كتبت ـ شيخة العسم:
«جمعية النقود»، ثلة معارف أو أصدقاء أو زملاء عمل يتفقون على جمع مبلغ مالي محدد من كل مشترك، ويتناوبون في الحصول على المبلغ الإجمالي بداية كل شهر، ويستمر الأعضاء بدفع التزاماتهم الشهرية حتى استلام آخر شخص نصيبه بالجمعية.
البعض يستخدم المبلغ للزواج أو تأثيث منزل أو شراء سيارة جديدة، وآخرون لقضاء شهر العسل، أو للتداوي من مرض طارئ، وفريق ثانٍ يفضل أن يستقطع من راتبه مبلغاً محدداً من المال يخبئه عن أحد أفراد الأسرة، تجنباً لـ»دوخة» الجمعيات.
هرباً من البنوك
حسن محمد اشترك بجمعية لهدف واحد «تجنباً لفوائد ربوية تفرضها البنوك»، ويضيف حسن «حتى القروض الإسلامية تستقطع نسبة مرابحة.. الجمعية أفضل».
يشترط حسن لدخول أية جمعية أن تكون محل ثقة تامة «شكلت مع إخوتي وأبناء عمومتي جمعية يرأسها عمي، بهذا نجنب أنفسنا القروض ونشترك بمبالغ شهرية كبيرة تصل لثلاثمئة دينار».
فاطمة علي تزوجت ولم تستطع الإنجاب، «كلفة العلاج باهظة، ولأني أحلم أن أكون أماً كباقي المتزوجات اشتركت بجمعية بمبلغ 100 دينار، واتفقت مع المسؤولة عن الجمعية أن أكون أول من يستلم، واستخدمت المبلغ في العلاج والتداوي، كلفتني العملية أكثر من ألف دينار» وتضيف «الحمد لله أنا حامل الآن والجنين بحالة مستقرة».
شهر عسل مؤجل
سارة حمد تقول «بسبب تراكم القروض على زوجي اضطررنا للاشتراك بجمعية مدتها سنتان تقريباً، كانت مضمونة مئة بالمئة لدى أم أحمد». كانت سارة تحلم بالسفر إلى ماليزيا «لكثرة ما سمعته عنها، ولأني وزوجي لم نسافر لقضاء شهر العسل بالخارج»، اشتركت سارة بجمعية بمبلغ 50 دينار ولمدة سنتين و4 أشهر «أخيراً حققت حلمي وسافرت إلى ماليزيا».
أم إبراهيم اضطرت لدخول جمعية مع ابنها بسهمين «حتى نتمكن من تجميع مبلغ لزواجه، فهو راغب بالزواج ولا يريد أن يراكم على نفسه القروض في بداية حياته».
حصلت أم إبراهيم وابنها على مبلغ 2000 دينار «إضافة إلى ما جمعناه منذ فترة طويلة وبمساعدة والده زوجناه» وتضيف «تسديد المبلغ مستمر حتى أبريل المقبل».
أم علي تشترك دوماً في جمعيات ما بين 20 و30 ديناراً «أحصل في النهاية ما بين 200 و300 دينار، استخدم المبلغ تارة في استبدال غرفة النوم أو الجلسة أو كراسي الصالة أو شراء تلفزيون جديد».
وترى أم علي في الجمعية طريقة جيدة «أشارك عادة بسهم بسيط ولفترة قصيرة.. لا يستدعي الأمر تخوفاً من إمكانية سداد الالتزام مستقبلاً» وتواصل «في إحدى المرات طلبت مني ابنتي أن أعطيها 200 دينار ـ قيمة الجمعية لشراء حقيبة «ماركة» لتتباهى بها أمام صديقاتها، وعلى مضض منحتها المبلغ».
لا ضمانات
بالمقابل تواجه أم محمد -المسؤولة عن جمع المبالغ من المشتركين- مشاكل جمة «هناك من يتأخر عن دفع المستحقات، ما يضطرني إلى الإلحاح عليه دوماً حتى أكمل المبلغ للمستحق الآخر».
وتسرد معاناتها الشهرية مع الجمعية «البعض ينسحب من الجمعية في فترة متأخرة، تضطرني لإعادة جدولة المبلغ وعدد الأشخاص المستحقين» وتضيف أم محمد «الأمانة حمل ثقيل، أشعر بالخوف من إمكانية سرقة المبلغ أو ضياعه».
أمينة صالح سمعت قصصاً كثيرة عن أناس تعرضوا للنصب والخديعة بالجمعيات «شخصياً أفضل استقطاع مبلغ 100 دينار من راتبي شهرياً أضعه عند والدتي، حتى لا اضطر لاستخدامه، وأحياناً أحتاج المبلغ المدخر» وتتابع «أمي تلح علي شهرياً لأعطيها الـ100 دينار لأنها تدرك مدى إسرافي، أحياناً أعطيها خمسين ديناراً فقط».