كتب ـ جعفر الديري:
يقف أحمد مع صديقه على زاوية شارع، يتحدثان عن صديقهما المشترك سمير، وما جمعهما معاً من ذكريات جميلة لا تنسى، يقول أحمد لصديقه إنه يشم رائحة سمير ويحس بوجوده.
لم يجد الصديق فرصة حتى ليقول إن سمير ليس موجوداً في البحرين أصلاً، قبل أن يخرج سمير من زاوية المنزل ويتعانق الثلاثة بحرارة، يذهل الصديق ويظن أن في الأمر مكيدة.
عباس يحكي قصة مشابهة مع صديقه بالجامعة «استعرت كراسته وأضعتها، وعندما أخبرته لم يبدِ أي اهتمام» ويتابع عباس والحيرة تملؤه «بعد قليل جاءني وقال ستجد الكراسة غداً».
يضيف عباس «في الليل حلمت بمكان الكراسة وعندما استيقظت وجدتها بالمكان ذاته» ويواصل «عندما أخبرت صديقي بالحادثة الغريبة لم يهتم، قابلني بابتسامة ظننته يسخر مني».
هؤلاء أشخاص يمكن أن تلتقي بهم عرضاً، في الشارع أو السوق أو المدرسة والجامعة، يتنبأون بالمستقبل وليسوا بسحرة، ويمكن أن نطلق عليهم اصطلاحاً «أهل الحدس».
الحاسة السابعة
أحمد شاب في الثلاثين من عمره، رب أسرة ولديه أبناء، يعمل بالقطاع الخاص، إنسان طيب محبوب من زملائه وأصدقائه، يرغب كثيرون بصحبته، لكن آخرين ينفرون منه، والسبب أنه يتوقع حدوث أمور كثيرة، وتحدث فعلاً.
في إحدى المرّات كان أحمد يقف بزاوية أحد البيوت يتحدث مع صديق، فشكا له شوقه لسمير صديقهما المشترك، واستذكرا مواقف جميلة حلوة عاشوها معاً، تلفت أحمد ناحية الشارع وقال إنه يشعر بوجود سيمر بالجوار ويشم رائحته، ولم يجد الصديق فرصة ليقول إن صديقهما ليس في البحرين حتى، عندما ظهر سمير فجأة من زاوية الشارع وتعانق الثلاثة بحرارة، وظن الصديق أن في الأمر مكيدة.
يروي الصديق حادثة مشابهة «في إحدى المرات أعددت نفسي للذهاب للصيد مع شلّة من الأصدقاء، نصحني أحمد بعدم الذهاب، وأخبرني أنني سأصاب بالدوار وتسقط نظارتي في البحر»، سخر الصديق من كلام أحمد «ليست المرة الأولى التي أذهب فيها للبحر، أنا معتاد على أمواجه».
ما توقعه أحمد حدث بالفعل يقول الصديق «ظللت طوال الطريق دائخاً، وعندما أحسست برغبة في إفراغ ما في جوفي أنزلت رأسي بطريقة عفوية فسقطت نظارتي بالبحر».
شيء لا يُصدّق
زهرة تتوجس خيفة من أمور كثيرة، وتحدث فعلاً، تقول صديقتها «قابلت زهرة في الجامعة في أحد الأيام، وجدتها على غير حالها، متوترة وحزينة، عندما استفسرت منها عن الموضوع، أخبرتني أنها تشعر منذ الصباح أنها ستفقد عزيزاً، طمأنتها بكلمات تقليدية ولم تعرني انتباهاً».
وتضيف «لم تمض سوى ساعات حتى وصلني خبر موت والدها».
وتروي صديقة زهرة تفاصيل أخرى غريبة عن حاسة صديقتها النادرة «في إحدى المرّات كنت قلقة جداً من نتيجة مادة أعاني ضعفاً فيها، شكوت الأمر لزهرة استهزأت بي وضحكت، وعندما شاهدت ضيقي من سلوكها، ابتسمت ابتسامتها الساحرة وأخبرتني أن أحوز بالمادة الدرجة B» وتواصل «حدث ما توقعت فعلاً، كان الموضوع أشبه بالحلم».
حلم غريب
عباس صادفته حادثة غريبة مع زميله بالجامعة «استعرت من زميلي كرّاسته الجامعية لنقل محاضرة فاتني حضورها، لكنني أضعت الكراسة واعتذرت لزميلي فتقبل الموضوع ولم يعره اهتماماً»
ويتابع عباس رواية قصته «بعد قليل جاءني الصديق وأخبرني أني سأجد الكراسة، في اليوم نفسه حلمت بمكان الكراسة، استيقظت ووجدتها في ذات المكان» ويضيف «كان أمراً مدهشاً لا يصدق، وعندما أخبرت زميلي بالواقعة ابتسم بسخرية وخلفني في حيرة من أمري».