التواصل مع الطفل أكبر مشكلة تعترض الأهل والمربين، ومازال خاضعاً لدى الغالبية لأنماط تقليدية مختزنة من مراحل الطفولة، يجيب من خلالها الأهل عن تساؤلات الطفل تلقائياً وعفوياً واعتباطياً أحياناً، حتى في صياغة الرد ومفرداته والحركات المصاحبة له، بحيث لا تترك فسحة للتفكير بأسلوب حوار يفرض صيغة تعامل مع الطفل.الطفل يرفض بطبعه التعلم بأسلوب الأمر المباشر، وإنما يمكنه التعلم بملاحظة تصرفات الأبوين، ويتعلم منهما بطريقة غير مباشرة، ويقلدهما، وتصبح هذه التصرفات جزءاً من سلوكياته.الأسلوب المتبع في الحوار مع الطفل يؤدي لعدة احتمالات منها الخلاف والعناد أو تحاشي الأهل أو التقارب والانسجام، ولكي نصل لبناء علاقة جيدة مع الأبناء على المدى البعيد، ويكون التواصل مثمراً وإيجابياً، علينا امتلاك رغبة قوية في تربية سليمة عمادها الحب وسعة الصدر، لخلق كائن متوازن وإيجابي، باتباع طرق وأساليب تعليم غير تقليدية، وهي مهمة أساسية للأبوين وتبدأ منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل.يتعرض الطفل يومياً لتجارب ومواقف تمنحه فرصة التعلم «طريقة الإرضاع، النوم، اللعب»، تمنح الأهل فرصة التودد والتقرب إليه، ما يستدعي من الأهل الانتباه لملامح الوجه، ونبرة الصوت، وطريقة التحدث، واختيار الوقت الملائم لتنمية رغبته بالتعلم.من المهم أيضاً التعاطف مع الطفل عندما يكون كئيباً أو محبطاً، ويحتاج لمن يتعاطف مع مشاعره، ويخلصه منها، لأنها تسبب له الضيق والتوتر، هنا على الأهل محاولة الوصول لداخله، ومعرفة ما يريده منهم لحظتها، والتعامل معه وفقاً لهذه المشاعر، من خلال تحديدها له بطريقة تساعده على تفهم حالته وحقيقة مشاعره.ويعتبر التشجيع والثناء أسلوباً يحفز الطفل على الاستمرار بسلوكياته السليمة والإيجابية، وأيضاً محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن التصرفات السلبية والمؤذية له أو لغيره.المرونة والتفاوض مع الطفل عندما يريد شيئاً ضرورة، لأن هذا الأسلوب يمنح الطفل مساحة أكبر من حرية التصرف، والالتزام مع الأهل بما اتفق عليه، وهذا بحد ذاته يعلمه ماهية المسؤولية وتقديرها والالتزام بها، كأن نلبي رغبته في السهر وقتاً أطول أيام العطلات مقابل التقيد بمواعيد النوم في الأيام العادية.