يمثل كتاب «إطلالات على النظريات اللسانية والدلالية في النصف الثاني من القرن العشرين»، عملاً عربياً رائداً، وأداة علمية بيد الباحثين وعامة المثقفين، ويسد ثغرة في المكتبة العربية لأنها تفتقد -عكس الألسنة الحية الأخرى- مختارات معربة من أهم النظريات اللسانية، وإمكانية رسم صورة ثابتة لمجال معرفي تميز بكثرة النظريات وتنوعها وتحرك الحدود الفاصلة بين الاختصاصات وتداخلها.
يأتي المؤلّف ضمن سلسلة وضعتها مؤسسة بيت الحكمة في تونس، ويشتمل على 28 نصاً أصلياً بالفرنسية والإنجليزية بعضها مأخوذ من مصنفات مشهورة ومتوفرة، وبعضها من كتب ودوريات يعسر على الباحث العربي الوصول إليها بلغتها الأصلية فضلاً عن تعريبها، مثلما يصعب على المؤسّسات الحصول على إذن بترجمتها، ولهذا استغرق إنجاز ترجمتها وإخراجها أكثر من ست سنوات.
اختيرت النصوص على مبدأين متضامنين، أولها أهمية التيارات المؤثرة في علوم اللغة على الصعيد العالمي، وهي بحسب اجتهاد المشرف عزالدين المجدوب البنيوية والتوليدية والتداولية والبحث المعجمي المحوسب، وثانيها مدى اتصال هذه المدارس بالتراث النحوي واللغوي العربي، لذلك فإن هذه «المفضليات» مختارات معربة من النظريات اللسانية والدلالية بعيون عربية.
وشملت المنتخبات المعربة على مقدمة عامة قدّم فيها المجدوب التحولات الأساسية في النصف الثاني من القرن العشرين، وفهرساً اصطلاحياً ثلاثيّ اللسان «عربي، فرنسي، إنجليزي».