خلاله أهم المحطات في مسيرته الإعلامية والرياضية وتحديداً في دورات كأس الخليج.مولدي الإعلامي في خليجي 1وفي سؤال “الوطن الرياضي” حول مسيرته الإعلامية في دورات الخليج، أجاب لوري قائلاً: “دائماً ما أعتز بدورات كأس الخليج، حيث كانت الدورات انطلاقتي الحقيقية للمجال الإعلامي. فقد كان مولدي الإعلامي يصادف انطلاق أول دورة عام 1970 في البحرين. بعدها شاركت في الدورة الثانية وحتى السادسة ولم أشارك في السابعة لظروف عملي في البنك. وشاركت بعدها في الدورة الثامنة 86 في البحرين ومنعتني ظروف العمل كذلك من المشاركة في الدورة التاسعة والعاشرة. بعدها شاركت في الدورة 11 بقطر والدورة 12 و13 و14 ولم أتمكن من المشاركة في دورتي 15 16، وكان آخر مشاركاتي في دورات كأس الخليج في خليجي 17 بقطر والذي كنت أعتز بها كذلك، خصوصاً وأنها مسك ختام مشاركاتي في الدورة من جهة، وتم تكريمي مع رفيق الدرب الزميل ماجد سلطان في هذه الدورة من قبل اللجنة المنظمة م. وقد كنت متابعاً للدورات التي لم أكن أتواجد فيها”.المهمة صعبة!وأضاف: “وكانت مهمتنا صعبة في نقل الحدث في بدايات الدورة، من حيث عدم وجود الوسائل كالفاكس وأجهزة الحاسوب والإنترنت التي تساعد الصحافيين والإعلاميين على نقل الحدث بصورة يومية كما هو الحال اليوم فكنا في الدورات الثانية والثالثة كإعلاميين نقوم بتجميع مواد الدورة ونرسلها مسافرين سيعودون إلى أرض الوطن ونقوم بالاتصال ببعض الزملاء العاملين في بعض الصحف والمجلات للتواصل معهم لتزويدنا ببعض اللقطات وأحياناً نضطر لشراء بعض اللقطات من المصورين. وكانت بداية تغطيتنا لأحداث الدورة بصورة يومية في الدورة الرابعة عام 76 التي أقيمت في دولة قطر، السبب يعود لظهور صحيفة أخبار الخليج اليومية. وكنا نتبع نفس الطريقة والأسلوب في إرسال المواد والصور”.الانطلاقة الحقيقيةوواصل لوري حديثه قائلاً: “وقد كانت الدورة الرابعة تمثل الانطلاقة الحقيقية للإعلام الخليجي في دورات كأس الخليج. حيث شهدت الدورة صدور ملاحق صحافية لعدد من الوفود المشاركة إضافةً إلى النشرة الرسمية للدورة و التي كانت تصدر عن وكالة أنباء قطر تحت مسمى “ الدورة “ عدد خاص يسمى بـ”الدورة”، وقد شاركت وزميلي الإعلامي راشد شريدة في تحريرها وكادت هذه الثورة الإعلامية أن تتسبب في تعطيل الدورة لولا تدخل العقلاء”.النقلة النوعيةوأوضح لوري أنه توافر في الثمانينات الأجهزة كالفاكس التي ساعدت الصحافيين والإعلاميين على إرسال المواد. وقد كانت النقلة النوعية في الإعلام لمنافسات الدورة في خليجي 12 التي أقيمت في أبوظبي عام 1994 بدخول القنوات الفضائية الرياضية على الخط ويومها كانت شبكة الأوربت في الطليعة. بعده تصاعدت وتيرة التنافس بين القنوات الفضائية الرياضية للظفر بالنقل الحصري وزاد اهتمام القنوات الرياضية بالاستديوهات التحليلية بدخول قنوات متخصصة كالجزيرة الرياضية وأبوظبي الرياضية ودبي الرياضية وقناة الدوري والكأس القطرية، أصبح هناك تنافس إعلامي قوي. وشهدت دورة خليجي 20 في اليمن