كتب - أحمد الجناحي:
أم سالم اشترت سيارة جديدة وحاولت كتمان الخبر وفشلت، بعد ساعات تعرضت السيارة لحادث مروري و»العوض بسلامتها»، تجزم أم سالم أن عين الحسد وألسن الناس وراء فقدانها السيارة.
جاسم الذوادي يرى الأمور من نافذة مختلفة «ما المشكلة بمشورة مجانية؟»، ويقول «إعلام الناس بما تود شراءه أو اقتناءه أمر لا مفر منه»، بالمقابل الطفل جابر يرفض إخبار ولد خالته محمد بشرائه ثياب بات مان، والسبب يقول «حتى لا يقلدني».
الجدة فاطمة تروي قصة جارتها أم جاسم «أحد الوجهاء وعد ابنتها ببعثة دراسية.. ذاع الخبر وتناقلته الألسن» وتضيف «بعد أيام قلائل مات الوجيه وضاعت البعثة»، زوجها الجد عيسى مكللاً بوقار السبعين يقول «قضاء قدر.. والمكتوب ما منو مهروب».
السيارة بخبر كان
أم سالم اشترت سيارة جديدة وحاولت كتمان الخبر عن الجميع دون جدوى «ما إن علم الناس بخبر السيارة، وبعد ساعات قليلة فقط تعرضت لحادث مروري وانعدمت».
تكاد أم سالم تجزم أن سبب انعدام سيارتها انتشار الخبر وما تناقلته ألسن الناس، فيما لا يرى جاسم الذوادي ـ شاب في مقتبل العمر ـ أي مشكلة في إطلاع الآخرين على ما يشتريه ويقتنيه، ويرد على المتوجسين بالحسد بجملة بسيطة «مشاركة الناس أمر لا مفر منه، ما المشكلة في مشورة مجانية؟».
يقول جاسم إنه لم يواجه أي موقف سلبي حيال ذلك «على العكس تماماً أنظر للموضوع من باب الاستشارة وتقديم النصح للآخرين».
الحسد والقضاء والقدر
وترى الجدة فاطمة أن كتمان كل ما يلفت ويسرق الأنظار أمر ضروري «اتقاءً للحسد والغيرة»، وتقول «لابد من الكتمان وعدم الإفصاح عن كل مشاريعك أمام الناس ضماناً للاستمرارية والتوفيق».
قصت علينا الجدة فاطمة حكاية جارتها أم جاسم يوم حصلت ابنتها على بعثة دراسية على حساب أحد وجهاء المنطقة «كان ذلك قبل 6 سنوات، الفتاة لم تتمالك نفسها من شدة الفرح، أخبرت زميلات الدراسة أنها على وشك تحقيق حلمها ودراسة الطب، وكذا فعلت الأم مع الجيران».
وتضيف الجدة وعلى محياها علائم الثقة «بعد أيام قلائل جاء الخبر الصاعق.. مات الوجيه وضاعت البعثة» وتواصل «الموت قضاء وقدر ولكن الصدفة كانت مفاجئة للجميع».
زوجها الجد عيسى أكثر واقعية حيال الموضوع، يقول ووقار السبعين يكلل حديثه «الإنسان يجب أن يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، فكل من عند الله سبحانه وتعالى، وأن يكون على قدر كافِ من الإيمان، ليفرق بين الحسد والمقدَر المكتوب» ويعتقد أن المخاوف من عدم استمرار الأمور حسب ما نهوى وليد خوف غير مبرر ويضيف «تفاءلوا بالخير تجدوه.. والمكتوب ما منو مهروب».
الأطفال يخشون التقليد
ظاهرة الخوف من حسد الغير لم تقتصر على الكبار، بل سرت العدوى إلى الصغار أيضاً يقول الطفل جابر «لاتقولون حق محمد ولد خالتي شريت ثياب بات مان عشان ما يقلدني».
ندى فتاة في العاشرة، تحب مشاركة الآخرين باللعب والتسلية ولكنها دائماً ما تحذر والدتها «ماما لاتعلمينهم بدرجاتي الجديدة»، هي لا تريد أيضاً إطلاع الآخرين على درجاتها بالمدرسة وأمها توافقها الرأي.