صراعاً قوياً على حقوق النقل والملاحق الرياضية الخليجية والتسابق في نقل الأخبار، إلى درجة أننا لمسنا أن المنافسة الإعلامية كانت أشرس من المنافسة الفنية داخل أرضية الملعب”. وأضاف: “وينصب النقل الحصري وحقوق النقل التلفزيوني في صالح الدورة، حيث أعطاها زخماً واهتماماً إعلامياً، ولكن ذلك الأمر يعتبر سلاحاً ذا حدين. فالسلاح الأول أنه يسهم في در الأموال على البلد المستضيف على جميع الأصعدة. والسلاح الآخر يتمثل في أسلوب تعامل القنوات والصحف الخليجية مع الأخبار ونقل الحدث، فهناك من يبحث عن الإثارة بقصد الإثارة وهذا مضر بالعمل الإعلامي، وقد تسببت في أحيان كثيرة بحرب بين قيادات رياضية خليجية. والآخر يبحث عن الإثارة بمهنية صحيحة وهذا الأفضل من الناحية الإعلامية، فيجب على الإعلامي عندما يطرح مشكلة أو ينتقد أن يطرح الحلول”.الكويت رائدة إعلامياً ورياضياًوقال: “كان أول نقل تلفزيوني عبر تلفزيون دولة الكويت في الدورة الثالثة 74 بالكويت. وكانت دولة الكويت الدولة الخليجية الرائدة في مجال الإعلام والنقل التلفزيوني الخليجي من جهة، ومن التخطيط الرياضي السليم من جهة أخرى. فقد بدأت الكويت بعد الاستقلال بوضع الخطط والبرامج السليمة في النهوض بالرياضة عبر دمج الأندية وبناء أندية شبه نموذجية وجلب خبرات تدريبية من الدول الأجنبية، لذلك فإن الكويت نجحت في التفوق على حصد معظم ألقاب دورات الخليج”. وأضاف: “وللكويت ميزة قوية في التعامل مع الضغط الإعلامي واستخدامه كسلاح إيجابي بالنسبة للمنتخب. فلا تستبعد أن يحقق الكويت لقب خليجي 21، فقد نجح في التعامل مع الإعلام والتهيئة الصحيحة للاعبين في 4 مناسبات خليجي 8، 13، 14 و20”.البحريـــــن فــــــال سعــــــد للكويتيين!!ونوّه لوري أن الكويتيين يعتقدون دائماً أن مملكة البحرين فال سعد على منتخبهم، خصوصاً وأنهم حققوا لقب الكأس الخليجية 3 مرات في البحرين وتحديداً في الأولى والثامنة والـ14، موضحاً أن المنتخب الكويتي لن يكون في خليجي 21 لقمة سائغة رغم تراجع المستوى الفني الذي يعيشه.فضلها تكاملي!وبالنسبة لرأيه عن استمرارية دورات الخليج من عدمها، أشار لوري إلى أن دورة الخليج تعتبر من الدورات العربية القليلة التي لاتزال مستمرة، موضحاً أن استمرارها دليلاً كبيراً على نجاحها. وقال: “أصبحت الدورة الآن مصدراً حقيقياً للمردود المادي للدولة المنظمة بعد أن كانت تتحمل الدولة المنظمة في البدايات عبئاً مالياً كبيراً في التنظيم والاستضافة، والدليل على ذلك خليجي 20 في اليمن الذي تعدى مبلغ حقوق النقل فقط 20 مليون دولار. وهذا الأمر يعد أحد الأمور المهمة اليوم لاستمرارها. كما وإن استمرار الدورة مهماً للقيمة التي تحملها، فقد ساهمت بشكل فعّال في النهوض بالرياضة الخليجية وأوصلت الكرة الخليجية لنهائيات كأس العالم. علاوة على أن الدورة وطدت العلاقات الاجتماعية بين الأسرة الخليجية الواحدة، وكانت سباقة في هذا الشأن قبل انطلاق مجلس التعاون الخليجي بـ11 عاماً. فدورة الخليج لها معان كبيرة وإسهامات جمة في التطور الرياضي والاجتماعي وحتى السياسي بين دول المنطقة. وأتوقع أن يكون لدورات كأس الخليج لكرة القدم مردودات مستقبلية كبيرة على الاقتصاد الوطني”.المؤثرون في دورات الخليجوفيما يخص الشخصيات المؤثرة في دورات الخليج، قال: “إذا ما تحدثنا عن هذا الجانب يجب أن نذكر الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير الداخلية الأسبق ورئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم سابقاً والأمير خالد الفيصل آل سعود اللذين أطلقا فكرة إقامة الدورة، ولا ننسى أن نذكر المرحوم سيف بن جبر المسلم الذي اعتبره هرم الرياضة البحرينية لإسهاماته الجليلة في النهوض بالرياضة البحرينية. إلى جانب معالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي لقب بـ”فاكهة دورات الخليج”، والمرحوم جميل الجشي وعبدالله حمزة، ومن السعودية الأمير الراحل فيصل بن فهد آل سعود والأمير فهد بن سلطان آل سعود، ومن الكويت الشهيد فهد الأحمد الصباح وعبدالعزيز المخلد ومن قطر عبدالعزيز بوزوير وسلطان بن خالد السويدي”.حائطية النادي هي البداية!وفي سؤال “الوطن الرياضي” عن سبب دخوله مجال الصحافة والإعلام، أجاب قائلاً: “كان السبب وراء دخول المجال اهتمامي الصحافي عبر قيامي بإعداد مجلة حائطية أسبوعية في النادي العربي أسميتها “الدوري في أسبوع” أتناول خلالها مباريات الأسبوع وأبرز الأحداث الكروية، وكان يساعدني في تصميمها صديقي لاعب النادي محمد القطان، وكنت أعلقها أسبوعياً في النادي. الأمر الذي شد انتباه المدرب الوطني والإعلامي محمد عبدالملك الذي شجعني على العمل في صحيفة صدى الأسبوع ومن هناك بدأت مشواري الصحافي كعمل إضافي إلى جانب عملي في البنك، وبعد ذلك تفرغت للصحافة في جريدة الأيام وكنت أول بحريني يتفرغ للعمل الصحافي الرياضي بعد التقاعد من عملي الرسمي من البنك حيث إن بقية الزملاء كانوا يعملون في الصحافة الرياضية إضافةً إلى عملهم الرسمي إلى أن جاء الوقت ليتفرغ عدد منهم للعمل الصحافي”. التهيئة مطلوبة!وبالنسبة لتطلعاته للمنتخب الوطني في خليجي 21، أوضح لوري أن التهيئة النفسية والابتعاد عن الضغط الإعلامي مهم لجميع اللاعبين، مضيفاً أن دورات الخليج تعتمد على التحضير النفسي إلى جانب الاستعداد الفني. وأكد أن حظوظ المنتخب متساوية في هذه الدورة وأن لديه الفرصة في تحقيق اللقب بشرط أن يتم التركيز على التهيئة المعنوية والنفسية والاستفادة من الدروس الماضية التي ضيعنا خلالها فرصاً ذهبية سواء لتحقيق اللقب الخليجي أو للتأهل إلى نهائيات كأس العالم!”.كلمة أخيرةوختم لوري اللقاء قائلاً: “كنت أتمنى أن تتم الاستفادة من خبرات الإعلاميين المخضرمين الذين ما يزالون يقدمون عطاءهم الإعلامي في الساحة المحلية والخليجية لدعم اللجان العاملة ودعم المنتخب الوطني عن قرب”، مؤكداً أن غياب هؤلاء الإعلاميين عن لجان البطولة لن يثنيهم عن أداء دورهم الوطني تجاه المنتخب البحريني الذي نتمنى جميعاً أن يوفق في هذه البطولة ويحقق حلم كل البحرينيين.